Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلسلة اعتقالات في أوكرانيا بعد تزويد الجيش بقذائف فاسدة

كييف تتهم بوتين بعرقلة جهود الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب

جنود أوكرانيون خلال تلقيهم تدريبات على يد خبراء فرنسيين قبل أيام (أ ف ب)

ملخص

تبادلت أوكرانيا وروسيا الهجمات بمسيرات متفجرة أوقعت ثلاثة قتلى في الأقل، واتهمت كييف بوتين بعرقلة جهود ترمب لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الجانبين.

أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية اليوم الثلاثاء أنها اعتقلت عدداً من مسؤولي الدفاع بتهمة التورط في تزويد الجيش بعشرات آلاف القذائف غير الصالحة أثناء الحرب الروسية ضد البلاد، وكانت السلطات الأوكرانية أكدت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنها ستحقق في الفضيحة بعد أن كشفتها الصحافة، إذ كان لا بد من سحب ما لا يقل عن 120 ألف قذيفة من عيار 120 ميليمتراً من الجبهة، في وقت كانت قوات كييف تعاني نقصاً في الذخيرة.

وقالت هيئة الأمن الأوكرانية إنها اعتقلت مدير مصنع في منطقة دنيبروبيتروفسك وسط البلاد ونائبه، إضافة إلى رئيس سابق لقسم في وزارة الدفاع ومفتش عسكري، وأكدت في بيان أن "المتهمين استخدموا مواد رديئة الجودة وقاموا بأعمال معيبة في الإنتاج الضخم للقذائف مما أدى إلى حدوث أعطال".

وبحسب المصدر فإن الهدف كان الاحتيال من خلال خفض كُلف الإنتاج لتحقيق ربح أكبر من الطلبات العامة، بتواطؤ من مسؤولين عسكريين "غضوا النظر عن دفعة الذخائر غير الصالحة وأدخلوا معلومات كاذبة في الوثائق".

ويُتهم المعتقلون بـ "عرقلة أنشطة القوات المسلحة" ويواجهون عقوبة السجن 15 عاماً، وقد كشفت الفضيحة أواخر العام الماضي عندما بدأ الجنود يشكون في وسائل الإعلام من القذائف، لافتين إلى ذخائر لم تنفجر أو ظلت عالقة أو سقطت.

ومنذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، ظهرت كثير من فضائح الفساد داخل القوات المسلحة الاوكرانية ووزارة الدفاع.

تحذير من الوسيط الأميركي

بدوره حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الثلاثاء من أن الولايات المتحدة ستنهي وساطتها ما لم تقدم روسيا وأوكرانيا "اقتراحات ملموسة" لوضع حد للنزاع، بحسب المتحدثة باسم وزارته تامي بروس، والتي قالت للصحافيين "نحن الآن في مرحلة تتطلب من الطرفين تقديم اقتراحات ملموسة لإنهاء هذا النزاع، وإذا لم يُحرز تقدم فسنتراجع عن دورنا كوسطاء في هذه العملية".

 

 

نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله اليوم الثلاثاء إن أوكرانيا لم تستجب لعديد من العروض التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وإن التركيز الأساس لموسكو ينصب على بدء هذه العملية.

وبحسب وكالات الأنباء قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لا تستطيع الرد على اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً من دون تسوية جميع "الخلافات الدقيقة".

هجمات بالمسيرات

وتبادلت أوكرانيا وروسيا خلال الليل الهجمات بمسيرات متفجرة أوقعت ثلاثة قتلى في الأقل، واتهمت كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعرقلة جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الجانبين.

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تطبيق "تيليغرام" اليوم الثلاثاء "يكفي أن يصدر بوتين أمراً واحداً ليتوقف إطلاق النار". وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس ترمب وتدعمها أوكرانيا".

وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن هجوماً بمسيرات أوكرانية أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم "بحال خطرة" في المنطقة.

وفي أوكرانيا أفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرغي ليسياك عبر تطبيق "تيليغرام" بوقوع "هجوم ضخم جديد بالمسيرات" أسفر عن مقتل فتاة في الـ12 وإصابة طفل في السادسة، إضافة إلى شخصين بالغين.

وذكرت أجهزة الطوارئ أن "الطفلين حوصرا تحت الأنقاض" عندما استهدفت الضربة منزلاً في منطقة ساماريفسكي.

محاولة للتلاعب

وفي العاصمة كييف قتل 13 مدنياً الخميس الماضي بضربات صاروخية وفقاً لحصيلة جديدة نشرت الإثنين. وقال رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو عبر "تيليغرام" إن امرأة أصيبت أيضاً بسبب سقوط حطام خلال غارة روسية مساء الإثنين.

وأعلن بوتين عن هدنة من طرف واحد على خطوط المواجهة في أوكرانيا تستمر ثلاثة أيام من 8 إلى الـ10 من مايو (أيار) بمناسبة احتفالات النصر على ألمانيا النازية.

ودان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما وصفه بأنه "محاولة للتلاعب"، مطالباً بوقف إطلاق نار فوري وشامل من دون شروط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن روسيا أطلقت 100 طائرة مسيرة في هجمات خلال الليل. وأضافت أنها أسقطت 37 مسيرة، بينما اختفت 47 أخرى من على شاشات الرادار من دون أن تبلغ أهدافها، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة للتشويش الإلكتروني عليها.

وذكرت القوات الأوكرانية عبر تطبيق "تيليغرام" أن الهجمات تسببت في أضرار بمناطق خاركيف ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك وكييف.

في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 91 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، وأسقطت 40 منها فوق منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا.

وأضافت الوزارة في بيان على "تيليغرام" أن مسيرتين أسقطتا فوق منطقة موسكو، فيما تم تدمير الباقي فوق المناطق الغربية والجنوبية من روسيا، وكذلك فوق شبه جزيرة القرم.

ولا تذكر الوزارة الأضرار الناجمة عن هجمات الطائرات المسيرة وتعلن فقط عن عدد المسيرات التي تدمرها وليس إجمال ما تطلقه أوكرانيا.

زيلينسكي يشيد بتصيفة عسكريين روس

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين بجهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني "لتصفيته" شخصيات عسكرية روسية بارزة على مدار أكثر من ثلاث سنوات منذ الهجوم الروسي الشامل.

ولم تُشر تصريحات زيلينسكي عبر تطبيق "تيليغرام" إلى أي حالة محددة، لكنها بدت إشارة غير مباشرة إلى مقتل الجنرال الروسي ياروسلاف موسكاليك قبل أيام.

وقال زيلينسكي في إشارة إلى رئيس الجهاز أوليغ إيفاشينكو "أفاد رئيس الاستخبارات الخارجية الأوكرانية بتصفية أشخاص من القيادة العليا للقوات المسلحة الروسية. العدالة لا مفر منها".

وأضاف الرئيس الأوكراني "أفاد رئيس (جهاز الاستخبارات) بمزيد من الإجراءات لمواجهة شبكات العملاء الروس في أوكرانيا والمخربين. نتائج جيدة. شكراً لكم على عملكم".

وألقى الكرملين باللوم على أوكرانيا في تفجير سيارة مفخخة يوم الجمعة الماضي أودى بحياة موسكاليك البالغ من العمر 59 سنة، وهو الأحدث في سلسلة اغتيالات لضباط عسكريين روس وشخصيات مؤيدة للحرب منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

ولم تُدل السلطات في كييف بأي تعليق مباشر على الهجوم. وأمرت محكمة في موسكو بحبس مواطن أوكراني احتياطياً بتهمة الإرهاب على خلفية الهجوم.

وأعلن جهاز الاستخبارات الأوكراني أنه قتل اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، وهو قائد عسكري روسي رفيع المستوى تتهمه أوكرانيا بالمسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية ضد القوات الأوكرانية في ديسمبر (كانون الأول) 2024 في موسكو.

 

"محاولة تلاعب"

كما ندد زيلينسكي أمس الإثنين بما اعتبره "محاولة تلاعب" بعد إعلان نظيره الروسي فلاديمير بوتين هدنة في أوكرانيا بين الثامن والعاشر من مايو (أيار)، لمناسبة الاحتفالات بالانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية "هناك محاولة تلاعب جديدة لسبب أن الجميع سينتظرون الثامن من مايو، وفقط بعد ذلك يتم وقف إطلاق النار لضمان الصمت" خلال العرض العسكري الذي يقام في التاسع من مايو في الساحة الحمراء بموسكو.

صفقة المعادن

من جانبها قالت وزارة الخارجية الأوكرانية الإثنين إن أوكرانيا ترغب في إتمام صفقة المعادن مع الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن.

وقال متحدث باسم الوزارة في بث مباشر عبر منصة "إكس" إن الجانبين يعملان يومياً وإن المحادثات تشهد تقدماً، مضيفاً أن كييف تريد "صفقة تعود بالنفع على كلا الطرفين".

إنهاء "الحرب العبثية"

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة ملتزمة العمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية أمس الإثنين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس لدى تلاوتها إحاطة حول المكالمة الهاتفية التي جرت الأحد وأعلنت عنها روسيا إن "الولايات المتحدة جادة في تيسير وضع حد لهذه الحرب العبثية".

وأضافت بروس أن روبيو بحث مع لافروف في "الخطوات التالية على صعيد محادثات السلام الروسية - الأوكرانية والحاجة إلى وضع حد للحرب فوراً".

وجرت المحادثة الهاتفية قبل إعلان الرئيس الروسي الإثنين هدنة لمدة ثلاثة أيام في مايو في إطار الحرب مع أوكرانيا.

والأحد قال روبيو إن هذا الأسبوع قد يكون مفصلياً لجهة تقييم جهود إنهاء الحرب التي تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقفها في اليوم الأول من ولايته الرئاسية.

في مقابلة أجرتها معه الأحد شبكة "أن بي سي" لفت روبيو إلى وجود "أسباب تدعو للتفاؤل، وأخرى تدعو للتحلي بالواقعية" في ما يتصل بفرص التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع. وتابع "علينا أن نتخذ قراراً في شأن ما إذا كنا نريد مواصلة الانتظام في هذا المسعى، أو ما إذا الوقت قد حان للتركيز على قضايا أخرى لا تقل أهمية، إن لم تكن أكثر أهمية، في بعض الأحيان".

المزيد من الأخبار