في تطور دبلوماسي لافت، تتجه الأنظار إلى اجتماع مسؤولين روس وأميركيين كبار بينهم وزيرا خارجية البلدين، في العاصمة السعودية الرياض، في شأن العلاقات الأميركية - الروسية، والبحث عن حلول لإيقاف الحرب في أوكرانيا، إذ جاءت المحادثات بعد ثلاثة أعوام من التجميد شبه الكامل للعلاقات.
وتأتي هذه التحركات تمهيداً لقمة مرتقبة تجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في السعودية، وسط توقعات بأن يحمل هذا الاجتماع دلالات سياسية مهمة قد تؤثر في المشهد الدولي.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم أن الرياض تستضيف اليوم محادثات بين واشنطن وموسكو "في إطار مساعي المملكة إلى تعزيز الأمن والسلام في العالم".
وفي السياق قال المحلل الروسي رسلان سليمانوف، في تصريح صوتي لـ"اندبندنت عربية"، إن اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في الرياض "سيمثل بلا شك اختراقاً مهماً في ظل النزاع القائم بين روسيا والدول الغربية"، وهو اللقاء الذي جاءت مشاورات اليوم بهدف التحضير له.
وأوضح أن الاجتماع سيحمل دلالات رمزية كبيرة للرئيس الروسي، إذ يأتي في وقت تصدر في حقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، مما يجعل هذا اللقاء فرصة له لكسر العزلة الدولية المفروضة على موسكو، حسب قوله.
في غضون ذلك قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إذا لزم الأمر"، مع تجديده التشكيك بشرعية الأخير كرئيس لأوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بيسكو "بوتين بنفسه قال إنه سيكون مستعداً للتفاوض مع زيلينسكي إذا لزم الأمر، لكن الإطار القانوني للاتفاقات يجب أن يخضع للنقاش"، في إشارة إلى شكوك تبديها موسكو في شأن "شرعية" زيلينسكي الذي انتهت ولايته رسمياً في مايو (أيار) 2024، علماً أن الأحكام العرفية المفروضة في البلاد منذ بدء الحرب في أوكرانيا مطلع 2022 تحول دون إجراء أي انتخابات.
إلى ذلك أكد المحلل سليمانوف أن اللقاء قد يفتح باب التفاوض حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، إلا أن "تحقيق نتائج ملموسة يظل أمراً صعباً في ظل غياب مشاركة أوكرانيا في المحادثات، وعدم استعداد أي من الطرفين لتقديم تنازلات جوهرية".
وتابع المحلل الروسي "أما في ما يتعلق بأبرز القضايا التي ستكون على جدول المحادثات، فمن المتوقع أن يسعى بوتين إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا، إضافة إلى الاعتراف بسيطرة موسكو على الأراضي الأوكرانية التي ضمتها"، مضيفاً أنه من المرجح أن يطالب الجانب الروسي بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعلى رغم أن هذه المحادثات قد تؤسس لبداية حوار أوسع، فإن سليمانوف يرى أن التوصل إلى اتفاق شامل بين روسيا وأوكرانيا لا يزال مستبعداً في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن كييف لن تقبل التنازل عن أراضيها، فيما ترفض موسكو إعادة المناطق التي سيطرت عليها طوعاً.
واختتم المحلل الروسي حديثه بتأكيد أن وقف إطلاق النار أو هدنة موقتة قد يكونان الحل الأكثر واقعية في هذه المرحلة، لكنهما لن يشكلا نهاية للحرب، في ظل استمرار الخلافات العميقة بين الطرفين.