Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميمي الشربيني... النفاثة التي حلقت بين الملعب والميكروفون

كان لاعباً مميزاً في صفوف النادي الأهلي

المعلق الرياضي الراحل ميمي الشربيني (وسائل التواصل الاجتماعي)

ملخص

ميمي الشربيني يفارق الحياة عن عمر يناهز 88 سنة، وعباراته ستبقى إرثاً لن ينسى في عالم كرة القدم

في عالم كرة القدم هناك أصوات تبقى خالدة، تأبى أن تفارق الذاكرة مهما مر الزمن، ومن بين هذه الأصوات ذلك الذي كان ينسج المباريات كأنها قصص خيالية، ويضيف إلى الأهداف نكهة سحرية، وعلى اللحظات العادية بصمة الخلود، إنه معلق مباريات كرة القدم المصري ميمي الشربيني، الذي غادرنا بجسده عن عمر يناهز 88 سنة، لكنه ترك خلفه إرثاً لن ينساه عشاق الساحرة المستديرة.

ولد محمد عبداللطيف الشربيني، المعروف بين محبيه بـ"ميمي" الشربيني، عام 1937 في مدينة المنصورة، إذ كان شغف كرة القدم يسري في دماء أهلها.

لم يكن "ميمي" مجرد عاشق للكرة بل كان طفلاً ثم شاباً موهوباً بالفطرة، وقادته موهبته المميزة لخوض رحلته مع النادي المصري القاهري، إذ يصبح حديث الجميع.

اختار الشربيني الأهلي بحب لا يعرف طريقاً للتردد، ليرتدي القميص الأحمر ويبدأ رحلة استثنائية لعب خلالها نحو 175 مباراة، سجل خلالها 28 هدفاً كجناح أيسر سريع ومبهر، إذ لم يكن لقب "النفاثة" الذي أطلقه عليه الصحافي الراحل نجيب المستكاوي سوى انعكاس لسرعته الفائقة وحضوره المهيب في الملعب.

لم يكن "ميمي" مجرد لاعب بل كان صانعاً للتاريخ، إذ حصد مع الأهلي تسع بطولات، من بينها أربعة ألقاب دوري وثلاثة كؤوس مصر، بجانب كأس الجمهورية العربية المتحدة وكأس منطقة القاهرة، ولم تتوقف بصمته عند الأندية، بل امتدت إلى المنتخب الوطني، إذ كان جزءاً من كتيبة "الفراعنة" التي رفعت كأس الأمم الأفريقية عام 1959.

وحين قرر "ميمي" تعليق حذائه في نهاية ستينيات القرن الماضي لم يتوقف عن حب كرة القدم فانتقل إلى التدريب، وقاد فرقاً مثل النصر الإماراتي والمنصورة وغزل دمياط، لكن القدر كان يخبئ له تحولاً استثنائياً، ففي فبراير (شباط) 1976 اجتاز اختبارات الإذاعة المصرية ليبدأ رحلة جديدة كمعلق رياضي، غيرت مسار التعليق في الوطن العربي إلى الأبد.

كان صوت ميمي الشربيني أقرب إلى موسيقى كلاسيكية، تدخل المشاهدين في حال من التلاحم التام مع المباريات، تعليقاته كانت مزيجاً من الحماسة والفكاهة والشغف، فكانت عباراته مثل "إكسترا مهارات... إكسترا حواس" و"90 دقيقة أشغال كروية شاقة" تعبر عن جوهر المباريات، وتجعلها ذكرى لا تنسى.

حتى آخر مباراة علق عليها عام 2012 بين مصر وموزمبيق، ظل "ميمي" يرسم المشهد بألوان خاصة.

هدف محمد زيدان في تلك المباراة لم يكن مجرد هدف، بل لوحة أخيرة من فنان قرر أن يترك الميكروفون وهو في قمة الإبداع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال عنه نجم كرة القدم المصرية السابق حازم إمام، "ممكن الجول يكون عادي، لكن هو بيحليه"، هذه الكلمات تلخص كل شيء. حياديته كانت جزءاً من عظمته، حتى أن مشجعي الأهلي والزمالك اتفقوا على حبه، وهو أمر نادر الحدوث في عالم الكرة.

بوفاة ميمي الشربيني، ساد حزن محبيه مواقع التواصل، إذ وصفوه بأنه أكثر من مجرد معلق. لقد كان صوت الكرة المصرية وملهم الأجيال، و"معلق بدرجة قدير جداً".

رحل "ميمي"، لكن صوته سيبقى في كل هدف جميل، وكل تعليق أسطوري يقتبس في المستقبل. ترك مدرسة فريدة في التعليق، تحمل توقيعه الخاص الذي لن ينسى أبداً، أو كما قال أحد محبيه، "ميمي لم يكن يعلق على المباريات، كان يصنعها". 

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة