Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

26 قتيلا بهجوم مسلح على سياح في كشمير

وصفت السلطات الهندية العملية بأسوأ استهداف للمدنيين منذ أعوام

يقف أحد أفراد القوات شبه العسكرية الهندية حارسًا قرب باهالغام بعد الهجوم (أ ف ب)

ملخص

تنشر الهند نحو 500 ألف جندي بشكل دائم في المنطقة، لكن الاشتباكات انخفضت منذ ألغت حكومة مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.

قُتل 26 شخصاً في الشطر الهندي من كشمير، أمس الثلاثاء، عندما أطلق مسلحون النار على مجموعة من السياح، وفق مصادر أمنية، في حين قالت السلطات إن الهجوم هو الأسوأ الذي يستهدف مدنيين منذ أعوام.

وقالت الشرطة الهندية، اليوم الأربعاء، إن 26 شخصاً قتلوا وأصيب 17 في أسوأ هجوم من نوعه في البلاد منذ ما يقرب من عقدين.

وندد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بـ"العمل الشنيع" الذي وقع في منتجع باهالغام، وتعهد "محاسبة" منفذي الهجوم "أمام العدالة".

وقال مرشد سياحي لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد سماع إطلاق نار ونقل بعض الجرحى على ظهر خيل. وأضاف وحيد الذي لم يشأ الإفصاح عن كامل هويته أنه شاهد قتلى ممدين أرضاً، في حين لفت شاهد آخر إلى أن المهاجمين كانوا يتجنبون استهداف النساء.

واستهدف الهجوم سياحاً في باهالغام الواقعة على مسافة 90 كيلومتراً براً من مدينة سريناغار الرئيسة. وأفاد مصدر أمني ووسائل إعلام هندية بمقتل 26 شخصاً، في تحديث لحصيلة كانت تشير إلى مقتل 24 كان أفاد بها مسؤول رفيع في الشرطة في وقت سابق.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن المنطقة ذات الغالبية المسلمة تشهد تمرداً منذ عام 1989 في سعي إلى الاستقلال أو الاندماج مع باكستان التي تسيطر على جزء أصغر من منطقة كشمير، وتطالب بالسيادة عليها بالكامل، مثل الهند.

 

دعم أميركي

من جهته شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دعم الولايات المتحدة للهند، وقال في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن "الولايات المتحدة تقف بقوة مع الهند ضد الإرهاب". ولاحقاً، أكد ترمب في اتصال هاتفي مع مودي "دعمه الكامل" للهند، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الهندية.

وفي نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة" الهجوم، مؤكداً على لسان متحدث باسمه أن "الهجمات ضد المدنيين غير مقبولة في أي ظرف".

كذلك نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة "إكس" بـ"الهجوم الإرهابي الدنيء الذي حصد أرواح عديد من الأبرياء"، مشددة على أن أوروبا تقف "إلى جانب" الهند.

وقال رئيس وزراء كشمير عمر عبدالله، إن هذا "الهجوم هو الأكبر الذي يستهدف المدنيين في الأعوام الأخيرة"، مشيراً إلى أن عدد القتلى "لا يزال قيد التحديد". وأضاف في بيان "هذا الهجوم على زوارنا عمل شنيع. منفذو هذا الهجوم متوحشون، لا إنسانية لديهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المهاجمون تجنبوا استهداف النساء

أفاد شاهد طلب عدم كشف هويته بأن "المسلحين، لا أعلم عددهم، جاءوا من غابة قريبة ودخلوا من مرج صغير وراحوا يطلقون النار".

 

وأشار الرجل الذي يعمل في رعاية الأحصنة إلى أن المهاجمين تجنبوا استهداف النساء، وقال إن العشرات فروا عندما بدأ إطلاق النار، موضحاً "راحوا يركضون بهلع". وأضاف "حاولنا تهدئتهم لكنهم لم يتوقفوا عن الصراخ... ساعدنا في نقل بعض من المصابين".

وقال وزير الداخلية الهندي أميت شاه، إنه سيتوجه إلى موقع الهجوم. وصرح الوزير في بيان "الأشخاص المتورطون في هذا العمل الإرهابي لن يفلتوا من العقاب، وسننزل أشد العقوبات بمنفذيه".

وأشار مصدر أمني إلى وجود سياح أجانب بين المصابين، إلا أن أي تأكيد رسمي لذلك لم يصدر.

وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على "إكس" عن "حزنه البالغ إزاء هذا الهجوم الإرهابي الشنيع ضد سياح"، مشيراً إلى أن إسرائيل "تقف متحدة مع الهند".

وأفادت محبوبة مفتي، وهي رئيسة وزراء سابقة للمنطقة الواقعة في همالايا، بعد وقت قصير من إطلاق النار، بأن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا.

وقالت مفتي التي ترأس حزب الشعب الديمقراطي في جامو وكشمير "أدين بشدة الهجوم الجبان على سياح في باهالغام والذي أسفر بشكل مأسوي عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين".

وقال مسعفون في مستشفى في أنانتناغ، إنهم استقبلوا بعض الجرحى، بينهم اثنان على الأقل مصابان بطلقات نارية وواحد مصاب برصاصة في الرقبة.

ووصف راوول غاندي، زعيم حزب المؤتمر المعارض الرئيس في الهند، الهجوم بأنه "مفجع".

وجهة لتمضية العطل

تنشر الهند نحو 500 ألف جندي بشكل دائم في المنطقة، لكن الاشتباكات انخفضت منذ ألغت حكومة مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.

وقال مودي في بيان عقب الهجوم، "إن أجندتهم الشريرة لن تنجح أبداً. إن تصميمنا على مكافحة الإرهاب ثابت وسيصبح أقوى".

وفي الأعوام الأخيرة، قامت السلطات بالترويج بشكل كبير للمنطقة الجبلية كوجهة لتمضية العطل، سواء للتزلج خلال أشهر الشتاء أو للهروب من الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف في مناطق أخرى في الهند.

وفي عام 2024، زار كشمير نحو 3.5 مليون سائح وفقاً للأرقام الرسمية، أغلبهم زوار محليون.

وفي عام 2023، استضافت الهند اجتماعاً لمجموعة دول الـ20 حول السياحة في سريناغار في ظل إجراءات أمنية مشددة، في محاولة لإظهار أن "الوضع الطبيعي والسلام" يعودان إلى المنطقة.

ويجري تطوير سلسلة من المنتجعات، بعضها قريب من الحدود الفعلية الشديدة التسلح التي تقسم كشمير بين الهند وباكستان.

وتتهم الهند بانتظام باكستان بدعم المسلحين الذين يقفون وراء التمرد، وهي اتهامات تنفيها إسلام آباد التي تقول إنها تدعم فقط سعي كشمير لتقرير المصير.

ووقع أسوأ هجوم في الأعوام الأخيرة في بولواما في فبراير (شباط) 2019 عندما قاد متمردون مسلحون سيارة محملة بمتفجرات نحو قافلة للشرطة اصطدمت بها مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 35 آخرين.

ووقع الهجوم الأكثر دموية على مدنيين في مارس (آذار) 2000، عندما قُتل 36 شخصاً جميعهم هنود.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات