Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن: "الناتو" يقترب من التوصل إلى اتفاق لزيادة الإنفاق الدفاعي

وقع وزراء حلف الأطلسي الأهداف المتعلقة بالقدرات الجديدة للأسلحة التي يتطلبها ردع روسيا

هيغسيث متحدثاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، في مقر الحلف ببروكسل، الخميس 5 يونيو الحالي (أ ب)

ملخص

عرض الأمين العام لــ"الناتو" مارك روته اتفاق تسوية ينص على أن يشكل الإنفاق الدفاعي الأساس 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2032 وأن تشكل مجالات أوسع مرتبطة بالأمن مثل البنى التحتية 1.5 في المئة.

أفاد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اليوم الخميس بأن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقترب جداً من التوصل إلى اتفاق حول الإنفاق الدفاعي قبيل قمة مقررة في وقت لاحق هذا الشهر، في مسعى للإيفاء بمطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تنفق كل دولة خمسة في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وضغط الرئيس الأميركي على أعضاء الحلف للإعلان عن زيادة كبيرة في هدف موازناتها العسكرية خلال الاجتماع المقرر في الـ24 والـ25 من يونيو (حزيران) الجاري في هولندا.

وقال هيغسيث بعد اجتماع مع نظرائه في الحلف في بروكسل "تتجاوز البلدان هنا نسبة اثنين في المئة بكثير ونعتقد بأنها قريبة جداً، وتقترب من التوافق، على التزام في شأن نسبة خمسة في المئة لـ’الناتو‘ في لاهاي في وقت لاحق هذا الشهر".

وعرض الأمين العام للحلف مارك روته اتفاق تسوية ينص على أن يشكل الإنفاق الدفاعي الأساس 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2032 وأن تشكل مجالات أوسع مرتبطة بالأمن مثل البنى التحتية 1.5 في المئة.

وأعلنت إدارة ترمب اليوم مرشحها لمنصب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا الذي سيشغل أيضاً منصب قائد قوات حلف الأطلسي في أوروبا.

ومن شأن قرار ترمب ترشيح اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية للمنصبين، أن يشعر الحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي بالارتياح، وكذلك بعض زملاء ترمب الجمهوريين في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من تراجع الدور القيادي الأميركي في الحلف. ويتعين أن يصادق مجلس الشيوخ على تعيين غرينكويتش.

في غضون أسابيع

أضاف هيغسيث "نعتقد بأنه في غضون أسابيع، سنتعهّد بخمسة في المئة، 3.5 في المئة في القدرات العسكرية الصلبة و1.5 في المئة للبنى التحتية والأنشطة المرتبطة بالدفاع"، وتابع أن "هذا المزيج يمثّل التزاماً حقيقياً ونعتقد أن بإمكان كل بلد زيادة" الإنفاق.

ويدفع التهديد من روسيا بعد أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاع حرب أوكرانيا والمخاوف حيال مدى التزام الولايات المتحدة أمن أوروبا في عهد ترمب الدول الأوروبية إلى زيادة موازناتها الدفاعية.

ولفت عدد من الدبلوماسيين إلى أن روته يبدو في طريقه لضمان التوصل إلى اتفاق بالتزامن مع قمة لاهاي. لكن بعض الحلفاء ما زالوا مترددين حيال الالتزام بمستويات إنفاق كهذه.

وتبدو إسبانيا أكثر البلدان صراحة في التعبير عن ترددها حيال المسألة، علماً أنها لن تصل إلى هدف "الناتو" الحالي البالغ اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي إلا بحلول نهاية العام.

ويقول دبلوماسيون إن بلداناً أخرى ما زالت تفاوض على تمديد الإطار الزمني والتخلي عن مطلب زيادة الإنفاق الدفاعي الأساس 0.2 نقطة مئوية كل عام.

تسوية مقبولة

لكن الاتفاق يبدو تسوية مقبولة بالنسبة إلى معظم بلدان الحلف، إذ سيسمح لترمب بالتباهي بأنه حقق مطلبه الأساس على رغم أنه في الواقع خفض مستوى المطالب بالنسبة إلى حلفاء بلاده الذين يواجهون صعوبات في هذا الصدد.

وحالياً، تبدو قلة من دول "الناتو" القلقة من روسيا مثل بولندا ودول البلطيق في طريقها لإنفاق خمسة في المئة على الدفاع.

وفي السياق ذاته، وقّع وزراء الحلف خلال اجتماعهم الأهداف المتعلقة بالقدرات الجديدة للأسلحة التي يتطلبها ردع روسيا.

وقدّر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن المتطلبات الجديدة تعني أنه سيتعين على برلين إضافة "ما بين 50 ألفاً و60 ألف" جندي جديد إلى جيشها.

