ملخص
خسر مانشستر سيتي أمام ريال مدريد بنتيجة (1 - 3) في دوري أبطال أوروبا إذ سجل كيليان مبابي "هاتريك" مؤكداً تفوق ريال مدريد وتراجع سيتي في الموسم الأوروبي الحالي وربما نهاية عصر التفوق القاري لأبطال إنجلترا.
كانت مثل هذه الأشياء من أحلام الطفولة بالنسبة إلى كيليان مبابي، لكنها أصبحت استمراراً لكابوس مانشستر سيتي الجديد وتأكيداً على مدى سرعة سقوطه.
بالنسبة إلى مبابي أسفرت أول أمسية أوروبية رائعة له في ملعب "سانتياغو برنابيو" عن ثلاثية للنادي الذي شجعه منذ طفولته، ولكن بعد عامين من الفوز بدوري أبطال أوروبا، خرج مانشستر سيتي من البطولة بينما بقي كلوب بروج البلجيكي فيها.
لقد كان هذا بمثابة زوال صادم للنعم، ومع ذلك لم يكن هناك ما يفاجئ في شأن خروجه أمام ريال مدريد، خصوصاً لأي شخص شاهد موسمه الحالي، فقد كانت هذه الهزيمة الـ13 في 26 مباراة، والرابعة في آخر أربع مباريات خارج أرضه في أوروبا، وقد كانت هزيمة حتمية منذ اللحظة التي وضع فيها مبابي ريال مدريد في المقدمة.
بالنسبة إلى بيب غوارديولا لم تكن هناك عودة قوية، ولا شيء لإنقاذ أسوأ موسم لمانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا منذ 12 عاماً أو أسوأ مواسمه بوصفه مدرباً. لقد كانت هزيمة شاملة ومتوقعة. لقد عانى مانشستر سيتي من سوء الحظ في عديد من مباريات خروجه من دوري أبطال أوروبا لكن لم تكن هذه واحدة منها، فقد تفوق عليه ريال مدريد وجرد المباراة من توترها منذ البداية.
كانت هذه منافسة ملحمية، ولكن بينما احتاج ريال مدريد إلى أهداف متأخرة للفوز على مانشستر سيتي، الأسبوع الماضي، فقد اتضحت الآن الفجوة بين الفريقين إذ كان بإمكان ريال مدريد الفوز بأكثر من ذلك إذا لزم الأمر، وكان مانشستر سيتي ليذل. ولكن بدلاً من ذلك خسر مانشستر سيتي ببساطة ونالت النتيجة إعجاب ريال مدريد، وكانت للسيتي الكلمة الأخيرة، إذ سجل نيكو غونزاليس هدفه الأول لمانشستر سيتي بعد ارتداد كرة ركلة حرة نفذها عمر مرموش من العارضة، وقد كان الهدف الذي جاء في الوقت المحتسب بدل الضائع في ملعب "برنابيو" مجرد هدف.
لقد شهد المباراة صوراً مهينة لهم إذ فشل روبن دياس في التعامل مع الكرة برأسه في هدف مبابي الأول، وانزلق يوشكو غفارديول في الاتجاه الخاطئ في الهدف الثاني، وقد استقبلت شباك مانشستر سيتي 19 هدفاً في آخر سبع مباريات خاضها في دوري أبطال أوروبا، وقد كانوا مذنبين في كثير جداً.
وبينما كان مبابي تجسيداً للرشاقة، كان مانشستر سيتي سلبياً وبدا غوارديولا الذي نادراً ما يخفي مشاعره مكتئباً ويائساً، وقال، "لا بأس من قبول حقيقة أنهم كانوا أفضل، في المواسم السابقة عندما كنا نلعب بشكل رائع كان الأمر مؤلماً أكثر من اليوم، لدي شعور بأننا كنا أفضل منهم في المواسم الثلاثة السابقة ولكن هذه المرة كانوا أفضل".
لقد استحضر غوارديولا تشكيلة غير متوقعة، ولكن ربما لم يكن هناك مزيج من اللاعبين من قائمة مانشستر سيتي الحالية يمكنه الوصول بالفريق إلى النهائي، لذلك تم تخفيض مستوى الأهداف الآن: من الفوز بدوري أبطال أوروبا إلى مجرد اللعب فيه مرة أخرى، وقال غوارديولا "الآن الهدف هو التأهل بين الأربعة أو الخمسة الأوائل للعودة مجدداً".
وكانت مشاعر مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي مختلفة للغاية، إذ قال "لدينا إمكانات للتنافس حتى النهاية في هذه المسابقة".
ولأن هناك عنصراً متقلباً في شخصية ريال مدريد، ففي بعض الأحيان كانوا راضين عن اللعب مع سيتي، وفي أوقات أخرى، كان ذلك بمثابة إظهار للتفوق، ومع خطوات مبابي وخطوات رودريغو الجانبية كان لديهم القوة للاستعراض والاستمتاع بالمواجهة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ربما تم تحديد نحو 180 دقيقة من كرة القدم في تسع دقائق، إضافة إلى الوقت المحتسب بدل الضائع، يفصل بينهما أسبوع ولكنهم حققوا ثلاثة أهداف وأنهى ريال مدريد المباراة بشكل رائع في ملعب "الاتحاد" وبدأ بسرعة أكبر على أرضه، وسمح لمانشستر سيتي بتمرير الكرة ثم سجل فيه من أول هجوم.
كان الهدف بسيطاً للغاية، إذ مرر فيدي فالفيردي الكرة فوق العارضة ورأس دياس الذي ارتقى إلى الأعلى في الهواء، لكن خط دفاع سيتي العالي تم استغلاله من قبل مهاجم سريع مشهور هو مبابي الذي سجل هدفاً في مباراة الأسبوع الماضي، لكن هذه المرة، كانت تسديدته أكثر نقاء، حيث رفع الكرة فوق حارس المرمى إيدرسون الذي تقطعت به السبل.
وجاء هدفه الثاني عندما مرر رودريغو كرة رائعة إليه، وخدع مبابي غفارديول بلمسة إبداعية ثم هزم إيدرسون مجدداً. وأنقذ حارس المرمى فرصة رائعة ليحرمه من تسجيل ثلاثية لمدة ثلاث دقائق على أي حال، حتى سدد مبابي كرة مرت من أمامه، وقال مبابي، "أريد أن أكتب التاريخ مع ريال مدريد". وهذه هي الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك.
وبينما كان إيرلينغ هالاند جالساً على مقاعد البدلاء يشاهد، رفع مبابي رصيده إلى 14 هدفاً في 11 مباراة، وربما طغى النرويجي على الفرنسي في معظم فترات مباراة الأسبوع الماضي، لكن في غياب هالاند بدا مبابي وكأنه نجم في مجرة النجوم "غلاكتيكو".
وقال أنشيلوتي الذي ربما شعر بالدهشة من اختيار غوارديولا لفريق سيتي، "من دون هالاند، يخسر سيتي كثيراً من القوة". لقد كان فريقاً عانى الاتهامات المألوفة بالمبالغة في التفكير.
وقال غوارديولا، إن هالاند استبعد بعدما جاءت فحوصاته الطبية جيدة لكنه "شعر بعدم الراحة أثناء صعود الدرج".
لذلك كان فيل فودين الذي جلس على مقاعد البدلاء الأسبوع الماضي، يلعب مكانه لكنه ظهر مهاجماً وهمياً، ولعب عبدالقادر خوسانوف ظهيراً أيمن، وربما كان ذلك بسبب اليأس أكثر منه بسبب الإلهام، لكن خطط غوارديولا تعرضت للاضطراب مرتين في أول ثماني دقائق، أولاً بسبب هدف مبابي الافتتاحي، ثم بسبب خسارة جون ستونز الذي تعرض لإصابة.
ومع ذلك كانت الإصابات والهزيمة والمزيد من الأهداف التي استقبلتها شباك فريقه بمثابة نهاية مناسبة لموسم سيتي الأوروبي، وقال غوارديولا، "كنا فريقاً رائعاً وهذا العام لأسباب عديدة لسنا كذلك. إنه العام الذي كنا فيه الأسوأ".
لذا ربما لم يكن غوارديولا منتظماً في ألعابه الذهنية المعتادة عندما قال، إن مانشستر سيتي لديه فرصة بنسبة واحد في المئة في هذه المباراة. ربما كان هذا مجرد تقييم معقول لأن القليل جداً في الأشهر الأربعة الأخيرة لمانشستر سيتي يشير إلى أنه قد ينتصر في "سانتياغو برنابيو".
وبينما جلب فوزهم بدوري أبطال أوروبا عام 2023 تنبؤات بعصر من الهيمنة القارية، إلا أنها تبدو الآن مضللة، وقال غوارديولا "لا شيء أبدياً". باستثناء ريال مدريد بالطبع.
© The Independent