ملخص
بزشكيان يقول إنه لحل مشكلة الطاقة في البلاد يجب علينا أولاً أن نستثمر في صناعة النفط والغاز، لكن الدولة لا تملك الموارد المالية.
قال رئيس مجلس إدارة نقابة محطات توليد الكهرباء الإيرانية إن العجز في الكهرباء سيصل إلى 25 ألف ميغاواط في الأقل خلال هذا العام، مما يعني أن وزارة الطاقة لا تستطيع توفير ثلث حاجة البلاد من الكهرباء في الأقل.
وفي وقت تتواصل التحذيرات من أزمة نقص حاد في المياه هذا العام، أعلن نائب وزير الطاقة الإيراني لشؤون المياه محمد جوان بخت، أن وضع تخزين المياه خلف السدود الإيرانية حرج للغاية، لدرجة أن تقنين المياه سيحدث هذا العام مبكراً وقبل بدء فصل الصيف.
وأكد رئيس مجلس إدارة نقابة محطات توليد الكهرباء في إيران علي نيكبخت، يوم التاسع من مارس (آذار) الجاري، أنه "في هذا العام سيرتفع الطلب على الكهرباء (ذروة الاستهلاك) في إيران بنسبة تتراوح بين ستة وسبعة في المئة، لهذا يجب علينا أن نضيف ما لا يقل عن 6 آلاف ميغاواط إلى قدرة توليد الكهرباء في البلاد سنوياً. لكن من المتوقع ألا يتحقق حتى ثلث هذه الآلاف الستة ميغاواط في العام المقبل. ما يعني أنه في العام المقبل، إضافة إلى العجز الذي بلغ 20 ألف ميغاواط الذي شهدناه في العام الماضي، ستكون هناك أيضاً زيادة في الطلب، بشرط ألا تحدث أية مشكلات جديدة".
نتيجة لسياسات الحرب
كما أشار رئيس مجلس إدارة نقابة محطات توليد الكهرباء إلى أن نقص السيولة هو المشكلة الرئيسة وراء عدم قدرة وزارة الطاقة على فحص وإصلاح وتجديد المعدات ومرافق توليد الكهرباء في إيران، ونتيجة لسياسات الحرب التي ينتهجها المرشد علي خامنئي ومعارضته لأي نوع من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء العقوبات الاقتصادية، فقد انخفضت أيضاً مصادر دخل النظام الإيراني من بيع النفط وموارد الطاقة وغيرها من الصادرات الأجنبية إلى حد غير مسبوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح علي نيكبخت أيضاً أنه بعد أن كشفت نقابة محطات توليد الكهرباء في إيران عام 2023 عن أن البلاد ستعاني أزمة ونقص في الكهرباء يبلغ 17 ألف ميغاواط هذا العام، إذ اعترضت المؤسسات الحكومية على ما أكدته النقابة. لكن مع مرور الوقت، تبين أن النقص في الكهرباء بلغ 20 ألف ميغاواط، مما نتج منه انقطاعات متتالية للتيار الكهربائي في المنازل وإغلاق عديد من المصانع والشركات الإنتاجية على نطاق واسع في البلاد.
ووصف هذا المسؤول الوعود التي أطلقها مسؤولو الحكومة ووزارة الطاقة في شأن بناء محطات توليد الكهرباء المتجددة بأنها شعارات، فبحسب قوله، بعد 20 عاماً من الوعود التي أطلقها مختلف المسؤولين الحكوميين في هذا الخصوص، لا يزال الإنتاج أقل من ألف ميغاواط من محطات توليد الطاقة الشمسية المتجددة، ومع قيود الاستثمار في إيران مثل ارتفاع سعر الدولار ونقص تخصيص النقد الأجنبي، ستجري إضافة 3 آلاف ميغاواط كحد أقصى إلى قدرة الطاقة المتجددة، وهذا غير كاف لحل كثير من المشكلات في البلاد.
إن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الغاز والبنزين، ضروري لإنتاج الكهرباء في محطات توليد الطاقة، ولهذا السبب هناك حاجة إلى استثمارات ضخمة في صناعة النفط والغاز أكثر من الحاجة إلى الاستثمار في بناء محطات طاقة جديدة. مع ذلك يقول علي نيكبخت إنه "بسبب العقوبات والظروف الاقتصادية في البلاد من غير الممكن حالياً توفير مزيد من النفط والغاز لتشغيل حتى محطات الطاقة المتوقفة".
أزمة مياه شديدة
من ناحية أخرى أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم السبت الماضي أن البلاد تعاني أزمة مياه شديدة، وحذر بزشكيان من انقطاعات محتملة للمياه في طهران ومدن أخرى في المستقبل القريب. كما أن محمد جوانبخت قال إن السدود التي تزود طهران بمياه الشرب، ومنها سد "لار" و"ليتان" و"ماملو" و"كرج" تواجه انخفاضاً غير مسبوق في الاحتياطات.
وأضاف جوانبخت أن سد "كرج" ممتلئ بنسبة سبعة في المئة فقط، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ تشغيل السد، بينما سد "لار" ممتلئ بنسبة واحد في المئة، و"ليتان" و"ماملو" اللذان تبلغ نسبة امتلائهما 12 في المئة فقط، ظروفهما مماثلة لسد "كرج".
وفي تقرير لصحيفة "هم ميهن" قالت إنه على عكس ادعاءات المسؤولين بأن المياه لم يجر تقنينها قبل أيام عيد النوروز المقبل، في بعض مناطق العاصمة طهران انقطعت المياه عن أحياء عدة لساعات، وهناك أسر تعاني هذا الوضع يومياً. وكان نائب مدير شركة مياه طهران حسام خسروي اقترح في وقت سابق أن يستخدم المواطنون المضخات وخزانات المياه في مواجهة نقص المياه المتكرر في مناطق مختلفة من طهران. لكن يبدو أن هذا الاقتراح عديم الجدوى عملياً إذا ما لجأ عدد كبير من المواطنين في طهران إلى استخدامه، لأن المياه لا تكفي لملء جميع الخزانات.
وفي مثل هذه الظروف، ونظراً إلى التوترات السياسية والعسكرية المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة فإن الأزمات الاقتصادية في البلاد ستتفاقم حتماً. وفي مثل هذا الوضع، من المتوقع أن تصبح الظروف المعيشية في إيران أكثر صعوبة من أي وقت مضى، وأن يعاني الإيرانيون ضائقة أكبر في ظل انقطاع الكهرباء والمياه وتفاقم الفقر.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"