Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائدون إلى جنوب لبنان يلملمون جثث ذويهم بعد انسحاب إسرائيل

بعضهم لم يتمكن من تحديد موقع منزله بعد تدمير أحياء بأكملها والجيش اللبناني يفتح الطرقات

مواطنة لبنانية تبكي على ضريح مدمر لأحد أقاربها في كفركلا، في 18 فبراير الحالي (أ ف ب)

ملخص

استكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه في الموعد النهائي المحدد، بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، من جنوب لبنان لكنه بقي في 5 نقاط عدها استراتيجية، مما دفع لبنان إلى المطالبة بضرورة استكمال الانسحاب، بينما عاد المدنيون إلى قراهم بحثاً عن جثث لأقارب لهم سقطوا في المواجهات الأخيرة.

عاد سكان جنوب لبنان إلى قراهم المدمرة بحثاً عن جثث ذويهم الذين قتلوا في الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" مع انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم الأراضي.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل ستكمل انسحابها من الجنوب للوفاء بالموعد النهائي المحدد بموجب وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة، أي في الـ18 من فبراير (شباط) الحالي، لكنها ستبقى موقتاً في خمس نقاط تعد ضرورية لأمنها.
وقال "حزب الله" الذي تعرض لضربات قاصمة في الحرب، إن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية وحمل الدولة اللبنانية مسؤولية إخراج القوات الإسرائيلية.

أنقاض وجثث

وفي قرية كفركلا الواقعة على خط المواجهة، لم يبق سوى مبنى واحد قائم. وقالت ساكنة تدعى نهى حمود، إنها وصلت إلى الحي الذي كانت تعيش فيه، لكنها لم تتمكن من تحديد مكان منزلها. وأضافت، أن الحي بأكمله تعرض للتدمير.
وأشارت إلى أن أفراد الإنقاذ انتشلوا جثثاً عدة من تحت الأنقاض، كما عثروا على شخصين لا يزالان على قيد الحياة.
وذكرت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، أمس الثلاثاء، أنها انتشلت 23 جثة من تحت الأنقاض في قرى كفركلا، وميس الجبل والعديسة ومركبا في جنوب لبنان.
وقالت مصادر محلية، إن من عثر عليهم أحياء وأموات، هم من مقاتلي "حزب الله" الذين قتل الآلاف منهم في الحرب.


الجيش اللبناني يفتح الطرق

وقال النائب علي حسن خليل (عضو كتلة التنمية والتحرير برئاسة نبيه بري) الذي ينحدر من الجنوب، إن مئات السكان ذهبوا لتفقد أكثر من ست قرى صار الوصول إليها ممكناً، مضيفاً، أن الجيش اللبناني لا يزال يعمل على فتح الطرق. وأضاف، أن استمرار بقاء القوات الإسرائيلية في خمس تلال حدودية ينكأ جراحاً.

على الجهة المقابلة من الحدود

وأدى الصراع إلى نزوح عشرات الآلاف من شمال إسرائيل وما يربو على مليون من لبنان، واندلع عندما بدأ "حزب الله" بإطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تضامناً مع حركة "حماس" في غزة.
كما زار بعض السكان، أمس الثلاثاء، تجمع مسغاف عام السكني الإسرائيلي القريب من الحدود مع لبنان وزرعوا به أشجاراً.
وقال ساكن يدعى دانيال مالك، "رغم أننا اضطررنا للإخلاء، ظلت قلوبنا هنا". وأضاف "نريد حقاً العودة لكن قدراً كبيراً من عدم اليقين لا يزال يحيط بنا لأننا لا نعرف متى سيكون الوضع آمناً".
وأرسلت إسرائيل قوات إلى جنوب لبنان خلال عملية عسكرية كبرى ضد "حزب الله"، في ذروة الأعمال القتالية التي استمرت لمدة عام تقريباً بعد اشتعال فتيل الحرب في غزة. ووجهت إسرائيل ضربات قوية للجماعة المدعومة من إيران، مما أسفر عن مقتل أمينها العام حسن نصرالله والآلاف من مقاتليها، وهو ما أدى إلى إضعافها بصورة كبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شعور ممزوج بالفرح والحزن

في يارون، وهي قرية أخرى في لبنان تقع على خط المواجهة، حملت امرأة باقة من زهور الربيع بيد وراية "حزب الله" ذات اللون الأصفر في اليد الأخرى، بينما كانت تتفقد الدمار. وانتشل عمال الإنقاذ جثة واحدة في الأقل من تحت الأنقاض.
وقالت سهيلة ضاهر وهي من السكان العائدين، "شعورنا ممزوج بالفرح والحزن"، مشيرة إلى وجود جثث لم يتم انتشالها بعد. وأضافت أن الدمار كله سيتم تعويضه لكن الضحايا الذين سقطوا لن يعودوا إلى الحياة.
وتتطلب شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، انسحاب إسرائيل ومنع "حزب الله" من أن يكون له أي وجود عسكري في جنوب لبنان، حيث تتمتع الجماعة بدعم سياسي بين أبناء الطائفة الشيعية. ويتطلب الاتفاق أيضاً انتشار الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة في المنطقة الحدودية.

اتهامات بارتكاب انتهاكات

وكان من المقرر أن تنسحب إسرائيل بحلول الـ26 من يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن تم تمديد ذلك حتى أمس (18 فبراير) بعدما اتهمت لبنان بانتهاك الشروط. واتهم لبنان حينها إسرائيل بإرجاء سحب قواتها.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن إسرائيل تسحب قواتها على رغم مما وصفها بانتهاكات من جانب جماعة "حزب الله". وأضاف أن "الانتهاك الأبرز هو وجود عناصر من 'حزب الله' إلى الجنوب من نهر الليطاني. بمجرد أن ينفذ لبنان الجزء الخاص به من الاتفاق فلن تكون هناك حاجة إلى الاحتفاظ بهذه النقاط (الخمس)".
في المقابل، قال النائب عن "حزب الله"، حسن فضل الله، متحدثاً لوكالة "رويترز" في قرية يارون الجنوبية، إن "العدو الإسرائيلي لا يزال يحتل أراضي لبنانية. وهذه الأرض اللبنانية يجب أن تحرر. والآن المسؤولية الأساسية تلقى على عاتق الدولة اللبنانية".


لبنان لضمان انسحاب إسرائيل

وذكر بيان صادر عن الاجتماع الاستثنائي بين رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، أمس الثلاثاء، أن لبنان سيعد أي استمرار للوجود الإسرائيلي على أراضيه احتلالاً، مع تأكيد حق لبنان باعتماد كل الوسائل لضمان انسحاب إسرائيل.
وجاء في البيان، "إزاء تمادي إسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون... التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروق الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية".
وأكد البيان تمسك الدولة اللبنانية "بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، وتأكيد حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي".
وقالت الأمم المتحدة، إنه على رغم التأخير في سحب القوات الإسرائيلية فقد أُحرز "تقدم ملموس" منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مشيرة إلى أن إسرائيل انسحبت من المراكز السكانية في جنوب لبنان وانتشر الجيش اللبناني "وسط ظروف صعبة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات