ماذا يعني ضرب الإسرائيليين مطار صنعاء؟

خلال دقائق قليلة، تحول انتباه وسائل الإعلام المحلية والعالمية نحو اليمن، بعدما أعلنت إسرائيل أنها قررت ضرب مطار صنعاء، رداً على استهداف الحوثيين قبل ساعات مطار بن غوريون.

نفذت إسرائيل ما أعلنت عنه وضربت طائراتها الحربية المطار بغارات عنيفة جداً، مدمرة الطائرات المدنية التي كانت موجودة فيه ناهيك عن جوانب عدة من هذا المرفق، وقد كشف مدير المطار خالد الشايف اليوم الأربعاء أن حجم الخسائر الأولية الناتجة من الغارات الإسرائيلية بلغ نحو 500 مليون دولار، كما أعلن تعليق كل الرحلات من المطار نتيجة الأضرار الفادحة التي خلفتها الغارات.

فكيف يمكن قراءة هذه الضربات بالتوقيت والمضمون وتأثيرها على الحوثيين أنفسهم؟ 

يرى الكاتب والباحث براء شيبان في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" أن الضربات الإسرائيلية على مطار صنعاء نقلت فعلياً الصراع مع جماعة الحوثي إلى مستوى آخر، ويقول "هذه الضربات كثيفة من ناحية العدد وموجعة من ناحية البنية الاقتصادية التي استهدفتها، فهي حاولت أن تلحق ضرراً كبيراً بالموارد الاقتصادية المتبقية لدى الحوثيين".

ويعتبر شيبان أن جماعة الحوثي ستحاول استخدام هذه الضربات لإعادة السردية القائلة إنهم الطرف الوحيد الذي لا يزال داخل محور "الممانعة" الذي يواجه إسرائيل ولا يزال يساند الفلسطينيين في غزة، وسيحاولون الاستفادة من هذا الأمر لتعزيز مكانتهم الداخلية. ويضيف أنه في الجانب الآخر، هناك تحديات اقتصادية كبيرة تواجه جماعة الحوثيين وسط مطالبات شعبية وخدماتية تتعلق بغياب دفع المرتبات وغياب الخدمات وانقطاع خدمة المياه والكهرباء عن المواطنين، وبالتالي الضربات التي طاولت مطار صنعاء ستستخدمها الجماعة كذريعة مناسبة للهروب من التزاماتها الإنسانية الداخلية ومواجهة أي احتجاج داخلي، بالقول إلى بيئتهم إنهم دخلوا في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

ويختم مشدداً على أن المواجهات المباشرة مع إسرائيل تعزز مكانة هذه الجماعة الإقليمية، إذ تعتقد قياداتها أنهم البديل الحالي والأنسب لخلافة "حزب الله" داخل المحور وأنهم سيرثون الإرث الذي بناه الحزب ومعه الحرس الثوري الإيراني خلال العقود الثلاث الماضية. 

Listen to "ماذا يعني ضرب الإسرائيليين مطار صنعاء؟" on Spreaker.