ملخص
يعاني مانشستر يونايتد أزمة هجومية حادة تحت قيادة روبن أموريم، إذ يعتمد بشكل كبير على برونو فيرنانديز وأماد ديالو لتسجيل الأهداف، بينما يفشل بقية المهاجمين في تقديم أداء مقنع، ومع خسارة أمام نوتينغهام فورست وتجربة هاري ماغواير في الهجوم، تزداد التساؤلات حول استراتيجية الفريق الهجومية وقدرته على منافسة جاره سيتي.
في أسبوع خسر فيه أحد ناديي مانشستر مهاجمه، اكتسب الآخر مهاجماً جديداً، فبينما حُرم مانشستر سيتي من خدمات إيرلينغ هالاند، أعاد مانشستر يونايتد اكتشاف هاري ماغواير، بإشراكه في الهجوم خلال خسارته بنتيجة (0 - 1) أمام نوتينغهام فورست.
ولولا تصدي موريلو على خط المرمى في الوقت بدل الضائع، لبدا القرار تغييراً ملهماً من روبن أموريم، أما الآن فقد تبدو هذه الخطوة نابعة من اليأس أكثر منها من الإبداع.
ستلعب مباراة "ديربي" مانشستر هذه المرة من دون وجود لاعب سجل هاتريكين (ثلاثيتين) في تاريخ هذه المواجهات، إضافة إلى مهاجم سجل ربما أشهر أهداف فريق أموريم في نادي "أولد ترافورد"، وهو أماد ديالو الذي أحرز هدف الفوز الدراماتيكي على ملعب "الاتحاد". كان ذلك استثناءً – إذ يمكن اعتبار تعادلات يونايتد أمام ليفربول وأرسنال أفضل نتائجه الأخرى في الدوري – ولكنه في الوقت نفسه يعكس النمط المعتاد، فقد سجل برونو فيرنانديز وأماد أهداف يونايتد في ذلك اليوم.
بالطبع ليس أي منهما مهاجماً، ففيرنانديز غالباً ما لعب في وسط الملعب تحت قيادة أموريم، بينما أماد لم يشارك أساسياً منذ ثمانية أسابيع، ومع ذلك، هما الهدافان الأبرزان في عهد البرتغالي!
لقد سجل الفريق 25 هدفاً فقط في 19 مباراة بالدوري، وهذا الرقم يصبح أكثر إثارة للقلق عندما تعلم أن تسعة منها جاءت في ثلاث مباريات ضد الفرق الصاعدة التي تتجه للهبوط، بينما سُجلت أربعة أخرى ضد إيفرتون بقيادة شون ديتش.
لكن من بين تلك الأهداف الـ25، سجل فيرنانديز ستة أهداف وأماد خمسة أهداف أخرى، وهما يمثلان معاً 44 في المئة من إجمال الأهداف، و76 في المئة من إجمالي 13 تمريرة حاسمة - إذ يتصدر فيرنانديز القائمة بست تمريرات، يليه أماد بأربع تمريرات.
وإذا كان هذا يشير إلى أن خطر يونايتد انخفض إلى النصف مع إصابة أماد فإن الاستنتاجات الأوسع حول هجوم أموريم تبعث على القلق، فالفريق يعتمد بشكل مفرط على شخصين فقط بينما يعاني باقي خط الهجوم تراجع الأداء، وفي الوقت الحالي يفتقر الفريق إلى طرق بديلة لصناعة الأهداف أو تسجيلها.
قد يحتج أموريم بأدلة معاكسة من مباراة ملعب "سيتي غراوند" حيث قدم يونايتد 24 محاولة على مرمى منافسه، وهو أعلى رقم لهم من دون تسجيل هدف في الدوري منذ 2021 وأكبر مجموع لهم هذا الموسم.
لكن تبقى هناك تفاصيل مثيرة للقلق، فثالث أفضل هداف لليونايتد منذ تعيين أموريم هو ماركوس راشفورد - المستبعد من الفريق - برصيد ثلاثة أهداف فقط.
أما بقية المهاجمين فلديهم خمسة أهداف فقط في الدوري مجتمعين: إذ سجل جوشوا زيركزي وراسموس هويلوند هدفين لكل منهما، وأليخاندرو غارناتشو هدفاً واحداً.
بدا الأمر غريباً أن هويلوند، بعدما سجل أخيراً هدفه الأول في 22 مباراة أمام ليستر قبل التوقف الدولي، جلس على دكة البدلاء فوراً في المباراة التالية. ولم يكن هذا أول اختيار غريب، بعدما لعب كوبي ماينو مهاجماً وهمياً بدلاً من المهاجمين الطبيعيين أمام كريستال بالاس.
أما ثنائي الهجوم المخيب للآمال المكون من هويلوند وزيركزي فلا يمثل شراكة ناجحة (إذ يلعب الأخير كصانع ألعاب)، ولا ينفع أي منهما كبديل مقنع، لكن هناك عوامل قد تخفف من الانتقادات الموجهة لهما مثل نقص التمريرات الحاسمة.
وبالنظر إلى نسبة الأهداف المتوقعة (xG) لكل منهما لكل 90 دقيقة نجدها متقاربة جداً (0.21 و0.20)، مع معدل تسديدات متشابه (1.34 و1.32) لكل 90 دقيقة، وتعكس هذه الأرقام ندرة وصولهما لمواقف تسجيل أهداف حقيقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وللمقارنة فإن نسبة الأهداف المتوقعة (xG) لكل 90 دقيقة لهالاند في الفترة نفسها هي 0.83، مع 3.74 تسديدة.
وحتى صافرة نهاية مباراة فورست، كان هناك 76 لاعباً في الدوري الإنجليزي لديهم نسبة أهداف متوقعة (xG) أعلى من هويلوند تحت قيادة أموريم.
في حالة هويلوند، هناك في الأقل، نوعية أهداف واضحة يسعى إلى تسجيلها، مثل ذلك الذي أحرزه أمام ليستر، بالانطلاق خلف خط الدفاع، لكنه لم يحصل على فرص كافية من هذا النوع.
كما أن هناك نوعية معينة من الزملاء الذين يجب أن يتناسبوا معه، لكن نظام أموريم لا يشتمل على جناحين تقليديين.
وحتى اللاعبون المتمركزون على الأطراف سواء غارناتشو أو أماد أو أنتوني المغادر - ليسوا من النوع الذي يمرر كرات عرضية، إذ يميل كل منهم إلى التوغل لداخل الملعب ثم التسديد.
أما زيركزي فهو يمثل لغزاً، فحتى الآن لا يوجد ما يمكن تسميته بـ"هدف زيركزي النموذجي".
وبالمثل لا يوجد "هدف أموريمي" مميز، باستثناء ما يقدمه فيرنانديز وأماد من صناعة أهداف من العدم.
وهذه الأهداف تبدو وكأنها لا علاقة لها باستراتيجية محددة، بل تعتمد على الإبداع الفردي، لذلك فإن السؤال المهم هو: كيف يحاول يونايتد التسجيل؟ وحتى الآن، الإجابة غير واضحة.
وإذا كان جزء من المشكلة يعود إلى الإرث الذي ورثه أموريم المتمثل في مجموعة لاعبين لم يوقع معهم وفي بعض الحالات قد لا يرغب بهم، فإن الهيكل التكتيكي قد لا يكون مساعداً أيضاً.
الرسم التكتيكي (3 - 4 - 3) الذي يتبعه البرتغالي أثار جدلاً، فباستثناء أماد، لم يسجل أي من الجناحين الظهيرين أهدافاً في الدوري، والأثر الجانبي هو أن هذا النظام يحتوي على مهاجمين أقل مقارنة بالرسم التكتيكي (4 - 2 - 3 - 1) المفضل لسلفه تين هاغ.
والطريقة الوحيدة لتعويض ذلك هي بإشراك فيرنانديز في وسط الملعب أو أماد كظهير جناح، لكن الخيار الأول غالباً ما يرافقه كريستيان إريكسن في مركز صانع الألعاب، بينما تهديده التهديفي شبه معدوم.
صانع ألعاب آخر - وإن كان غير مناسب تماماً للمركز - هو غارناتشو، الذي يمثل قصة مختلفة في فريق عاجز: فهو مولع بالتسديد لكنه كثيراً ما يهدر الفرص، إذ سجل هدفاً واحداً فقط من معدل أهداف متوقعة (xG) بلغ 4.01 تحت قيادة أموريم.
وفي غمرة هذا التراجع، كان من الحتمي أن تهتز شباك يونايتد بواسطة هدف رائع من جناحهم السابق أنتوني إيلانغا الثلاثاء الماضي.
وباستثناء فيرنانديز، كانت الركلات الثابتة هي الجانب الأكثر فعالية في الهجوم أخيراً، إذ أفرزت ثلاثة أهداف أمام إبسويتش.
وعبر جميع المسابقات، 10 من أهداف يونايتد الـ16 الأخيرة سجلها إما فيرنانديز أو لاعبو الخط الخلفي.
لذا ربما لن يكون مفاجئاً أن ينتهي ديربي مانشستر بإطلاق ماغواير مرة أخرى في الخط الهجومي.
بخاصة أمام فريق سيتي الذي يغيب عنه ثلاثة من أبرز قلوب دفاعه، وغير قادر على الاستفادة من طول هالاند المصاب لمراقبة ماغواير في الركلات الركنية.
© The Independent