من جهته أوضح نظيره الهولندي روبن بريكلمانز أن التوصل إلى المستوى المطلوب سيكلف هولندا 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال روته إن "خطة الاستثمار الجديدة في الدفاع مرتبطة بالطبع بما نحتاج إليه في ما يتعلق بالقدرات المادية".

هيغسيث... هزّة في "الناتو"

أحدث هيغسيث الذي كان مقدم برامج تلفزيونية، هزّة في "الناتو" خلال زيارته الأخيرة في فبراير (شباط) الماضي عندما حذّر من أن واشنطن قد تسعى إلى خفض عدد قواتها في أوروبا للتركيز على التهديد الصيني.

وهذه المرة، أشار هيغسيث إلى أنه "لن يستبق" أية قرارات لترمب في وقت تجري الولايات المتحدة مراجعة لانتشار قواتها حول العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال "سنضمن تحوّلنا بصورة مناسبة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ وإعادة تأسيس ردع هناك، ومن ثم سنزيد مشاركة العبء عبر العالم". وأضاف "لا يمكن لأميركا أن تكون في كل مكان في الوقت نفسه، وينبغي ألا نكون كذلك".

وبينما تركز الولايات المتحدة على تحقيق هدف ترمب في ما يتعلق بالإنفاق الدفاعي في لاهاي، فإنها تتحاشى المحادثات حول دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وأحدثت عودة ترمب للبيت الأبيض هزّة في المقاربة الغربية للحرب الروسية المتواصلة منذ ثلاثة أعوام.

وأكد هيغسيث ضرورة خفض التزامات الولايات المتحدة حيال كييف عبر تغيّبه عن اجتماع لداعمي أوكرانيا استضافته بروكسل أمس الأربعاء، كما سيتغيّب عن اجتماع ثانٍ مع كييف اليوم.

ويسعى حلفاء كييف إلى تجاوز التردد الأميركي ودعوا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لاهاي تعبيراً عن الدعم.

وحتى الآن اكتفى "الناتو" بالقول إن أوكرانيا ستكون ممثلة في الاجتماع من دون أن يؤكد حضور زيلينسكي أو عدمه.

ألمانيا لزيادة عدد جنودها

من جهته صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم الخميس قبيل الاجتماع في بروكسل أن ألمانيا ستحتاج إلى ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي، في إطار الأهداف الجديدة للحلف.

وأضاف أن الحلف ينبغي أن يوضح في إعلان القمة أن روسيا تشكل له التهديد الأكبر.

التفوق على روسيا

وكان سفير الولايات المتحدة لدى "الناتو" ماثيو ويتاكر قال أمس الأربعاء إنه يتعين على حلف شمال الأطلسي أن يتفوق عسكرياً على روسيا، التي تستعد فعلياً لصراع جديد محتمل.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي قبل اجتماع وزراء دفاع الحلف يومي الأربعاء والخميس في بروكسل، "نرى بالفعل أن الكرملين يسعى إلى إعادة بناء جيشه، يجب أن يتجاوز الحلفاء روسيا".

وأضاف أن "موسكو تستعد بالفعل لخطوتها التالية"، مشدداً على أنه، في مواجهة هذه التهديدات الروسية، لم يكن أمام دول الحلف "أي خيار". وتابع "لنكن واضحين، لقد حان الوقت" لزيادة النفقات العسكرية.

التهديد الروسي موجود

من جانبه أكد الأمين العام للحلف مارك روته أمام وسائل الإعلام أن "التهديد الروسي موجود. وسيستمر لفترة طويلة، والروس في الوقت الحالي يعيدون تجهيز قواتهم بوتيرة متسارعة، ينتجون في ثلاثة أشهر ما ينتجه حلف الناتو بأكمله في عام واحد".

وتكشف تقارير وكالات استخبارات غربية عدة عن أن روسيا ستعيد تشكيل قواتها العسكرية خلال خمس أو سبع سنوات، لتكون قادرة على مهاجمة دولة من دول الحلف.

وذكر السفير الأميركي أيضاً بالطلب الذي قدمه الرئيس ترمب مراراً وتكراراً، وهو التزام الدول الـ32 الأعضاء في الناتو بتخصيص ما لا يقل عن خمسة في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع. وأضاف ويتاكر "نحتاج إلى حلف مبني لمواجهة تهديدات عام 2025 وما بعده، وليس لساحات معارك الأمس".

والولايات المتحدة "تنتظر من كل حليف تقديم خطط ملموسة وموازنات وجداول زمنية ونتائج، من أجل تحقيق هدف خمسة في المئة"، وفقاً لتصريحات السفير التي تأتي قبل ثلاثة أسابيع من قمة الناتو المقررة في الـ24 والـ25 من يونيو (حزيران) الجاري في لاهاي، التي يجب أن تقر هذه النفقات الجديدة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار