Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انسحاب أميركي مفاجئ يفسح المجال أمام احتمالات الفوضى في شمال سوريا وشرقها

متحدث باسم البنتاغون لـ"اندبندنت عربية": أي عملية عسكرية غير منسقة من قبل تركيا ستقوض مصلحتنا المشتركة

عربة عسكرية أميركية في نقطة تل أرقم قبل إخلائها فجر الاثنين (اندبندنت عربية)

في قرار مفاجئ، انسحبت فجر اليوم الاثنين القوات الأميركية من نقطتين عسكريتين على الحدود مع تركيا في شمال وشرق سوريا.
وتقع إحدى النقطتين العسكريتين قرب مدينة "كري سبي"، أو "تل أبيض" باللغة العربية، بينما توجد الأخرى في غرب "سري كانيه"، أو "رأس العين"، حيث تظاهر الآلاف مطالبين التحالف الدولي بالردّ على التهديدات التركية ومنع أي هجوم تركي على مناطق شمال وشرق سوريا. وكان رد الضابط الأميركي الذي استقبلهم أنه سيعمل على إيصال رسالة المتظاهرين إلى أعلى المستويات في التحالف.
ولم يُعرَف عدد الجنود الأميركيين المنسحبين من النقطتين بالضبط، لكنه صغير جداً مقارنةً بالقوات الموجودة على الأرض في شمال سوريا وشرقها، لكنه يقلق السكان المحليين في المنطقة. وعاشت مدينة "رأس العين" (سري كانيه) الاثنين هدوءاً حذراً على وقع الانسحاب الأميركي، كما شهدت الحدود على جانبيها هدوءا حذراً أيضاً.
وأفاد مصدر عسكري ميداني لـ"اندبندنت عربية" بأن "تحركات عسكرية تركية نشطة رُصدت في الجانب التركي من الحدود وأن مسلحين من المعارضة مدعومين من الجيش التركي موجودون في نقاط عدة على طول الحدود بين رأس العين وتل أبيض (كري سبي)، لا سيما في مخيم تل حمود الواقع غربي مدينة جيلان بنار المقابلة لرأس العين، كما نشر الجيش التركي مدرعات وأسلحة ثقيلة في المنطقة الحدودية، لا سيما مقابل قرية علوك الواقعة شرقي المدينة.
كما أفاد المرصد العسكري بأن الطرف التركي يحاول استفزاز حرس الحدود الأكراد. وأضاف أن نحو70  إلى 80 طلقة رشاش أُطلقت على نقاط مختلفة تابعة لقوات حرس الحدود، إلا أن الأخيرة تمارس ضبط النفس ومتهيئة للردّ على أي تدخل أو توغل.

 

القوات الأميركية لم تفِ بوعدها!
 

 

قوات سوريا الديمقراطية "قسد" علقت فوراً على قرار الرئيس الأميركي سحب قواته، وقالت القيادة العامة لـ"قسد" في بيان موجه إلى الرأي العام إنه "رغم الجهود المبذولة من قبلنا لتجنّب أي تصعيد عسكري مع تركيا والمرونة التي أبديناها من أجل المضي قدماً لإنشاء آلية أمن الحدود وقيامنا بكل ما يقع على عاتقنا من التزامات في هذا الشأن، فإن القوات الأميركية لم تفِ بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا، التي تحضّر الآن لعملية غزو لشمال وشرق سوريا".
 

 

 
"تقويض الحرب ضد داعش"

 

وحذرت "قسد" من مغبة العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وشرقها، بأن "سيكون لها الأثر السلبي الكبير على حربنا على تنظيم داعش وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار خلال السنوات الماضية".

 

وختمت "قسد" بيانها "لن نتردد لحظة واحدة في الدفاع عن أنفسنا وندعو شعبنا بكل أطيافه، من عرب وكرد وسريان آشوريين، إلى رصّ صفوفه والوقوف مع قواته المشروعة للدفاع عن وطننا تجاه هذا العدوان التركي".
وقالت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، في تغريدة، إن "تركيا سترتكب المجازر بحق سكان شمال وشرق سوريا الذين قدموا 11 ألف شهيد و25 ألف جريح في معارك ضد الإرهاب"، مضيفةً أن "أميركا ستكون شريكة في ارتكاب هذه المجازر من خلال فتحها المجال أمام الهجوم التركي".
 
 
باب الحوار مفتوح؟

 

أما الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها فأشارت، في بيان، إلى أن موقفها من الحوار مع كل الأطراف "استراتيجي". وأضافت "قمنا بكل ما تستدعيه ضرورات الدبلوماسية لحل الخلاف مع تركيا، وكان آخرها تطبيق اتفاق الآلية الأمنية الذي عبّر عن الإرادة الحقيقة لقوات سوريا الديمقراطية لإحلال السلام في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مصدر قلق
 

من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون، في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" عبر البريد الإلكتروني، إن "أي عملية عسكرية غير منسقة من تركيا ستكون مصدر قلق بالغ لأنها ستقوض مصلحتنا المشتركة المتمثلة في شمال شرق سوريا الآمنة والهزيمة المستمرة لداعش". وأضاف روبرتسون "إننا نعمل عن كثب مع تركيا، حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من أجل التنفيذ السريع للآلية الأمنية، في الوقت المحدد أو قبله، وفي مجالات عدة. سنستمر في تنفيذ الخطة ضمن مراحل محددة وبطريقة منسقة وتعاونية".

 

"قسد" التزمت الآلية الأمنية
 

شدد المتحدث باسم البنتاغون على "الالتزام بإزالة تحصينات وحدات حماية الشعب في المناطق المعينة". وأنهم يقدرون بشدة جهود قوات الدفاع الذاتي لتحقيق ذلك. وأضاف أن "مهمة قوات سوريا الديمقراطية هي هزيمة داعش ومنع تجددها. وهذه القوات تعترف بأن الآلية الأمنية ستسمح لقواتهم والتحالف بالتركيز على هذه المهمة المشتركة".
وختم روبرتسون قوله "كانت لقوات سوريا الديمقراطية إسهام لا يُقدَر بثمن في مكافحة داعش، حيث لعبت الدور الريادي في القضاء على التنظيم المتشدد في سوريا، وحرر التحالف وقوات سوريا الديمقراطية أكثر من 22000 ميل مربع من الأراضي في شمال شرق سوريا، ما أنهى فعلاً الطموحات الإقليمية لداعش".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط