Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة نواف سلام على مسار التشكيل و"الثنائي" باتجاه المشاركة

ماكرون يدعو إلى الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار ويشيد بالاختراق السياسي في لبنان

ملخص

جاءت زيارة ماكرون على وقع تغير موازين القوى بعدما خرج "حزب الله" من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل أضعف محلياً، وبعد سقوط حليفه في سوريا المجاورة.

قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام أمس الجمعة إن تشكيل الحكومة الجديدة لن يتأخر، مشيراً إلى أجواء إيجابية للغاية في المناقشات المتعلقة بتشكيلها.

وحظي سلام بترشيح غالبية أعضاء مجلس النواب الإثنين الماضي لتشكيل الحكومة الجديدة، غير أنه لم يحصل على دعم جماعة "حزب الله" و"حركة أمل" بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال سلام للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس جوزاف عون الذي انتخبه البرلمان رئيساً في التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري، "الأجواء أكثر من إيجابية، وعملية تشكيل الحكومة تسير على الطريق الصحيح".

وأكد سلام، "سأعلن قريباً أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة، وسنعمل 24 على 24 ساعة لإنجاز الحكومة والانطلاق بورشة العمل الإنقاذية المطلوبة". وأضاف أنه أطلع عون على "نتائج الاستشارت مع الكتل النيابية".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة إن سلام، القاضي الدولي والدبلوماسي المخضرم، "يتمتع بهالة دولية، وهو شخصية إصلاحية حقيقية"، موضحاً في الوقت ذاته أن "هذا الأمل" في حاجة إلى أن يترجم عبر "تشكيل حكومة وإجراء إصلاحات".

ودعا مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبراً ذلك خطوة "بالغة الأهمية" لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

وقال بري، الحليف الوثيق لـ"حزب الله"، بعد اجتماع مع سلام أمس الجمعة "اللقاء كان واعداً".

وكانت جماعة "حزب الله" و"حركة أمل" المدعومتان من إيران تريدان بقاء رئيس الوزراء المنتهية ولايته نجيب ميقاتي في منصبه، لكن غالبية النواب اختاروا سلام، الذي شغل في السابق منصب رئيس محكمة العدل الدولية.

وغالباً ما تستغرق مناقشات تشكيل الحكومة في لبنان وقتاً طويلاً بسبب المساومات بين الفصائل الطائفية للفوز بالحقائب الوزارية.

هل يشارك "الثنائي"؟

في سياق تشكيل الحكومة، أفادت معلومات صحافية بأن المشاورات الأولية تشير الى فرضية مشاركة "الثنائي الشيعي" في الحكومة الجديدة، وقد تأكدت مشاركة حركة "أمل" بانتظار حسم موقف "حزب الله". والتصور الأولي هو التوجه لتشكيل حكومة من 24 وزيراً، وستخرج التشكيلة خلال أيام على أن تكون قبل موعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً التي أتت عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب. بدوره نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما أوردته وسائل إعلامية حول طلب الأخير من الرئيس المُكلف نواف سلام إطلاعه على التشكيلة لإبداء الرأي بها.

بدوره قال نائب رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي إن "هناك جواً من التفاؤل في إطار الاتصالات التي تجري"، وأضاف "لم نغلق الطريق ولا في يوم من الأيام على أية دولة، وإنما ما كنا نقوله، هو أن على لبنان أن ينفتح باتجاه الشرق والغرب، لا أن يحصر انفتاحه فقط على الغرب".

زيارة غوتيريش للقصر الرئاسي

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر بعد اجتماعه برئيس الجمهورية جوزاف عون عن "الدعم الكامل والاستعداد لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان، لما نعتقد أنه سيكون تعافياً سريعاً لهذا البلد، ليعود مرة أخرى مركزاً حيوياً للشرق الأوسط".

وقال "‎في هذا الاجتماع مع رئيس الجمهورية، أتيحت لي الفرصة للتعبيرعن تضامننا مع شعب لبنان الذي عانى كثيراً، كما أعربت عن دعمنا الكامل للرئيس وللحكومة المستقبلية، مع علمنا أنه سيكون من الممكن الآن تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية وتهيئة الظروف اللازمة لتمكين الدولة من حماية مواطنيها بشكل كامل. كما سيكون من الممكن، مع انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني في كامل الأراضي اللبنانية، فتح صفحة جديدة للسلام".

من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة من بيروت دعم بلاده للمسؤولين الجدد في لبنان، مشيراً إلى أن باريس ستستضيف خلال "الأسابيع المقبلة" مؤتمراً دولياً للمساعدة في "إعادة إعمار" لبنان، بعدما خلفت المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل دماراً واسعاً في مناطق عدة.

وأشاد ماكرون بالاختراق السياسي الذي شهده لبنان مع انتخاب جوزاف عون رئيساً الأسبوع الماضي، ثم تكليف نواف سلام رئاسة الحكومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه بعد زيارتيه السابقتين إلى بيروت، إثر الانفجار المدمر في مرفأ بيروت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزامنت زيارة ماكرون مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل الخميس الماضي إلى بيروت. وتشارك فرنسا في رئاسة اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني في القصر الرئاسي قرب بيروت، "منذ التاسع من يناير، في عز الشتاء، لاح الربيع"، في إشارة إلى انتخاب عون رئيساً. وأضاف مخاطباً عون، "أنتم هذا الأمل، ورئيس الوزراء المكلف يجسد هذا الأمل إلى جانبكم"، مؤكداً أن فرنسا التي لطالما "كانت إلى جانب لبنان الحبيب خلال السنوات الصعاب... ستبدي مزيداً من الالتزام إلى جانبكم لمساعدتكم على النجاح في هذا الطريق".

وأمل ماكرون من القصر الرئاسي ألا يضيع "الأمل" الذي يمثله انتخاب رئيس "مرة أخرى في رمال الترتيبات السياسية المتحركة"، مما يعوق تشكيل حكومة جديدة.

كذلك أعلن أن الخطوط الجوية الفرنسية ستستأنف رحلاتها إلى بيروت "بداية فبراير (شباط)" بعدما كانت أوقفتها منذ منتصف سبتمبر (أيلول).

 

تغير موازين القوى

جاءت زيارة ماكرون على وقع تغير موازين القوى بعدما خرج "حزب الله" من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل أضعف محلياً، وبعد سقوط حليفه في سوريا المجاورة.

وتعتزم باريس استضافة مؤتمر دولي جديد من أجل لبنان. وقال ماكرون، "بمجرد أن يأتي الرئيس (عون) إلى باريس خلال الأسابيع المقبلة، سننظم مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار، بهدف حشد الدعم المالي بهذا الصدد".

وفي ختام زيارته قال ماكرون أمام الجالية الفرنسية بعدما التقى رئيس الوزراء المكلف ورئيس البرلمان نبيه بري، "أنا واثق أن الأيام المقبلة ستتيح ولادة حكومة في لبنان". وأضاف أمام الجالية الفرنسية، "تعهدت أن تكون فرنسا دائماً هنا وأنها لن تستسلم".

اتفاق وقف إطلاق النار

وخرج لبنان قبل أسابيع من مواجهة مفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية فرنسية - أميركية يفترض استكمال تنفيذه بحلول الـ26 من يناير. وينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان بحلول الـ26 من يناير. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في عام 2006، والذي من بنوده ابتعاد "حزب الله" عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

ودعا ماكرون إلى الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق. وقال، "تم تحقيق نتائج، لكن يجب تسريع العملية وتأكيدها على المدى الطويل. يتعين أن يكون هناك انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وأن يحتكر الجيش اللبناني بصورة كاملة السلاح".

وشملت لقاءات ماكرون الصباحية في بيروت رئيس أركان قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) جان - جاك فاتينيه، إضافة إلى رئيسي لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.

وقال ماكرون للصحافيين المرافقين إثر الاجتماع، "الأمور تتقدم، والدينامية إيجابية" في ما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار.

المزيد من الأخبار