ملخص
حملت الجولة الثانية من رسائل البريد الإلكتروني التي استهدفت وكالات فيدرالية مختلفة عنوان "ماذا فعلت الأسبوع الماضي؟ الجزء الثاني". وأضافت الرسالة "يرجى الرد على هذا البريد الإلكتروني بـ 5 نقاط رئيسة تقريباً تصف فيها ما أنجزته الأسبوع الماضي".
تلقى موظفون فيدراليون أميركيون في وقت متأخر أمس الجمعة رسالة إلكترونية ثانية تطلب منهم إرسال أجوبة تتعلق بما أنجزوه خلال الأسبوع السابق، ضمن مبادرة الرئيس دونالد ترمب لتقليص حجم البيروقراطية والإنفاق.
وأتى هذا الإجراء بعد أسبوع من إرسال إيلون ماسك رسالة إلكترونية أولى مماثلة إلى نحو مليوني موظف فيدرالي للرد عليها وإلا واجهوا احتمال الطرد.
وأحدثت الرسالة الأولى التي بعث بها قسم الموارد البشرية في مكتب إدارة الموظفين الأميركي "أو بي أم" إرباكاً بين الموظفين الذين دعتهم وكالاتهم إلى تجاهلها.
وطلبت الرسالة الإلكترونية الجديدة أمس مرة أخرى من الموظفين أن يعددوا ما أنجزوه خلال الأسبوع في خمس نقاط وتضمنت الرسالة إشارة إلى أن هذا الإجراء سيصبح مهمة أسبوعية.
وحملت الجولة الثانية من رسائل البريد الإلكتروني التي استهدفت وكالات فيدرالية مختلفة عنوان "ماذا فعلت الأسبوع الماضي؟ الجزء الثاني"، وأضافت الرسالة "يرجى الرد على هذا البريد الإلكتروني بخمس نقاط رئيسة تقريباً تصف فيها ما أنجزته الأسبوع الماضي".
ولم يصدر أي تعليق من ماسك الذي كلفه ترمب إدارة وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) لخفض الإنفاق العام ومعالجة الهدر والفساد في شأن الرسائل الجديدة.
وعلى عكس الرسالة الأولى طلبت الرسالة الثانية من الموظفين أيضاً إرسال قائمة بما أنجزوه بحلول نهاية كل يوم إثنين على أساس أسبوعي في المستقبل.
كذلك أوردت أن العمال الذين تكون أنشطتهم سرية أو حساسة يمكنهم الرد ببساطة "كل أنشطتي حساسة".
وقال ماسك إن الرسالة الإلكترونية الأولى "كانت في الأساس لفحص ما إذا كان الموظف يملك الجرأة والقدرة على الرد على رسالة إلكترونية".
وأشاد ترمب في منشور على منصته "تروث سوشال" بجهود ماسك واصفاً عمله بأنه "رائع"، لكنه حضه على إبداء جرأة أكثر.
البحث عن العمل
ومنذ بداية عهد ترمب - ماسك، بدأت إليزابيث "الحداد" على مسيرتها المهنية في قطاع تموله الأموال الحكومية، وتوجهت على غرار آلاف الموظفين الأميركيين إلى سوق يصعب على أمثالها إيجاد عمل فيها.
وقالت إليزابيث البالغة 38 سنة والتي استخدمت اسماً مستعاراً لتجنب تقويض فرصها في العثور على وظيفة لوكالة الصحافة الفرنسية، "بين ليلة وضحاها اختفى مجال عملي برمته".
ومنذ الـ14 من فبراير (شباط) الماضي لم تعُد تتلقى راتباً من شركتها المعتمدة مالياً على عقود مبرمة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي قلصت الحكومة الجديدة مهماتها إلى الصفر تقريباً، وأضافت إليزابيث أن "من الناحية النظرية يمكنهم الاستعانة بخدماتي مجدداً" إذا طعن قرار قضائي بإرادة السلطة التنفيذية.
وتعيش إليزابيث حالياً "من مدخراتها" وستحظى بتغطية صحية حتى نهاية مارس (آذار) الجاري فقط.
وقالت "كأنني في حال حداد وأحاول أن أعرف كيف سأتمكن من كسب لقمة العيش"، وبدأت تتقدم لوظائف، لكن من دون جدوى، مؤكدة أن "كثيرين يمرون بمثل وضعي"، في وقت ما زال من الصعب تقدير عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معدل البطالة
وتشهد الولايات المتحدة معدل بطالة منخفضاً جداً تبلغ نسبته أربعة في المئة، لكن يتوقع أن يبدأ ظهور تأثير القرارات الأخيرة في الأرقام الرسمية بعد أسابيع بحسب خبراء اقتصاد قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية.
وتُعدّ الحكومة الفيدرالية أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة مع وجود 2.4 مليون موظف في القطاع العام (باستثناء خدمات البريد والجيش) قبل تنصيب ترمب، أي 1.5 في المئة من إجمالي العمالة (باستثناء قطاع الزراعة).
وقال الخبير الاقتصادي في مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية (CEPR) دين بايكر، "حتى لو تمكنوا من صرف 10 في المئة من الموظفين، فإن التأثير لن يكون هائلاً في الورق، ولكن يعتمد ضعف عدد هذه الوظائف ربما على عقود توفير خدمات فيدرالية، مما قد يكون له تأثير أكبر بكثير".
وتوقع الخبير الاقتصادي المتخصص في قضايا التوظيف في معهد أبجون لأبحاث التوظيف آرون سوجورنر أن "يتسع تأثير ذلك في الاقتصاد بمرور الوقت".
وينصب التركيز منطقياً على العاصمة وولايتي ميريلاند وفيرجينيا المجاورتين لها، حيث ستة في المئة من اليد العاملة النشطة موظفة في الحكومة الفيدرالية، وفقاً لدراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث.
لكن آرون سوجورنر أشار إلى أن 80 في المئة من الموظفين الحكوميين موجودون خارج هذه المنطقة، ففي ولايات مثل وايومينغ ونيو مكسيكو وأوكلاهوما يمثل هؤلاء العمال أكثر من اثنين في المئة من إجمالي العمالة.
وعلى رغم انخفاض معدلات البطالة رجح سوجورنر أن يكون خوضهم مجالات أخرى صعباً، "خصوصاً إذا جرى تسريح عدد كبير من الموظفين الحكوميين والمقاولين في الوقت نفسه".
مجالات التوظيف غير ملائمة
وأشارت الخبيرة الاقتصادية في "أكسفورد إيكونوميكس" نانسي فاندن هوتن ضمن مذكرة أخيراً إلى أن القطاعات الأكثر توظيفاً هي "الترفيه والضيافة وتجارة التجزئة"، البعيدة عموماً من مؤهلاتهم وتوقعاتهم على صعيد الرواتب.
وقال سوجورنر "سيكون الأمر أسوأ لو كانت معدلات البطالة أعلى، لكن التوظيف ما زال منخفضاً نسبياً في الوقت الراهن، لذا فهذا ليس الوقت المناسب للبحث".
ورأى دين بيكر الذي لا يخفي معارضته للثنائي ترمب - ماسك على حسابه على موقع "إكس" أن "كثيراً من العلماء وطلبة الدكتوراه لم تعُد لديهم أية آفاق هنا"، معرباً عن اعتقاده بأن "بعضهم، خصوصاً في صفوف الشباب، سيبدأون البحث عن عمل خارج الولايات المتحدة".
وتخطط إليزابيث للعودة للسكن مع والدتها على بعد مئات الكيلومترات من واشنطن في حال لم تتمكن من إيجاد عمل.