ملخص
وقع البلدان صفقة دفاعية بقيمة 8.1 مليار دولار في عام 2022، تضمنت شراء 42 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، إلا أن إندونيسيا لم تتسلم أياً منها حتى الآن.
دعت فرنسا وإندونيسيا اليوم الأربعاء إلى إحراز تقدم نحو "الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين"، خلال مؤتمر دولي يعقد الشهر المقبل لإحياء فكرة حل الدولتين، أثناء زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جاكرتا التي يرغب في ضمها، بصفتها أكبر دولة ذات غالبية مسلمة، إلى جهوده الدبلوماسية.
قال الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي بعد اجتماع مطول "أعلنت إندونيسيا أنه فور اعتراف إسرائيل بفلسطين، ستكون إندونيسيا مستعدة للاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها".
وأكد أن "حل الدولتين وحرية فلسطين هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي، علينا الاعتراف بحقوق إسرائيل كدولة ذات سيادة وضمان أمنها".
لا تقيم إندونيسيا أية علاقات رسمية مع إسرائيل، وكثيراً ما دعت إلى حل الدولتين لإنهاء النزاع المتواصل منذ عقود.
وإذ يعد هذا الالتزام افتراضياً إلى حد كبير في هذه المرحلة، إلا أن تصريح برابوو هو مؤشر نادر على هذا الانفتاح في بلد يتعاطف الرأي العام فيه بصورة كبيرة مع الفلسطينيين في غزة.
ودان البلدان في بيان مشترك الخطط الإسرائيلية للسيطرة على قطاع غزة المحاصر، وأي "تهجير قسري للفلسطينيين".
كما أعربا أيضاً عن أملهما المشترك في أن يتوصل المؤتمر الدولي الذي سترأسه فرنسا والسعودية في يونيو (حزيران) في شأن هذه القضية إلى "خريطة طريق موثوقة"، وأن يحرز تقدماً نحو "الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين"، وأن يشجع على "الاعتراف بدولة فلسطين من جميع الدول مع ضمانات أمنية للجميع".
ورحب الإليزيه بهذه الرسالة الدبلوماسية المشتركة، مؤكداً قبل الاجتماع أن "كل الخطوات نحو الاعتراف المتبادل هي خطوات عملاقة نظراً إلى الوضع الحالي في غزة".
ويأمل ماكرون في مقابل الاعتراف بدولة فلسطين، الذي يحتمل أن يعلن في يونيو، بالحصول على ضمانات من الدول العربية والإسلامية.
وقال ماكرون إن نظيره الإندونيسي، الذي استقبله بحفاوة، سيكون ضيف الشرف في احتفالات الـ14 من يوليو (تموز) في باريس.
وإندونيسيا هي المحطة الثانية في جولة الرئيس الفرنسي التي تستمر ستة أيام في جنوب شرقي آسيا، استهلها في فيتنام ويختتمها مساء الخميس والجمعة في سنغافورة.
قال خيرول فهمي، وهو متخصص عسكري في معهد الدراسات الأمنية والاستراتيجية بإندونيسيا "تحتاج بعض الالتزامات إلى المتابعة، وأبدت إندونيسيا اهتماماً نحو بعض العتاد العسكري الآخر، ولكن لم يحرز تقدم يذكر إلى الآن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويريد ماكرون الترويج لاستراتيجية "المسار الثالث" من إندونيسيا، الدولة التي تنتهج تقليدياً سياسة عدم الانحياز في تعاملها مع المسائل الخارجية، في هذه المنطقة التي تشهد تنافساً متزايداً بين الولايات المتحدة والصين.
وتمثل القضية الفلسطينية بالنسبة إليه فرصة لإثبات أنه لا يتعامل وفق معايير مزدوجة في الالتزام بالسلام في الشرق الأوسط، مقارنة بالالتزامات الغربية الضخمة حيال أوكرانيا.
وأضاف "أدرك كل المشاعر التي أثارتها هذه الحرب" بين إسرائيل وحركة "حماس"، و"الأسئلة التي أثيرت أحياناً حول موقف أوروبا وفرنسا".
وأكد أن "فرنسا لا تعترف بالمعايير المزدوجة"، موضحاً أنها دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما أنها دانت استمرار العمليات العسكرية ضد غزة.
وفي سياق منفصل، جعل ماكرون تعزيز الشراكة الفرنسية - الإندونيسية "في جميع المجالات، الدفاع والأمن والاقتصاد والثقافة" نموذجاً لما تسعى إليه فرنسا مع جميع بلدان جنوب شرقي آسيا.
وعلى غرار ما قام به في فيتنام، قدم ماكرون بلاده باعتبارها "قوة سلام وتوازن" حريصة على نظام دولي "يرتكز على القانون".
وفي ذلك رسالة موجهة إلى بكين التي تريد فرض سيادتها في بحر الصين الجنوبي، وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يهدد بفرض رسوم جمركية ضخمة.
ويأمل ماكرون في ترجمة موقفه إلى عقود مع الشركات الفرنسية، لا سيما في مجالات الدفاع والطاقة والمعادن الحساسة، في منطقة تبحث عن شركاء لتخفيف التوتر بين هاتين القوتين العظميين.
وفي هذا الإطار، وقعت إندونيسيا "خطاب نوايا" لشراء طائرات رافال مقاتلة إضافية وفرقاطات خفيفة وغواصات سكوربين ومدافع سيزار، بحسب ما أعلن وزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو من دون تقديم أرقام أو جداول زمنية.
وأعلنت مجموعة التعدين "إيراميه" أنها وقعت مذكرة تفاهم مع صندوق الثروة السيادية الإندونيسي الجديد "دانانتارا"، لدراسة إنشاء منصة استثمار استراتيجية في قطاع النيكل.
ويتوجه الرئيس الفرنسي الخميس إلى يوجياكارتا (وسط إندونيسيا)، لزيارة معبد بوروبودور البوذي وأكاديمية عسكرية.