ملخص
قدم مانشستر يونايتد واحدة من أعظم العروض في تاريخه الأوروبي، بعد تأخره (2-4) أمام ليون، قلب "الشياطين الحمر" الطاولة خلال الوقت المحتسب بدل الضائع ليحقق فوزاً مذهلاً (7-6) في المجموع. وبرأسية هاري ماغواير القاتلة يحتفظ يونايتد بأحلامه في التأهل لدوري الأبطال والظفر بلقب أوروبي منقذ للموسم الكارثي.
كانت المسألة بيلباو أو الدمار، وحين بدا أن الدمار هو المصير الحتمي، وأن مانشستر يونايتد في طريقه إلى موسم كارثي خال من أي نجاح جاءت العودة، بل إحدى أعظم وأحدث عمليات العودة التي أنقذت موسم الفريق. برأسية من هاري ماغواير حجز يونايتد بطاقة العبور إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي لمواجهة أتلتيك بيلباو، وربما لعودة أخرى إلى بلاد الباسك من أجل لعب النهائي.
لا يزال الحلم قائماً بالتأهل لدوري أبطال أوروبا، ومعه عائدات تقدر بـ100 مليون جنيه استرليني (132.66 مليون دولار) من البث وعوائد أيام المباريات والجوانب التجارية.
ربما تتحقق لحظة الخلاص. وهو إنجاز إنقاذي بكل ما تعنيه الكلمة، خصوصاً أن الفريق بدا منهاراً بعد أن سجل ليون أربعة أهداف متتالية. لكن يونايتد رد بثلاثية خلال الوقت الإضافي. فبعد أن تلقى هدفين خلال سبع دقائق، عاد وسجل ثلاثة أهداف في ثماني دقائق.
وعند الدقيقة 113، كانت النتيجة الإجمالية تشير إلى تأخر يونايتد بنتيجة (4-6)، لكنه قلبها إلى فوز بنتيجة إجمالية (7-6) في ملحمة كروية لا تنسى.
قاد العودة القائد المتألق برونو فيرنانديز الذي سجل ركلة جزاء بكل هدوء، ربما كانت مهداة لهم بعض الشيء، بعد سقوط كاسيميرو إثر تدخل من تياغو ألمادا.
ثم جاء دور كوبي ماينو الذي دخل كخيار هجومي طارئ ليسجل كأنه مهاجم صريح، مستلماً تمريرة من كاسيميرو وسدد كرة مذهلة إلى الزاوية.
وفي الدقيقة 121 ظهر هاري ماغواير كبطل برأسية أخرى من عرضية كاسيميرو، الذي بدا وكأنه يعيش أجواء المجد الأوروبي من جديد، لكن هذه المرة في الدوري الأوروبي.
كانت الليلة مهددة بأن تكون الأخيرة أوروبياً على ملعب "أولد ترافورد" لأعوام مقبلة، لكنها تحولت إلى مناسبة لا تنسى.
وقال روبن أموريم بعدها "في هذا الملعب، وفي هذا النادي، دائماً ما تشعر أن أي شيء ممكن"، وهكذا بدا الأمر بالفعل، في ليلة حبست الأنفاس وتحدت المنطق.
"لهذا نحب هذه اللعبة، على رغم الإحباط واللحظات السيئة التي يعيشها المدرب، عندما تأتي مثل هذه اللحظات يكون كل شيء مستحقاً. ننسى لعدة دقائق كيف كان هذا الموسم".
ومع ذلك ربما يكون مانشستر يونايتد في طريقه لإنقاذ موسمه فعلاً، فقد بدا اللاعبون كمن استشعروا خطورة الموقف، وتأثروا بالحافز الكبير والجائزة المنتظرة، فنهضوا ولعبوا وكأنهم يدركون تماماً ما هو على المحك، وحين اقترب العار جاء الرد.
أما روبن أموريم، فقد استلهم من ماضي يونايتد ما يصنع به التاريخ في الحاضر، وقال "كنت أشاهد الفيلم الوثائقي عن ثلاثية 1999 لأستلهم منه شيئاً لهذه اللحظات".
ولعل السير أليكس فيرغسون، الذي كان يتابع من المدرجات، ردد عبارته الشهيرة مجدداً "كرة القدم؟ يا لها من جحيم".
أما ليون، فقد كان الجحيم حرفياً من نصيبهم. ومن حقهم أن يتساءلوا، ماذا أصابهم؟
فقد قدم الفريق الفرنسي عودة مذهلة بدوره، وعند تأخره (0-2)، بدا وكأنه خارج المنافسة تماماً، ثم قلبوا النتيجة وتقدموا (4-2)، ولم يتبق سوى 10 دقائق لكن النهاية كانت قاسية بحق للمدرب باولو فونسيكا ولاعبيه.
نعم مانشستر يونايتد يحتل المركز الـ14 في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن في الدوري الأوروبي هو الفريق الوحيد الذي لم يُهزم حتى الآن، ويبدو أن لديه نسخة مختلفة تماماً في أوروبا.
وعندما كان الإحراج قاب قوسين أو أدنى قدم الفريق عرضاً مثيراً خطف الأنفاس.
من أين نبدأ؟ لأكثر من ساعة قدم يونايتد واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وجعل الجميع يتساءل "أين كانت هذه الكرة طوال العام؟".
