Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نظرة معرفية على مفاوضات السبت بين طهران وواشنطن

الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول البرنامج النووي وإيران تراجع الخطوات مع روسيا والصين

الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية - الأميركية عقدت في إيطاليا (أ ف ب)

ملخص

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الاتفاق الذي يسعى إليه لن يكون مشابهاً للاتفاق الذي يعرف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي تم توقيعه في عام 2015 خلال فترة رئاسة باراك أوباما، بل إنه يهدف إلى التوصل إلى اتفاق "مختلف وربما أقوى بكثير".

بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين ممثلي الولايات المتحدة وإيران السبت الماضي في روما، وإعلان الطرفين عن إحراز تقدم في المحادثات، تتجه الأنظار الآن إلى الجولة الثالثة المرتقبة، والتي من المقرر أن تعقد السبت المقبل في سلطنة عمان.

وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية في تقرير لها نقلاً عن مصادر مطلعة أنه على رغم إعلان المسؤولين الإيرانيين في وقت سابق أن "المحادثات على مستوى الخبراء" بدأت أمس الأربعاء، قبيل انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات السياسية رفيعة المستوى المقررة السبت المقبل، فإن مصادر أميركية أفادت بأن المفاوضات، سواء على المستوى السياسي أو على مستوى الخبراء، ستعقد السبت أيضاً، وبذلك، ستعقد الجولة الثالثة من المحادثات السياسية والاجتماع الأول من المحادثات الفنية في وقت واحد.

وأفادت بعض المصادر بأن الفريق الفني الأميركي يضم مسؤولين من عدة مؤسسات حكومية، من بينها وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأميركية، ومع ذلك، أشارت المصادر نفسها إلى أن جدول المحادثات وتحديد الشخصيات المشاركة فيها لم يحسم بعد بشكل نهائي، وقد تطرأ تغييرات جديدة على هذا البرنامج.

وأكدت وزارة الخارجية العمانية أيضاً أن هذا الاجتماع سيعقد في مسقط، ووصف وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، الوسيط في هذه المفاوضات، الجولات السابقة من الحوار بأنها "بناءة للغاية"، وقال في منشور على منصة "إكس" إنه "الآن، حتى ما كان يعد مستحيلاً، بات ممكناً."

وكان ممثلو إدارة الرئيس ترمب أعربوا في وقت سابق عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى نتائج إيجابية في المفاوضات الجولة الأخيرة مع ممثلي النظام الإيراني.

ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤول رفيع في إدارة ترمب قوله إنه "أجرينا اليوم في روما أكثر من أربع ساعات من المحادثات خلال الجولة الثانية، وحققنا تقدماً كبيراً سواء في اللقاءات المباشرة أو غير المباشرة."

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أكد هو الآخر إيجابية مسار المفاوضات، قائلاً إنه "يمكنني القول إن هناك تقدماً ملموساً، في محادثات روما توصلنا إلى فهم وتوافق أفضل بشأن بعض المبادئ والأهداف".

تجري هذه المحادثات في ظل تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث حذر من أنه في حال فشلت طهران في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن فإن الولايات المتحدة الأميركية وبالتعاون مع إسرائيل، ستشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية.

إن الاتفاق النووي المعروف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين النظام الإيراني والقوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تم التخلي عنه بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه في عام 2018، وفي أعقاب ذلك، استأنفت إيران أنشطتها النووية وسرعت وتيرتها، حيث رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، وهو مستوى يقترب من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية.

وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية نقلاً عن مصدر مطلع على محتوى رسالة دونالد ترمب التي أرسلها الشهر الماضي إلى المرشد علي خامنئي، أن الرئيس الأميركي كان قد اقترح في رسالته إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، وأوضح فيها ترمب أن طهران أمامها مهلة مدتها شهران فقط للتوصل إلى اتفاق.

وبعد أيام قليلة من استلام طهران رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صرح رئيس الجمهورية الإيرانية مسعود بزشكیان قائلاً إن طهران ترفض التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، لكنه أضاف أن إيران من خلال الرد الذي قدمته عبر سلطنة عمان، تركت الباب مفتوحاً لإمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن.

ما الذي يريده الرئيس ترمب؟ وما هي القضايا الرئيسة؟

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الاتفاق الذي يسعى إليه لن يكون مشابهاً للاتفاق الذي يعرف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي تم توقيعه في عام 2015 خلال فترة رئاسة باراك أوباما، بل إنه يهدف إلى التوصل إلى اتفاق "مختلف وربما أقوى بكثير".

وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، مايك والتز، أول من أمس الثلاثاء، بشأن المفاوضات الجارية مع النظام الإيراني، إن ترمب يعرف جيداً كيف يستخدم أدوات الضغط بشكل فعال ويحرك الأمور بما يخدم أهدافه.

وأكد والتز أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فلن يكون هناك شيء مماثل لما يعرف بـ "بند الغروب" في اتفاق (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي أبرم في عهد أوباما، وأشار إلى الفترة الزمنية التي حددت ضمن الاتفاق النووي لرفع القيود عن البرنامج النووي الإيراني وتخفيف العقوبات.

ويعد أحد أبرز بنود الغروب في خطة العمل الشاملة المشتركة هو انتهاء العقوبات في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام، وهو ما سيمنع الدول الأعضاء بعده من تفعيل واستخدام آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات تلقائياً.

وفي وقت سابق، دعا وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، طهران إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، غير أن النظام الإيراني رفض أي اتفاق يؤدي إلى القضاء التام على برنامجه النووي، مؤكداً أن نشاطه النووي ذو طابع سلمي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران قامت بتسريع عملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تعد مثيرة للقلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الجانب الآخر، تؤكد إسرائيل على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، لضمان عدم تمكن طهران من الوصول إلى السلاح النووي تحت أي ظرف، إذ نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصادر مطلعة أن أنباء استئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة بالتأكيد لم تلق ترحيباً من قبل إسرائيل.

وبحسب هذه المصادر فإنه من غير الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تم إبلاغه مسبقاً بهذه المفاوضات أو ما إذا تم التشاور معه.

والتقى رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنياع، الجمعة الماضي وقبل انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات، بالمبعوث الخاص للرئيس ترمب لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وذلك في العاصمة الفرنسية باريس.

وأفادت مصادر مطلعة بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية حذرت في وقت سابق من هذا العام إدارتي بايدن وترمب من أن إسرائيل قد تقدم على شن هجوم على منشآت رئيسية في البرنامج النووي الإيراني خلال هذا العام.

ومع ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأسبوع الماضي أن ترمب لم يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ هجوم على المواقع النووية الإيرانية، وذلك لاعتقاده بأن هناك احتمالاً لنجاح المفاوضات الجارية.

وقال الرئيس الأميركي الخميس الماضي رداً على تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، "لست في عجلة من أمري للهجوم، وأعتقد أن لدى إيران فرصة لأن تكون دولة عظيمة يعيش شعبها في رخاء."

ما موقف جيران إيران العرب؟

على خلاف ما حدث في عام 2015، فإن جيران إيران من الدول العربية يظهرون الآن دعماً أكبر للتوصل إلى اتفاق جديد بين طهران وواشنطن، وتحرص إيران على إبقائهم على اطلاع بتطورات المفاوضات، حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني عراقجي خلال الأيام الماضية اتصالات مع نظرائه في عدد من العواصم العربية، لاطلاعهم على سير المفاوضات الجارية.

كما أنه وقبل بدء المفاوضات، كانت الإمارات لعبت دوراً محورياً في نقل رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إيران ودعت فيها طهران إلى البدء بالمفاوضات.

وأفادت شبكة "سي أن أن" في وقت سابق بأن السعودية عرضت التوسط بين إدارة ترمب وطهران من أجل التوصل إلى اتفاق جديد، وفي خطوة نادرة، قام وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود، بزيارة إلى طهران الخميس الماضي، واعتبر مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه الزيارة ذات أهمية خاصة، ووصفتها طهران بأنها تمثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.

وفي السياق ذاته، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأربعاء، نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شوئه شيا خلال زيارته إلى بكين، بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين النظام الإيراني والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال عراقجي إن النظام الإيراني ينسق مواقفه في المفاوضات مع الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا، بوصفهما "حليفين استراتيجيين لإيران".

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير