Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا توماس فرانك هو المدرب الأنسب لتوتنهام؟

يبدي نادي السبيرز اهتمامه بالتعاقد مع المدرب الدنماركي بعد إقالة أنج بوستيكوغلو وسجله التدريبي مع برينتفورد يثبت أنه يستحق هذه الفرصة

يحيي المدرب الدنماركي لفريق برينتفورد، توماس فرانك، الجماهير على أرض الملعب بعد مباراة الدوري الإنجليزي الممتاز بين برينتفورد ومانشستر يونايتد (أ ف ب)

ملخص

توماس فرانك مهندس صعود برينتفورد وتألقه في الدوري الإنجليزي الممتاز على رغم محدودية الموارد، أثبت أنه ليس فقط مدرباً تكتيكياً متنوعاً بل قائد إنساني بذكاء عاطفي نادر، مما جعله خياراً مثالياً لتوتنهام الباحث عن التوازن.

إنها من تلك القصص التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الدوري الإنجليزي الممتاز، وتفسر لماذا فكر عدد من الأندية الثرية في توماس فرانك. فخلال وقت مبكر من هذا الموسم، كان مدرب برينتفورد يتحدث مع فابيان هورزلر معبراً بحماسة عن إعجابه بأسلوب لعب برايتون.

وقال فرانك "أحب أن ألعب بهذه الطريقة"، ثم ابتسم وأضاف "لكنني سأحتاج إلى 100 مليون جنيه استرليني (135.31 مليون دولار) إضافية".

وإذا بدا هذا التصريح وكأنه نوع من الغرور، أو كأن فرانك لا يستطيع تطبيق أسلوب معين إلا بموازنة كبيرة، فالأمر ليس كذلك. بل إن ذلك يعد دليلاً على ما حققه من دون امتلاك المال، فبعد صعود برينتفورد إلى الدوري الممتاز في موسم (2020-2021) كانت لديهم –وبفارق واضح– أقل فاتورة أجور في الدوري خلال الموسمين التاليين.

أرقام مثل 68 مليون استرليني (92 مليون دولار) و99 مليون جنيه استرليني (133.96 مليون دولار) كانت كفيلة بأن تعيدهم سريعاً إلى الدرجة الأدنى، كما حدث مع عدد من الأندية الصاعدة.

لكن فرانك، على العكس، رسخ وجود برينتفورد في الدوري الممتاز وجعلهم من الفرق الثابتة. ومن اللافت أيضاً أن الأندية الأخرى لا تتسابق للتعاقد مع لاعبي برينتفورد، على عكس ما يحدث مع بورنموث مثلاً، فقد جعل الفريق أفضل بكثير من مجموع أفراده، ولهذا السبب يسعى توتنهام هوتسبير بقوة للتعاقد معه.

وتظهر تحليلات "سويس رامبل" أن برينتفورد تصدر الترتيب من حيث الأداء مقارنة بالأجور في كل موسم قضاه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعكس مدى تفوق فرانك على التوقعات.

وقد يقال إن هذا مجرد مثال على مدرب مناسب تماماً لناد بعينه، كما يحدث أحياناً، لكن الواقع أن فرانك لم يكن دائماً على النهج نفسه، ولا حتى مع نفس نوعية الفريق، فقد مر برينتفورد بتحولات مختلفة عدة تحت قيادة المدرب الدنماركي، سواء كفريق أو كناد.

يرى المديرون الرياضيون في الدوري الإنجليزي الممتاز أن فرانك يعد واحداً من أكثر المدربين قدرة على التكيف والنجاح في اللعبة، ويشعر بعضهم أن المدرب البالغ من العمر 51 سنة لا ينسب إليه الفضل الكافي إطلاقاً في هذا الجانب، وهي ميزة تزداد قيمتها في عالم كرة القدم الذي بدأ يبتعد من الأيديولوجيات الجامدة.

لقد لعبت فرق فرانك بأساليب مختلفة تماماً، سواء عندما كان برينتفورد في دوري الدرجة الأولى أو بعد صعوده، أو حين تمكن من البقاء في الدوري الممتاز.

عندما يتطلب الأمر لعب كرة قدم تعتمد على النسب والإحصاءات، فإنه ينتهج هذا الأسلوب. وعندما يحتاج إلى الهجوم السريع يهاجم بسرعة، وإن اقتضى الأمر الاستحواذ فإنه قادر على تنفيذه أيضاً.

بل إنه كانت هناك مناسبات ضمن الموسم الماضي بدا فيها برينتفورد وكأنه يشبه منتخب إيرلندا بقيادة جاك تشارلتون، من حيث الطريقة التي كانوا يجبرون بها المدافعين على التراجع باستمرار، وأسهم ذلك في تكوين انطباع بأنه "يصنف بصورة غير عادلة ضمن قوالب محددة".

ولهذا أيضاً، لا تشعر أندية مثل توتنهام بأي قلق حين تسأل فرانك عن كيفية لعبه في مستويات أعلى، بل مثلهم مثل مسؤولي برايتون يتحمسون لإجابته، فهو مقنع.

