Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

براد بيت... نجم لا يخبو رغم العواصف

انفصال عاصف عن جينيفر أنيستون ومعركة قانونية مريرة مع أنجلينا جولي وأبناء يتبرؤون من حمل اسمه، وعلى رغم كل ذلك لا يزال براد بيت محط احتفاء في هوليوود، بل وربما يكون السبب في غياب ترشيح زوجته السابقة لجوائز الـ "أوسكار" هذا العام

 صورة تجمع جينيفر أنيستون وبيت قبل أشهر قليلة من طلاقهما أوائل عام 2005 (غيتي)

ملخص

براد بيت وعلى رغم طلاقه من جنيفر أنيستون وصراعه القضائي الطويل مع أنجلينا جولي وابتعاد بعض أبنائه منه، لا يزال نجماً محبوباً في هوليوود، إذ حافظ على صورته وسلطته السينمائية بينما تواجه أنيستون وجولي تحديات مهنية واجتماعية أثارت جدلاً حول نفوذ بيت في قطاع الأفلام.

في يوم ربيعي مثالي بمدينة لوس أنجليس عام 2005 تقدمت الشقيقتان باريس ونيكي هيلتون متشابكتي الأيدي وسط حشد من مصوري المشاهير المتربصين، وتوهجت عدسات الكاميرات وانطلقت ومضاتها بينما تبادلت الشقيقتان نظرات وضحكات مفعمة بالثقة، وهما على يقين بأنهما ستتصدران عناوين الصحف بفضل قميصيهما اللافتين، وكانت نيكي ترتدي قميصاً قطنياً يحمل عبارة "فريق أنيستون"، بينما زينت عبارة "فريق جولي" قميص باريس.

واقتنت الشقيقتان القميصين من متجر "كيتسون" الشهير في بيفرلي هيلز حيث استغل صاحبه فريزر روس بسرعة وحذاقة الزخم الإعلامي المتصاعد حول أبرز قصة في عالم المشاهير آنذاك: انفصال براد بيت عن نجمة مسلسل "فريندز" Friends، جينيفر أنيستون، وتكهنات عن قصة حب جديدة تجمعه بشريكته في فيلم "السيد والسيدة سميث" Mr. & Mrs. Smith أنجلينا جولي ذات الجاذبية الساحرة. 

لم يكن القميصان سوى الشرارة الأولى في قصة إعلامية امتدت لأكثر من عقد، صنعت منها الصحف الشعبية صراعاً مفتعلاً بين جولي وأنيستون، وحتى عندما أعلن بيت وجولي طلاقهما عام 2016 تحولت الأضواء إلى أنيستون، وتوالت التساؤلات حول رد فعلها على الحدث (الذي لم تعلق عليه أبداً بطبيعة الحال).

كانت هذه العلاقة الرومانسية ثلاثية الأطراف بين نجوم الصف الأول محط أنظار الصحف والمجلات بشكل لا يقاوم، إذ صورت الصحافة أنيستون وجولي كمتنافستين شرستين، على رغم أن أياً منهما لم تعلق علناً على الأخرى، وفي الواقع كانت أنيستون قد قالت عام 2005 إنها لم تلقِ اللوم على جولي بصورة مباشرة في طلاقها، بل اكتفت بالتعليق قائلة "الأمر معقد فقط" (وهذا وصف دقيق بالفعل).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن النجمتين لم تكونا بمنأى عن تلك الضوضاء الإعلامية لكن صورة "الفتى الطيب" التي كانت ترافق براد بيت ظلت سليمة إلى حد كبير بطريقة ما، وقامت أنيستون نفسها بمساعدة بيت في إغلاق الباب أمام أي حديث عن أية ضغينة بينهما بعد الانفصال عندما التقطت صورة لها وهي تضع يدها على صدره في حفل توزيع جوائز نقابة ممثلي الشاشة لعام 2020، إذ فاز بجائزة عن دوره في فيلم "حدث ذات مرة في هوليوود" Once Upon A Time In Hollywood. وفي وقت لاحق من العام نفسه ظهرا معاً عبر تطبيق "زووم" في حدث خيري خلال جائحة كورونا حين نادته بـ "عزيزي"، ومع ذلك فإن معركة الطلاق المطولة التي خاضها بيت مع أنجلينا جولي والتي انتهت فقط في الـ 30 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد ثمانية أعوام من إعلان انفصالهما، كانت تحمل قصة مختلفة.

منذ عام 2022 قدمت جولي سلسلة من الوثائق القانونية التي تتضمن مزاعم عن تعرضها للإيذاء العاطفي والجسدي، إذ زعم محاموها أن بيت أمسك بها ودفعها خلال مشادة جسدية، وفي تلك الحادثة قيل إن بيت اعتدى أيضاً على اثنين من أطفالهما ونفى بيت هذه الادعاءات، وفي عام 2021 جرى منحه حضانة مشتركة للأطفال بعد معركة قضائية طويلة ومريرة حول ترتيبات معيشتهم، وفي يونيو (حزيران) قدمت ابنتهما شيلوه عريضة إلى محكمة لوس أنجليس لطلب التخلي عن كنية "بيت"، وأفادت تقارير أن طفلين آخرين من أطفال الزوجين قد توقفا عن استخدام كنية والدهما أيضاً تضامناً مع جولي. 

وعلى رغم هذه الادعاءات القضائية التي صدمت بعضهم أحياناً فإنها لم تؤثر كثيراً في جهاز القياس الذي يعتمده الجمهور في إلغاء المشاهير لتعقب الردود العاطفية ضد بيت، وفي الواقع حافظ على وجوده البهيج في دائرة الأضواء، بخاصة خلال موسم الجوائز.

تحولت مقابلة حديثة مع مجلة "جي كيو" جمعته مع صديقه المقرب جورج كلوني للترويج لفيلمهما الأخير "ذئاب" Wolves، إلى ما يشبه الاحتفال بعلاقتهما كأفضل صديقين وبنفوذهما في هوليوود، وبينما كان بيت يروج لفيلم "ذئاب" Wolves، حضرت جولي العرض الأول لفيلمها الذي لاقى إشادة نقدية "ماريا" Maria، والذي يتناول السيرة الذاتية لأسطورة الأوبرا ماريا كالاس، وفي تلك الأثناء أكد أحد منظمي الحدث أنه جرى التخطيط للحفل بعناية فائقة لضمان عدم لقاء جولي وبيت وجهاً لوجه. 

وكانت تلك هي اللحظة التي ظهر فيها بيت للمرة الأولى على السجادة الحمراء رفقة صديقته غير الشهيرة التي تبلغ من العمر 30 سنة، إينيس دي رامون. وبحسب ما قيل، فإنهما يطمحان للزواج وإن بيت يشعر بحاجة إلى "بداية جديدة". 

أما جولي التي ستحتفل بعيد ميلادها الـ 50 في يونيو المقبل فقد بدأت تعود لحياتها المهنية في هوليوود بعدما ابتعدت لفترة من أجل "التشافي".

مصادر مقربة من جولي التي كانت تتجنب الانضمام إلى الدوائر الاجتماعية لأبرز النجوم طوال حياتها، تقول إنها بدأت تستمتع بتضامن جديد من زميلاتها من النجمات الحاصلات على جوائز مثل ديمي مور وسلمى حايك وكيت وينسلت التي شوهدت وهي تعانق جولي في حفل جوائز النقاد الأخير في لوس أنجليس، ويقال إن جولي تشعر "بإحباط شديد" بعد تجاهلها في ترشيحات الـ "أوسكار" الشهر الماضي مع تقارير تشير إلى أن هوليوود قد اختارت الوقوف إلى جانب بيت، وأن التصويت قد يكون انعكاساً لتحفظ أصدقاء في القطاع لا يريدون "إزعاج" بيت بوضع جولي في سباق أفضل ممثلة الذي كانت منافسة قوية للوصول إليه، فكيف تمكن براد الذي يبلغ الآن 61 سنة من الحفاظ على صورته كفتى هوليوود المحبوب؟ لا شك في أن الصحافة الصفراء كانت دائماً أسرع في توجيه أصابع الاتهام نحو النساء، فقد تعلمت أنجلينا جولي وجنيفر أنيستون هذا الدرس بالطريقة الصعبة، ولم تكد يمر سوى خمسة أعوام على حفل زفافهما الحميمي (وفقاً لمعايير هوليوود في    الأقل)، الذي بلغت كلفته مليون دولار وحضره 200 ضيف على منحدر خلاب في ماليبو حيث وعدت أنيستون خلاله أن تحضر لـ بيت دائماً "ميلك شيك الموز المفضل لديه"، حتى أعلن هذا الثنائي الذهبي الأكثر تألقاً بين مشاهير الصف الأول انفصالهما، وجاء في بيانهما اللافت: "نود أن نوضح أن انفصالنا ليس نتيجة لأية من التكهنات التي نشرتها الصحافة الصفراء".

