Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختبار دم ثوري ينهي معاناة تشخيص مرض مناعي شائع

تتطلب جميع طرق فحص الداء البطني حالياً تناول الغلوتين بانتظام لتكون فعالة

يقول الأطباء إن صعوبة التشخيص تحرم ملايين المصابين بالداء البطني من الكشف عنه (غيتي)

ملخص

توصل الباحثون إلى اختبار دم قادر على كشف الداء البطني بدقة عالية دون الحاجة لتناول الغلوتين والذي قد يغيّر جذرياً من طرق التشخيص، ويُسهم في تسريع رصد الحالات الصامتة وتفادي المضاعفات الخطرة. الاستجابة المناعية عبر مؤشر "أيل-2" تتيح الكشف الآمن حتى لدى المرضى الملتزمين بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين.

قد يتمكن المصابون بالداء البطني قريباً من تجنب تناول كميات كبيرة من الغلوتين – وهي المادة التي تحفز ظهور أعراض المرض – بغرض الحصول على تشخيص.

فلقد أظهر بحث سريري جديد نُشر في مجلة "أمراض الجهاز الهضمي" Gastroenterology عن اختبار دم ثوري يستهدف الخلايا التائية الخاصة بالغلوتين، ويمكنه الكشف عن الداء البطني – حتى عندما لا يتم تناول الغلوتين.

في الوقت الراهن، يُطلب من الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالداء البطني تناول كميات كبيرة من الغلوتين لأسابيع من أجل الحصول على تشخيص دقيق.

ومع ذلك، قال الباحثون إن اختبار الدم الجديد قد يعزز من معدلات التشخيص، ويحدد المرضى المعرضين لتفاعلات حادة تجاه الغلوتين، ويكشف عن الداء البطني الصامت لدى الأشخاص الذين لا يعانون أعراضاً.

الداء البطني هو حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجسم أنسجته عند تناول الغلوتين، مما يمنع الهضم والامتصاص الطبيعي للطعام، ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطرة. وهو ناجم عن تناول الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار.

تُقدّر الإصابة بالداء البطني في المملكة المتحدة بحالة واحدة من كل 100 شخص. ومع ذلك، فإن 36 في المئة فقط من المصابين يتم تشخيصهم سريرياً، بحسب مؤسسة Coeliac UK (مؤسسة خيرية بريطانية متخصصة في توفير الدعم والخدمات للمصابين بمرض الداء البطني).

تقول المؤسسة إن عدم تشخيص أو علاج الداء البطني قد يؤدي إلى مضاعفات مثل هشاشة العظام، والعقم غير معروف السبب، والاختلالات العصبية، وفي حالات نادرة، سرطان الأمعاء الدقيقة.

ويأتي هذا في وقت أوضح فيه الباحثون أن الطرق الحالية لتشخيص الداء البطني تتطلب تناول الغلوتين بشكل مستمر لتحقيق نتائج دقيقة.

وأضاف العلماء الأستراليون أن كثيراً من الأشخاص يتراجعون عن السعي إلى الحصول على تشخيص مؤكد لأنهم لا يريدون تناول الغلوتين والتعرض للمرض.


ومن جانبه، أوضح الأستاذ المشارك جايسون تاي-دين، رئيس مختبر أبحاث الداء البطني في "معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية" WEHI والطبيب المختص في مستشفى "رويال ملبورن" Royal Melbourne Hospital، أن "ملايين الأشخاص حول العالم يعيشون مع الداء البطني من دون تشخيص، ببساطة لأن طريق الوصول إلى التشخيص صعب، وفي بعض الأحيان، منهك". مضيفاً: "بإلغاء ضرورة اختبار الغلوتين، نتجاوز إحدى كبرى العقبات التي تعوق تشخيص المرض في الوقت الراهن."

وتابع قائلاً: "يمثل هذا الاختبار فرصة حقيقية لتخفيف العبء النفسي والجسدي عن آلاف المرضى الذين يضطرون للعودة إلى تناول الغلوتين، وهي خطوة مهمة نحو تشخيص أسرع وأكثر أماناً."

وفي إطار الدراسة، أُجري تقييم لإمكان استخدام اختبار دم لقياس علامة مناعية تعرف بالإنترلوكين 2 (أيل-2).

ويعود الاهتمام بهذه العلامة المناعية إلى عام 2019، حين لاحظ الباحثون ارتفاعاً حاداً في هذا المؤشر المناعي في دم المصابين بالداء البطني بعد تناولهم الغلوتين بفترة وجيزة.

ولتوثيق فعالية هذا الاختبار، اعتمد الباحثون في دراستهم على عينات دم من 181 متطوعاً، من بينهم 75 مصاباً بالداء البطني الخاضعين للعلاج، و13 لم يبدأوا بعد رحلة العلاج، و32 شخصاً يعانون تحسس الغلوتين من دون تشخيص بالداء البطني، و61 من الأفراد الأصحاء.

وفي المرحلة التالية من الدراسة، قام الباحثون بمزج عينات الدم بالغلوتين داخل أنابيب اختبار وتركها يوماً كاملاً، لرصد ما إذا كانت استجابة أيل-2 المناعية ستظهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضحت الباحثة في مرحلة الدكتوراه، أوليفيا موسكاتيلي، التي شُخصت بالداء البطني في سن الـ18، أن الفريق كان في غاية الحماسة بعدما أظهرت النتائج قدرة الاختبار على تشخيص المرض بدقة عالية، بلغت 90 في المئة من حيث الحساسية، وبدقة نوعية تبلغ 97 في المئة، حتى لدى من يتبعون نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين.

وبحسب ما أكد الباحثون، فإن ارتفاع إشارة أيل-2 لوحظ فقط لدى المتطوعين المصابين بالداء البطني، مما يؤكد إمكان الكشف عن الاستجابة المناعية للغلوتين داخل أنبوب اختبار من دون الحاجة إلى تعريض المرضى للغلوتين.

وأضافت السيدة موسكاتيلي أن الاختبار أثبت كفاءة عالية لدى مرضى الداء البطني المصابين بأمراض مناعية أخرى أيضاً، مثل السكري من النوع الأول أو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.

وفي الوقت الراهن، يتعاون فريق معهد "والتر" Walter و"إليزا هول" Eliza Hall حالياً مع شركة  Novoviah Pharmaceuticals لتقييم دقة الاختبار عبر شرائح مختلفة من السكان وجمع بيانات حقيقية من الاستخدام العملي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة