Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عناق في الكابينت بعد حرب تحظى بتأييد أكثرية الإسرائيليين

تل أبيب تؤكد أن الهدف من العملية الدفاع عن وجود الشعب اليهودي وإحباط التهديد العسكري والنووي لا إزالة النظام

الكابينت الإسرائيلي صادق على أربعة أهداف لحرب "شعب كالأسد" على إيران (أ ف ب)

ملخص

حالياً، الأجواء الإسرائيلية تعكس دعماً لمتخذي القرار باستمرار الحرب على رغم الخطر في الجبهة الداخلية، وكل هذا الدعم يأتي "من أجل إزالة الخطر على وجود إسرائيل".

الخبير السياسي في القناة الـ"12" يارون أبراهام تمكن من الحصول على وثيقة تكشف تفاصيل العملية بعد تسريبها من قبل أحد الوزراء المشاركين.

بحسب المعطيات الإسرائيلية جرى قصف أكثر من 400 هدف في إيران، ونجح سلاح الجو بتوجيه إصابات كبيرة في نطنز وأصفهان، لكن التحدي الحالي لإسرائيل منشأة فوردو، بعد رفض الولايات المتحدة طلبها بمشاركتها في توجيه العملية لتدميرها لعدم حيازة إسرائيل نوعية القنابل والقدرة على تحقيق ذلك.

سجلت الليلة الثانية من القصف الإيراني على إسرائيل ارتفاعاً في عدد القتلى وزيادة حجم الدمار والإصابات المحددة داخل المناطق السكنية ومنشآت عسكرية وبحثية. في الرشقة الأولى من الصواريخ باتجاه حيفا والشمال، أصاب صاروخ مباشر منزلاً في بلدة طمرة لعائلة خطيب من فلسطينيي 48، وعلى رغم وجود أفرادها داخل الملجأ فإن أربعة منهم قتلوا، الأم وابنتاها وقريبتهن، فيما أصيب الوالد بجروح خطرة، وألحق الصاروخ دماراً هائلاً في محيط المنزل طاول عشرات البيوت وأوقع أكثر من 20 مصاباً من سكان طمرة.

أما الرشقة الثانية فجر اليوم الأحد، فاستهدفت مركز إسرائيل في بات يام وحولون. وأصابت الصواريخ مبنى من 14 طابقاً في بات يام وتدميره وتسببت بمقتل ستة أشخاص وإبقاء مفقودين تحت الركام. كذلك أصابت الطلقة الصاروخية معهد "وايزمان" للأبحاث في حولون مما أدى إلى تدميره وإلحاق ضرر في منطقة واسعة بمحيطه، أما المنشآت والمواقع الاستراتيجية والعسكرية فقد فرضت الرقابة العسكرية منعاً لنشر أي خبر أو معلومة حولها.

وفي محصلة ليل السبت، قتل 10 أشخاص وجرح 210 حال بعضهم خطرة.

وعلى رغم مشهدية الدمار الهائل وصرخات الإسرائيليين لعدم تجهيز الجبهة الداخلية لمثل هذا السيناريو وترك مناطق كثيرة من دون ملاجئ أو أماكن آمنة، فإن قرار الحرب على إيران ما زال يحظى بأكثرية داعمة بين الجمهور وأكثرية مطلقة بين الأحزاب السياسية والمعارضة، بحسب استطلاع نشرته قناة "14" الإسرائيلية، يرافقها مطلب السعي إلى تقليص فترتها قدر المستطاع لما قد تلحقه من كوارث على الإسرائيليين، وفق أكثر من مسؤول سياسي وأمني سابق.

جاءت هذه المطالب خلال وقت كشف فيه عن تفاصيل هذه العملية التي صدق عليها الكابينت الإسرائيلي بالإجماع ومعه القيادة العسكرية. ونقل أن الأجواء التي سادت الاجتماع، بعد المصادقة عليها، وصلت إلى حد العناق بين الخصوم داخل الكابينت بين الوزراء وبعضهم بعضاً والقيادة العسكرية والأمنية، وفق ما جرى تسريبه، خصوصاً بين رئيس الأركان إيال زامير ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إذ تشهد العلاقة بينهما توتراً وخلافات دائمة.

الاجتماع الذي انتهى بصلاة جماعية للمشاركين بطلب نجاح العملية، اتفق خلاله على إظهارها كحرب على وجود الدولة الإسرائيلية برمتها واستغلال فرصة لا تعوض للقضاء على ما أسموها "رأس الأفعى في محور الشر"، لتقويض كل قدراتها ومنع أي خطر أو حتى تهديد يطاول إسرائيل مستقبلاً، مما جعل أحد أهداف هذه العملية هو القضاء على النظام.

الخبير السياسي في القناة الـ"12" يارون أبراهام تمكن من الحصول على وثيقة تكشف تفاصيل العملية بعد تسريبها من قبل أحد الوزراء المشاركين، مما أثار ردود فعل غاضبة كون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخذ الإجراءات كافة لمنع كشف تفاصيل هذه الجلسة، خصوصاً أن ما تُداول سابقاً كشف عن أن الجلسة بحثت صفقة الأسرى والجهود الإسرائيلية لتنفيذها، ليتضح لاحقاً أنها تناولت الحرب على إيران، وهي حرب عدها أهالي الأسرى والداعمون لهم حرباً على حساب الأحياء منهم في غزة، ولجعل ملف الأسرى وغزة ثانوياً لتحقيق هدف نتنياهو وهو صمود حكومته.

وصباح اليوم، أعلن الجيش إعادة ترتيب أولوياته على مختلف الجبهات، وأنه أخرج وحدات عسكرية من غزة وخفض من عملياته هناك لتصبح في المكانة الثانية بعد إيران بانتظار تطورات هذه الحرب.

سيناريو مقتل ما بين 800 و4 آلاف إسرائيلي

الكابينت الإسرائيلي صادق على أربعة أهداف لحرب "شعب كالأسد" على إيران، تضمن في نهايتها تقويض قدرات طهران في الوصول إلى قنبلة نووية...

أولها، إلحاق ضرر بالغ بمشروع الصواريخ الباليستية لاستهداف قدرات إيران الصاروخية، التي تعد تهديداً رئيساً للأمن الإسرائيلي والإقليمي.

وثانيها، المس بمشروع إيران النووي، ويهدف إلى إضعاف القدرات الإيرانية في تخصيب اليورانيوم وتطوير أية مكونات نووية.

وثالثها، تقويض مشروع إبادة إسرائيل من خلال عمليات على الأرض، وقد فهم من تفاصيل هذا البند أن إسرائيل في عملياتها الحالية تركز على استهداف منشآت ومخازن ومنصات تشكل تهديداً محتملاً ضد إسرائيل وحتى مصالحها، إلى جانب العمل على القضاء على النظام الإيراني واستبدال نظام يساعد في شرق أوسط جديد من دون تنظيمات تهدد تل أبيب وتشكل خطراً عليها وعلى وجودها به.

ورابعها، خلق ظروف مناسبة لإنهاء المشروع النووي الإيراني بطرق دبلوماسية، أي الضغط على إيران لتقديم تنازلات وقبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق حول مشروعها النووي.

وبحسب يارون أبراهام استمع الكابينت لتقارير أمنية وعسكرية حول مختلف سيناريوهات هذه العملية، وشملت التوقعات بأن تستغرق الحرب ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، تتعرض خلالها الجبهة الداخلية الإسرائيلية لقصف صاروخي مكثف بما في ذلك رشقات لمئات الصواريخ الباليستية، وهذا ما حدث خلال أول يومين، وأخرى مزدوجة لمسيرات وصواريخ باليستية في آن وعلى أكثر من جبهة، وهذا ما حدث صباح اليوم، إذ في موازاة إطلاق الصواريخ على مركز إسرائيل أطلقت سبع مسيرات على الشمال من الحدود الشرقية تجاه الأردن.

أما الجانب الذي أثار رعب وقلق الإسرائيليين فور كشف تفاصيل الوثيقة اليوم، فيتحدث عن العدد الكبير للقتلى الإسرائيليين الذي يراوح بين 800 و4 آلاف قتيل.

بحسب هذه التوقعات، فإن هذا العدد مرتبط بمدى نجاح الجيش الإسرائيلي في تدمير منصات إطلاق الصواريخ والمسيرات ومخازنها، إلى جانب عدد الأيام التي سيستمر فيها القتال.

اليوم... انطلاق المرحلة الثانية من العملية

بحسب جهات أمنية، فإن العمليات التي تنفذها إسرائيل خلال اليوم الثالث من الحرب، اليوم، تشكل المرحلة الثانية منها التي تأتي بعد يومين من تكثيف الجهود لتدمير منظومة الدفاع الجوي، لخلق ممر جوي آمن وضمان حرية عمل سلاح الجو في الأجواء الإيرانية، تحديداً العاصمة ومحيطها، حيث يدعي تقرير إسرائيلي وجود بنى تحتية مركزية بينها منشآت نووية ومواقع تطوير وقواعد صواريخ فيها.

وفي المرحلة الحالية يركز سلاح الجو الإسرائيلي على تفكيك المشروع النووي وإلحاق الضرر بقدرة إطلاق وتطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية. وخلال الوقت نفسه ستركز تل أبيب، بحسب التقرير، على نقل رسائل علنية وأخرى غير علنية إلى إيران، مفادها أن استمرار إطلاق النار نحو المراكز السكنية سيؤدي إلى تصعيد في العملية العسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضمن أهداف هذه المرحلة، استمرار وتكثيف الهجمات المركزة ضد مواقع نووية وصناعات أمنية وقواعد صواريخ وقدرات تطوير ومراكز أبحاث. وبحسب الجيش، لديه مئات الأهداف في طهران ومحيطها.

وكشف التقرير الإسرائيلي أن جهاز الاستخبارات بنى مسبقاً "بنك أهداف" واسعاً، وأن الفرصة الحالية لا تعوض لضمان نجاح العملية وأهدافها. وأكد أكثر من مسؤول أمني وعسكري "أن العملية لا تزال في بدايتها وستعمل إسرائيل على تحقيق أبرز أهدافها لخلق واقع تكون فيه قوية ويدها هي العليا، عندها تكون قادرة على الدفع نحو اتفاق نووي أفضل من ذلك الذي طالبت به في الماضي".

رئيس الأركان إيال زمير قال في محادثات مع المستوى السياسي "العملية في إيران عملية دفاع عن وجود إسرائيل والشعب اليهودي. والتاريخ لن يغفر لنا إذا لم نتحرك الآن، هذه فرصة أخيرة لإحداث تغيير".

وبحسب المعطيات الإسرائيلية جرى قصف أكثر من 400 هدف في إيران، ونجح سلاح الجو في توجيه إصابات كبيرة داخل نطنز وأصفهان، لكن التحدي الحالي لإسرائيل منشأة فوردو، بعد رفض الولايات المتحدة طلبها بمشاركتها في توجيه العملية لتدميرها لعدم حيازة إسرائيل نوعية القنابل والقدرة على تحقيق ذلك.

المعطيات الإسرائيلية تدعي أنه جرى تدمير بنى تحتية لتخصيب اليورانيوم في أصفهان. وبحسب قائد سلاح الجو تومر بار سيواصل سلاح الجو عملياته وقصفه وفق الخطط المحددة لمهاجمة أهداف في طهران.

إيران تتوجه لقطر وعمان

الجهود الحالية المبذولة في وقف الحرب لا تعكس نجاحاً قريباً، في الأقل من طرف إسرائيل التي لا تنوي التراجع حالياً. وفي محادثة أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوضح أن تل أبيب لن تسمح بامتلاك إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم، خلال وقت طلب بوتين في محادثته السعي لوقف الحرب لما تلحقه من كوارث على طرفي النزاع.

وحالياً، الأجواء الإسرائيلية تعكس دعماً لمتخذي القرار باستمرار الحرب على رغم الخطر في الجبهة الداخلية، وكل هذا الدعم يأتي "من أجل إزالة الخطر على وجود إسرائيل".

 وتترك إسرائيل الجهود لوقف الحرب بيد إيران، إذ وبحسب ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" توجهت طهران إلى عمان وقطر بطلب التوسط مع الولايات المتحدة لإمكانية استئناف المفاوضات بعد وقف الهجمات الإسرائيلية. وقال دبلوماسي أميركي للصحيفة الإسرائيلية إن "إيران اليوم في وضع أضعف بكثير مما كانت عليه قبل الهجوم". وأضاف "لم يفهموا وربما فضلوا تجاهل تحذيرات الرئيس، التي كانت واضحة جداً. حاولوا المماطلة في المفاوضات ورفضوا التنازل في المسألة الأساس وهي تخصيب اليورانيوم، والأسوأ خدعونا عندما واصلوا التطوير السريع للسلاح النووي في ظل المفاوضات".

ورداً على سؤال إذا ما كان يوجد احتمال للعودة إلى المفاوضات؟ قال الدبلوماسي الأميركي للصحيفة الإسرائيلية "الأمر منوط في كيف يقدر خامنئي بقاء حكمه والخطر على النظام. ليس بالضرورة في المدى الفوري بل في أعقاب تداعيات قرار يتخذه في عدم مواصلة المفاوضات. فالولايات المتحدة ستفرض عقوبات شاملة وستنضم إليها معظم دول أوروبا. أما بالنسبة لهجوم أميركي، فإنه قرار يعود للرئيس ترمب"، وفق الدبلوماسي الأميركي.

 ومن جهته، أكد مسؤول أمني إسرائيلي أن تل أبيب لن تكثف هجماتها للقضاء على النظام، وإنما تريد التوصل إلى وضع تذهب فيه إيران إلى طاولة المفاوضات، وقال "لم نضرب حتى الآن القيادة الحزبية – السياسية كي يكون واضحاً للجميع أن هدفنا إحباط التهديد العسكري، وهذا ما يسمح به القانون الدولي. خامنئي يعرف أننا إذا شئنا أن نفعل هذا، فبوسعنا أن نضربه ونضرب باقي القيادة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير