Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفغانيّات يخشين عودة شبح طالبان على وقع السلام الوشيك بينها وواشنطن

تخوّف النساء في أفغانستان من تهميش أصواتهن وحرمانهن من ابسط الحقوق على غرار اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأميركية و«طالبان»

نساء أفغانيات يرتدين "البرقع" ويبعن الخبز في مزار الشريف في أفغانستان (غيتي)

تخشى النساء في افغانستان من عودة عقارب الساعة إلى الوراء وفقدان ما تحقق "بشق الأنفس" من حريات منذ أطاحت قوات أفغانية، تدعمها باكستان، بطالبان عام 2001. إذ يتخوفن من تهميش أصواتهن وحرمانهن أبسط الحقوق على وقع اتفاق سلام وشيك بين الولايات المتحدة الأميركية و«طالبان».
خوف الأفغانيات من تراجع حقوقهن لا يعني أنهن كن قد حصلن عليها كاملة، في تلك الفترة، أو أصبحن يعشن حياةً طبيعية. إذ لم تصبح أفغانستان حتى اليوم مكاناً تسهل فيه حياة المرأة، وبخاصة في المناطق الريفية حيث لا تزال أحكام طالبان سارية، على عكس حياة المرأة في المدن الأفغانية مثل العاصمة كابول، حيث تشارك النساء في الحياة العامة اليومية عاملات خارج المنازل. علماً أن أكثر من ربع أعضاء البرلمان من النساء. سابقاً، في عهد طالبان، كان يقتصر عملهن على الخياطة داخل المنزل والتمريض والطب والتعليم في مدارس للبنات، بحجة النقص في الموارد المالية. ومُنعت المرأة  من العمل في كثير من المهن منعاً للاختلاط بالرجال، كما أُجبرنَ على ارتداء البرقع الذي يغطي الوجه خلال الفترة  1996 إلى 2001 في ظل حكومة طالبان.
الخوف من عودة طالبان
لا يقتصر الخوف من عودة "حركة طالبان" إلى الحكم على النساء الأفغانيات فحسب، بل أيضاً على شرائح عدة من المجتمع المترقّب مستقبل البلاد ما بعد اتفاق السلام الأميركي مع طالبان. فهنالك نساء عاملات كثيرات، خصوصاً في العاصمة كابول، يتخوفن من مصير غامض قد يؤدي إلى منعهن من العمل خارج المنزل.
في السياق نفسه، أبدت سيدات برلمانيات في مجلس النواب الأفغاني وبعض الدبلوماسيين الأجانب مخاوف من تراجع الاهتمام بالمساواة بين الجنسين في أي اتفاق للسلام في ضوء التركيز الدولي الشديد على إنهاء القتال غير المشروط بطبيعة الحياة في افغانستان أو بحرية الشعب الأفغاني، وبخاصة تغييب مراعاة وضع المرأة وما حققته من تقدم ملحوظ في السنوات الأخيرة. هذا هو حال ليلى حيدري وغيرها من المتعلمات اللواتي يخشين أن يؤدي التوصل إلى إتفاق سلام مع طالبان إلى "التخلي عن الكثير من حقوقهن". وترى أنه "من السذاجة الاعتقاد بأن طالبان ستتغير".
تضيف حيدري المسؤولة عن حركة " أنا أيضا أفغانستان" التي تعد "نقطة إنطلاق لحملة أوسع لتوحيد الأفغان رداً على عودة طالبان"، حسب قولها، إنه في الأراضي الواقعة تحت سيطرة طالبان "لا نزال نرى أشرطة فيديو تتعرض فيها نساء للضرب علناً" طبقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية ( أ.ف. ب).
ورداً على نقمة النساء الأفغانيات على" طالبان"، حاولت حركة "طالبان" أخيراً طمأنة النساء في بيان، مما جاء فيه "إن طالبان تغيرت وستسمح بتعليم النساء، لكنها تصر على الفصل في المدارس بين الجنسين وعلى ارتداء النساء ملابس فضفاضة".

أفغانيات بين الأمس والحاضر
على الرغم من الدعاية المؤيدة لحقوق النساء في افغانستان وتقديم بعض البرامج السخية للدول الأوروبية من اجل الهدف نفسه، لا تزال أفغانستان مصنفة حتى العام الماضي في المرتبة الأخيرة بحسب «مؤشر جورجتاون للنساء»، ومنظمة «سلام وأمان» لقياس وضع النساء ومدى حصولهن على استقلاليتهن. وتُقدّر نسبة النساء المتعلمات بـ17 في المئة، وتنخفض النسبة في الولايات النائية إلى أقل من 2 في المئة. مع العلم أنهن حققن مشاركة واسعة في العمل السياسي خلال حكم الرئيس السابق كرزاي والحالي أشرف غني، إذ حظين، حسب الدستور، بنسبة 27.7 في المئة من مقاعد البرلمان، وأُسندت إليهن ثلاث حقائب وزارية. كما ارتفعت نسبة النساء العاملات إلى 19 في المئة من مجموع القوى العاملة عام 2016.
مع هذا التقدم الملحوظ في ميدان حقوق النساء، تشعر المقيمات في الأرياف بالقلق، وهن ضحايا الفقر وانعدام الأمن، عدا أن حقوقهن محدودة نتيجة التقاليد المحافظة جداً.
ليس مستغرباً توخّي الأفغانيات الحذر والخوف من عودة "طالبان" لأنهن  مستبعدات من عملية التفاوض لاستكمال ما تبقى من حقوقهن، لا بل ربما يتم القضاء على ما حصلن عليه من حقوق كافحن سنين طويلة من أجلها. فهن عاملات من أجل السلام ويردن ذلك، لكنهن لا يردن العودة الى نقطة البداية.

المزيد من سياسة