يظهر ذلك جلياً ضمن الجانب الأكثر إثارة للإعجاب في عملية البحث عن مدرب جديد، فحتى وقت قريب وتحديداً خلال أبريل (نيسان) الماضي كان فرانك محبوباً، لكنه لم يكن من بين الأسماء المتقدمة في قائمة توتنهام، أما الآن فأصبح قريباً جداً من تولي المنصب بعدما تجاوز عدداً من المرشحين الآخرين، وهذا دليل على الكاريزما الحقيقية التي يتمتع بها.

وهذا يقودنا إلى أحد أكثر الأسئلة إلحاحاً في شأن فرانك وليس عن كيفية لعبه، إذ لا يفترض أن يشكل ذلك مصدر قلق كبير، بل عن كيفية إدارته لغرفة ملابس تضم لاعبين يتقاضون أجوراً أعلى.

وهذا أمر مهم، وبخاصة في ظل الحدة المتزايدة التي تحيط بالأندية ذات الجماهيرية الأكبر. فيمكن أن يطغى الضجيج، كما اكتشف أنج بوستيكوغلو، مما قد يزيد الأمور سوءاً داخل غرفة الملابس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما يقول أحد المطلعين من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز النخبوية "الواقع أن اللاعبين رفيعي المستوى قد يكونون أوغاداً".

هامش القبول بالنسبة إلى المدربين ضيق، ويزداد ضيقاً. ولهذا السبب يجب على المدربين الذين لا يملكون سجلاً في الأندية الكبرى أن يحققوا الانتصارات فوراً.

في الواقع، حصل بوستيكوغلو على عامين في توتنهام بفضل نجاحه في أول 10 مباريات. وعلى رغم أن قرار إقالة مدرب فاز بالدوري الأوروبي قد يبدو قاسياً من الناحية العاطفية، فإن الواقع أن طبيعة ذلك المشوار في البطولة كانت بعيدة تماماً عما يتطلبه الدوري الإنجليزي، لذلك كان هناك منطق في قرار توتنهام.

بصراحة، فريق بوستيكوغلو لم يكن يواجه فرقاً بمستوى الدوري الإنجليزي في غالب الأحيان، ومع ذلك ضحى بكل شيء.

لم يكن ذلك فعلاً وصفة للنجاح على المدى المتوسط، باستثناء التأثير العاطفي المحتمل الذي ربما كان يمكن أن يصنع زخماً.

فرانك يدرك مدى هشاشة الاعتماد على مثل هذه العوامل غير الملموسة كونه عمل في ناد علمي مثل برينتفورد، وهذا ما يجعل صلابة شخصيته تبرز أكثر.

يوصف الدنماركي بأنه "إنسان طيب" وهو أمر لا يقال كثيراً في عالم كرة القدم، وقد يكون ذلك أكثر قيمة في رياضة ابتعدت كثيراً من مدرسة "الشدة والانضباط"، أو حتى عن "القيادة التصادمية" التي اشتهر بها جوزيه مورينيو.

أصبح جيل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أكثر ميلاً للاستجابة إلى التشجيع بدلاً من التوبيخ. وبصفته معلماً سابقاً، يتمتع فرانك بحس عال في موازنة هذا الجانب، مما يجعله أيضاً شخصية أكثر تكاملاً مقارنة بمعظم المديرين الفنيين.

ولهذا الأمر نتيجة أخرى، ففي عصر أصبحت فيه الخطط التكتيكية أكثر تفصيلاً وتعقيداً، بات عدد من المدربين المعاصرين وكأنهم مهووسون بالتفاصيل، ويتعاملون بكثير من الجدية والحدة، حتى يصل الأمر ببعضهم إلى رؤية ضيقة. وهذا لا يجعل ظهورهم الإعلامي دائماً من النوع الذي يضيء المشهد عندما تطرح عليهم أسئلة تتعلق بالحال العامة للعبة أو بالمشهد الكروي العام، كما كان يفعل أرسين فينغر أو أليكس فيرغسون.

أما فرانك فلا يعاني مثل هذه الإشكالية إذ من الممتع الاستماع إليه، وهو ما يستشعره اللاعبون أيضاً ويقربهم منه، وقد جعل منه ذكاؤه هذا صوتاً يعبر عن الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما حتى صوتاً أخلاقياً له.

صحيح أن برينتفورد ربما تعرض لهزيمة محبطة أمام خصم من الصفوة، لكن فرانك لا يزال مستعداً للحديث عن كل شيء، من كأس العالم للأندية إلى فجوة التفاوت المالي.

وهذا يتجاوز بكثير مسألة الأسلوب السطحي في ظهوره الإعلامي، بل يجعله رمزاً، وهو ما يمكن القول إن توتنهام لم يكن يوماً في حاجة إليه كما هو الآن.

ومع ذلك، فالأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ إن فرانك يستحق فرصته، وأثبت أنه قادر على اغتنام مثل هذه اللحظات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة