ملخص
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن محادثات بلاده مع كييف وموسكو بشأن النزاع في أوكرانيا تسير "على نحو جيد". وأثناء حملته الانتخابية، تعهّد ترمب وضع حد سريع للحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات، لكنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن الكيفية التي ينوي من خلالها تحقيق ذلك.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أن هناك "تقدماً" في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى، وذلك قبيل بدء مناقشات في واشنطن بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ترمب للصحافة "المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ومختلف الدول الأخرى تتقدم. بيبي (بنيامين) نتنياهو سيأتي الثلاثاء، وأعتقد أن لدينا بعض الاجتماعات الكبيرة جداً المقرر عقدها"، في إشارة منه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وكان نتنياهو قد قال يوم الأحد قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة إنه يعتزم بحث "قضايا مهمة" تواجه إسرائيل والشرق الأوسط في اجتماعه مع ترمب في واشنطن، بما في ذلك "الانتصار على (حماس)".
وأضاف أنه من بين قضايا أخرى ستتم مناقشتها "تحقيق إطلاق سراح جميع الرهائن (الإسرائيليين) والتعامل مع محور الإرهاب الإيراني بكل مكوناته". وشدد نتنياهو على أن المحور الإيراني "يهدد السلام في إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره".
بحث المرحلة الثانية من وقف النار في غزة
ويناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الاثنين، في واشنطن، قبل أن يستقبله، الثلاثاء، الرئيس الأميركي.
ومن المقرر أن يجري نتنياهو محادثات في واشنطن مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لدونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، والذي سيتحدث في وقت لاحق من الأسبوع مع رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين كبار يؤدون دور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة.
وسيبحث نتنياهو الثلاثاء مع ترمب في "الانتصار على حماس، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده"، بحسب ما قال قبل سفره إلى الولايات المتحدة.
محادثات مع كندا والمكسيك
من جانب آخر، أعلن ترمب أنه سيجري محادثات صباح اليوم الإثنين مع رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ومع الحكومة المكسيكية، بعد فرضه رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على منتجات من كلا البلدين.
وقال ترمب للصحافة "سأتحدث مع رئيس الوزراء ترودو صباح (الإثنين)، وسأتحدث أيضاً مع المكسيك. لقد فرضنا تعريفات جمركية لأنهم مدينون لنا بكثير من المال. أنا متأكد من أنهم سيدفعون".
وأعلن أن المنتجات الأوروبية ستكون "قريباً جداً" مستهدَفة بدورها برسوم جمركية، وذلك عقب رسوم جمركية فرضها على منتجات من كندا والمكسيك والصين.
وقال للصحافة "إنهم يستفيدون منا حقاً كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار. إنهم لا يأخذوا سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريباً، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات، ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة"، مضيفاً "ليس لدي جدول زمني لكن الأمر سيحدث قريباً جداً".
الرئيسة المكسيكية تنتظر رد ترمب
وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أنها تنتظر رد ترمب على اقتراحها إجراء حوار، مضيفة أنها ستُفصل رد مكسيكو صباح الإثنين. وفي "رسالة إلى الشعب المكسيكي" نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت شينباوم "أقترح أن ننتظر رد الرئيس ترمب على مقترحنا".
ووعدت بأن تفصل صباح الإثنين "الإجراءات الأولى" التي تنوي اتخاذها رداً على قرار ترمب الأحادي. وكانت شينباوم أعلنت السبت عن "تدابير جمركية وغير جمركية للدفاع عن مصالح المكسيك"، من دون أن تخوض في تفاصيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما اقترحت شينباوم السبت على نظيرها الأميركي تشكيل "مجموعة عمل تضم أفضل فرق الأمن والصحة العامة لدينا" للعمل على قضيتي تهريب المخدرات والهجرة. وشددت شينباوم على أن "المكسيك لا تريد المواجهة"، مذكرة بشعارها "تنسيق، نعم. تبعية، لا". وقالت الرئيسة اليسارية القومية "لا نحل المشكلات من خلال فرض رسوم جمركية". وتعد بلادها أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
وأضافت شينباوم في رسالتها "لقد مضى 30 عاماً على عدم وجود هذه (الرسوم الجمركية) لأن لدينا معاهدة للتجارة الحرة"، في إشارة إلى المعاهدة التي تجمع كندا والولايات المتحدة والمكسيك منذ النسخة الأولى لها في 1 يناير (كانون الثاني) 1994. وشددت شينباوم على أن المعاهدة الأخيرة وقعها ترمب خلال فترة ولايته الأولى في منصبه (2017-2021).
وكررت الرئيسة المكسيكية في رسالتها عناصر البيان اللاذع الذي نشرته في اليوم السابق رداً على قرار ترمب. ووصفت الاتهامات التي وجهها الرئيس الأميركي للحكومة المكسيكية بأنها مرتبطة بـ"الجريمة المنظمة" المتمثلة في عصابات المخدرات بأنها تصريحات "غير مسؤولة" و"افتراء". وقالت إن "السيادة غير قابلة للتفاوض"، محذرة الولايات المتحدة من أي تدخل في المكسيك.
وقالت لملايين المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، بعد وعد ترمب بطرد جماعي للأجانب "هنا رئيستكم وشعب بكامله يدافع عنكم. إذا كنت ترغبون بالعودة إلى المكسيك، فسنرحب بكم بأذرع مفتوحة".
"ألم اقتصادي"
وأقر الرئيس الأميركي الأحد بأن مواطنيه قد يشعرون "بألم" اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين الرئيسيين، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأميركية "يستحق هذا الثمن".
وتعد كل من الصين والمكسيك وكندا من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتعهدت الدول الثلاث اتخاذ خطوات انتقامية لدى دخول الرسوم الجمركية حيز التطبيق الثلاثاء.
وكتب ترمب على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، "هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا)". وأضاف "لكننا سنجعل أميركا عظيمة مجدداً، ويستحق ذلك الثمن الذي يجب دفعه".
وحذر محللون من أن اندلاع حرب تجارية سيؤدي على الأرجح إلى تراجع النمو في الولايات المتحدة ورفع أسعار السلع الاستهلاكية على الأمد القصير على الأقل، وهو أمر كان الرئيس يرفض الإقرار به بعدما اعتُبر الغضب الناجم عن ارتفاع الأسعار من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).
المحادثات مع أوكرانيا وروسيا
كذلك، أعلن الرئيس الأميركي الأحد أن محادثات بلاده مع كييف وموسكو بشأن النزاع في أوكرانيا تسير "على نحو جيد".
وقال ترمب إثر نزوله من الطائرة في واشنطن بعد عودته من مقر إقامته في مارالاغو في فلوريدا "نحن نتعامل مع أوكرانيا وروسيا. لدينا اجتماعات ومحادثات مقررة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك أوكرانيا وروسيا. وأعتقد أن هذه المحادثات تسير في الواقع على نحو جيد".
وأفاد مبعوث ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ بأنه سيتعيّن على كل من كييف وموسكو تقديم تنازلات لإنجاح أي مفاوضات لإيجاد حل للحرب الدائرة. وأثناء حملته الانتخابية، تعهّد ترمب وضع حد سريع للحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات، لكنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن الكيفية التي ينوي من خلالها تحقيق ذلك.
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
وقال الرئيس الأميركي الأحد إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يديرها مجانين متطرفون" يتوجب "طردهم" قبل اتخاذ قرار بشأن مستقبلها.
ورداً على سؤال بشأن ما يحدث في الوكالة التي أخذ العديد من مسؤوليها إجازة إجبارية، برر ترمب ذلك بالقول إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يديرها متطرفون مجانين ونحن بصدد طردهم. ثم سنتخذ قراراً" بشأن أنشطة الوكالة.