لكن "التكهنات" كانت تدور بالطبع حول سيل من الشائعات في شأن بيت وجولي اللذين قيل إنهما أغرما ببعضهما أثناء تصوير فيلم "السيد والسيدة سميث"، حيث أديا دور زوجين يشعران بالملل من حياتهما الزوجية، ليكتشفا أنهما في الواقع قاتلان مأجوران، وبعد شهر واحد فقط من تقديم أنيستون طلب الطلاق، نشرت مجلة "يو إس ويكلي" US Weekly أول صور حصرية التقطها المصورون للثنائي الجديد، والتي بيعت في مقابل مئات آلاف الدولارات حين ظهرا يسيران معاً على شاطئ في كينيا رفقة مادوكس، ابن جولي بالتبني.

ثم في يوليو (تموز) من ذلك العام نُشرت جلسة تصوير جريئة لمصلحة مجلة "دبليو" للترويج لفيلم "السيد والسيدة سميث" حملت عنوان "السعادة الزوجية"، وقدمت الصور بشكل مستفز براد وأنجلينا كزوجين مخلصين يعيشان حياة عائلية دافئة مع أطفال، في وقت كانا يتجنبان تأكيد الشائعات الرومانسية حول علاقتهما. وفي مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" في أغسطس (آب)، علقت أنيستون على تلك الجلسة قائلة "هناك جزئية تعكس قدرتهما على إدراك الأذى الذي قد يسببه تصرفهما، يبدو أنها مفقودة"، وأضافت "لا أعرف ما الذي حدث، أشعر وكأنني أحاول تجميع القطع المبعثرة وسط هذا السيرك الإعلامي".

وبالفعل يمكن القول إن ذلك السيرك الإعلامي ألقى بظلاله الثقيلة على المسيرة المهنية لكل من أنيستون وجولي، بينما خرج براد منه من دون أن تتأذى فيه شعرة، فعلى رغم استمرار كلتيهما في العمل لكنهما لم تظهرا في أفلام تضاهي ما قدمتاه سابقاً من أعمال نالت استحسان النقاد، مثل "الفتاة الجيدة" The Good Girl لـ أنيستون، و"فتاة قوطعت" Girl, Interrupted لـ جولي.

وفي المقابل واصل براد بيت مسيرته بقوة مقدماً أدواراً بارزة في أفلام لقيت إشادة واسعة مثل "كرة المال" Moneyball، و"يُحرَق بعد القراءة" Burn After Reading، و"الحال المحيرة لبنجامين باتن" The Curious Case of Benjamin Button، و"أوغاد مجهولون" Inglourious Basterds، وكلها جاءت في أعقاب الجدل الرومانسي الذي أحاط به.

وعلاوة على ذلك احتفظ بيت بالسيطرة على شركة الإنتاج الناجحة "بلان بي" التي أسسها مع أنيستون وشريكهما براد غراي التي قامت بإنتاج أفلام حصدت جوائز "أوسكار"، مثل "ضوء القمر" Moonlight و"عبد لاثني عشر عاماً" 12 Years A Slave، مما عزز مكانة بيت في هوليوود وأثبت نفوذه القوي في قطاع السينما.

وفي الوقت الذي احتفظ براد بيت بصورته كالنجم الودود الذي يجمع بين وسامة نجوم هوليوود وسحر أبناء وسط الغرب الأميركي، صُوّرت جولي باستمرار على أنها الشريرة في هذه القصة، المرأة الأخرى الباردة والغامضة ذات الجاذبية الساحرة، وكما يقول أحد المطلعين على خفايا هوليوود "كان هناك اعتقاد سائد بأن جولي التي عرفت بارتدائها قوارير صغيرة من الدم على قلادة حول عنقها [كانت جولي على علاقة بالممثل بيلي بوب ثورنتون، وخلال هذه الفترة تبادل الاثنان قوارير صغيرة تحوي بضع قطرات من دمائهما وارتدياها كقلادات] وتقبيل شقيقها [جيمس هافن] على السجادة الحمراء [في حفل توزيع جوائز الـ "أوسكار" عام 2000 عندما فازت جولي بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، قبّلت شقيقها على شفتيه أمام الكاميرات]، قد ألقت بتعويذة ما على براد، جعلته يترك جينيفر بتلك الطريقة". 

وعلى رغم أن الثنائي المعروف بـ "برانجلينا" قد أنهيا طلاقهما رسمياً في ديسمبر الماضي لكن النزاع بينهما حول مزرعتهما الفرنسية "شاتو ميرافال" لا يزال مستمراً، وقد تحول هذا النزاع إلى ساحة لمعركة شرسة كُشف فيها كثير من التفاصيل الحميمة عن انهيار علاقتهما حتى إن الإعلام أطلق عليها لقب "حرب نبيذ الروزيه".

أما القصة القانونية المعقدة وراء هذا الخلاف فتعود لعام 2011 عندما اشترى الثنائي المزرعة الفرنسية معاً بل وتزوجا فيها، لكن بعد أعوام من انفصالهما قامت جولي ببيع حصتها إلى شركة تابعة لمجموعة "ستولي غروب"، الشركة الأم للعلامة الشهيرة في إنتاج الفودكا، وهو ما اعتبره بيت خطوة "انتقامية" تهدف إلى الإضرار به، إذ إن هذه الصفقة منعته من أن يصبح المالك الأكبر لحصة الغالبية، أما جولي، وفقاً للوثائق القانونية، فتؤكد أن بيت كان يحاول "إسكاتها" عبر فرض "اتفاق عدم الإفشاء" قبل أن يوافق على بيع نصيبه.

وفي إحدى الوثائق القانونية زعمت جولي أن الكلمات الأخيرة التي نطق بها براد بيت في زواجهما كانت "تباً لكِ، تباً لكم جميعاً". وأضافت أنه وصفها بـ "العاهرة" وهزّها من كتفيها بعنف، وقد نفى بيت هذه الادعاءات تماماً متهماً جولي بمحاولة تقويض أعماله عمداً والإضرار بمصالحه التجارية.

أما أطفالهما، مادوكس وباكس وزاهارا وشيلوه، والتوأم فيفيان ونوكس، فقد وقفوا إلى جانب والدتهم مما شكل ضربة موجعة لـ بيت. وفي عام 2022 ترددت أخبار تفيد بأن ابنهما بالتبني باكس كان قد نشر في عيد الأب عام 2020 رسالة لاذعة عبر خاصية القصص في حسابه الخاص على "إنستغرام" عبر فيها عن مشاعره تجاه والده، وفي لقطة شاشة مسربة ظهر تعليق باكس مكتوباً فوق صورة لـ براد أثناء تسلمه جائزة الـ "أوسكار" عن دوره في فيلم "حدث ذات مرة في هوليوود" حين كتب "عيد أب سعيد لهذا الوغد من الطراز العالمي، وزُعم أن المراهق أضاف أن النجم الهوليوودي جعل "أطفاله الأربعة الأصغر يرتعدون خوفاً، وألقى بظلال قاتمة على حياة المقربين من [باكس]، محولاً إياها إلى جحيم دائم".

وتشير تقارير إلى أن بيت يشعر بـ "انفطار قلبه" بسبب القطيعة التي نشأت بينه وبين أطفاله، والآن بعد الطلاق الذي طاول انتظاره، بات على بيت وجولي إيجاد "وضعهما الطبيعي الجديد"، وهو ما تجلى بوضوح في ظهورهما "المنفصل ولكن المتقارب زمنياً"، خلال مهرجان البندقية السينمائي، وبينما تعيد جولي رسم مسيرتها المهنية كان بيت قد صرح عام 2022 بأن مسيرته السينمائية قد تكون "تعيش آخر أيامها" لكن الواقع يبدو مختلفاً تماماً، إذ لديه حالياً 10 مشاريع جديدة مدرجة على موقع "آي إم دي بي" [موقع بيانات عالم الترفيه]، ومن المتوقع جداً أن يظهر على السجادة الحمراء في حفل الـ "أوسكار". 

أما عن سر احتفاظه بجاذبيته الجماهيرية على رغم كل شيء، فقد أشار تقرير حديث لمجلة "نيويورك" إلى أن محبة الجمهور لـ بيت تعود للشعور بأنه شخص "يعرفونه" جيداً، ومع ذلك فمن المؤكد أن القصة لم تنتهِ بعد، فما زالت هناك فصول عدة قادمة لرجل سيطر على الثقافة الشعبية لعقود.

© The Independent

المزيد من منوعات