البداية كانت قوية، وجاءت الثمرة مبكراً حين تسلم النشط والمبهر أليخاندرو غارناتشو تمريرة برونو فيرنانديز داخل منطقة الجزاء، ودار بسرعة ومررها عرضية للخلف، ليسجل مانويل أوغارتي ثاني أهدافه مع يونايتد بلمسة يسارية هادئة.
واصل مانشستر يونايتد ضغطه، وسدد كاسيميرو كرة منخفضة أبعدها الحارس لوكاس بيري ببراعة إلى جوار القائم، وكان هذا تصدياً رائعاً، لكن الحارس البرازيلي لم يصمد كثيراً، إذ اهتزت شباكه مجدداً خلال اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
التقط ديوغو دالوت تمريرة طويلة من هاري ماغواير، وسدد كرة أرضية مقوسة تجاوزت بيري واستقرت في الشباك.
ظهير هجومي وصل إلى داخل منطقة الجزاء ويسجل الأهداف؟ ربما هذه إحدى لمحات رؤية روبن أموريم التكتيكية.
في الوقت نفسه، واصل برونو فيرنانديز تألقه وكاد يسجل أحد أجمل أهداف يونايتد على الإطلاق، عندما سدد كرة مباشرة على الطائر من تمريرة دالوت الطويلة لترتطم بالعارضة، واقترب في مناسبتين أخريين من تسجيل أهداف استعراضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما باولو فونسيكا الذي حرم من الوجود داخل المنطقة الفنية لمدة تسعة أشهر في الدوري الفرنسي، بسبب شجار مع حكم، فقد تكون مشاهدته من الخط الجانبي في البداية غير مريحة، لكنه استغل قدرته الكاملة على توجيه الفريق لإجراء تغييرات حاسمة عبر دكة البدلاء.
وكان دخول ألكسندر لاكازيت نقطة تحول، إذ قدم للفريق محور ارتكاز هجومياً داخل منطقة الجزاء، مما جعل يونايتد يبدأ في التصدع تحت ضغط الهجمات الفرنسية.
وسجل كورينتين توليسو هدف تقليص الفارق بضربة رأس من مسافة ست ياردات، بعد أن فشل كاسيميرو في إبعاد ركلة حرة، وحول البديل ألكسندر لاكازيت الكرة برأسه في اتجاه توليسو.
وبعد ست دقائق فحسب، عاد ليون ليهز الشباك مجدداً، إذ حول نيكولاس تاليافيكو عرضية آينسلي ميتلاند نايلز بتسديدة زاحفة، تجاوزت أندريه أونانا قبل أن يتمكن من إبعادها من خلف خط المرمى لكن لاكازيت تابع ليؤكد الهدف.
وعلى رغم احتفالات أونانا الراقصة المبكرة بعد هدف أوغارتي الأول، والتي بدت متسرعة، فقد انتهى به المطاف يقفز إلى أحضان روبن أموريم فرحاً مع صافرة النهاية، مرتاحاً في الأقل لأن أخطاءه في مباراة الذهاب لم تكلف الفريق الخروج الأوروبي.
لكن بعض اللاعبين تنقلوا بين خانتي البطل والشرير، مثل توليسو على سبيل المثال، الذي خرج مطروداً بعد تدخل متأخر على ليني يورو نال بسببه بطاقة صفراء ثانية.
وعلى رغم النقص العددي، نجح ليون في التقدم بهدف جديد بعد ربع ساعة، عندما انفجر البديل مالك فوفانا بهجمة سريعة، مرر على إثرها الكرة إلى النجم المتألق ريان شرقي الذي سددها قوية في الزاوية السفلية، تاركاً أونانا بلا حول ولا قوة.
شرقي الذي سجل هدف التعادل خلال الدقيقة الـ95 من مباراة الذهاب، أضاف هدفاً آخر أكثر تأخراً، وفي هذه المرة ترك الحارس الكاميروني واقفاً بلا رد فعل.
لفترة من الوقت، قدم ليون أداء رائعاً على رغم اللعب بـ10 لاعبين، ثم أتى تدخل لوك شو البديل في يونايتد على فوفانا الديناميكي ليحتسب الحكم ركلة جزاء نفذها لاكازيت بنجاح، لتصبح النتيجة (4 - 2)، ويونايتد في طريقه للخروج، بينما بدت تغييرات فونسيكا أكثر تأثيراً من نظيره أموريم. لكن كل شيء تغير، فقد سجل البديل كوبي ماينو وتألق كاسيميرو وكتب هاري ماغواير اسمه في أساطير "أولد ترافورد".
تماماً كما فعل تيدي شيرينغهام وأولي غونار سولسكاير عام 1999، لكن هذه المرة من قبل قلب دفاع دُفع به كمهاجم بسبب قوته في الكرات الهوائية.
وقال أموريم ببساطة "رأيت لاعباً جيداً في منطقة الجزاء".
وأثبت لاعب الوسط الشاب ماينو أنه الآخر جيد جداً داخل منطقة الجزاء.
وقال ماينو صاحب هدف الدقيقة 120 "فوز كهذا يمنحنا زخماً هائلاً، نحن نحرك كرة الثلج وقد تكبر وتكبر". والآن كرة الثلج تتدحرج نحو بيلباو.
© The Independent