مهندس ذكاء اصطناعي... أسرع التسميات الوظيفية نموا منذ 2022

في ظل التطور التكنولوجي، كشف تحليل حديث عن أن بعض الوظائف الأسرع نمواً عام 2025 لم تكن موجودة تقريباً عند مطلع القرن، إذ فحص موقع "لينكد إن" ملايين الوظائف بناءً على تحديثات المستخدم من يناير (كانون الثاني) 2022 إلى يوليو (تموز) 2024، لتحديد النمو الملحوظ في صناعة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الاهتمام الجديد بالضيافة والسفر.

كانت الوظيفتان الأوليان مهندس الذكاء الاصطناعي ومستشار الذكاء الاصطناعي على التوالي، وأصبح الذكاء الاصطناعي أحدث كلمة طنانة في وادي السيليكون، إذ أطلقت شركات مثل "أوبن أل" برامج دردشة قادرة على فعل كل شيء، من إجراء المحادثات إلى اقتراح الوصفات إلى إعادة مزج الصور، وإن كان ذلك مع بعض الأخطاء البارزة العرضية.

وظائف الذكاء الاصطناعي بأول القائمة

لم تكن كل الوظائف تركز على الذكاء الاصطناعي أو حتى التكنولوجيا الفائقة، وعلى سبيل المثال، كانت الترتيب الثالث لوظيفة المعالج الطبيعي، ثم مدير تطوير القوى العاملة ومستشار السفر في المركزين الرابع والخامس.

وتصف شبكة التواصل الاجتماعي المهنية قائمتها السنوية "الوظائف الصاعدة" بأنها "خريطة طريق" لمستقبل العمل، وكتبت الشركة في منشورها، "من صعود أدوار الذكاء الاصطناعي إلى انتعاش وظائف السفر والضيافة، يسلط تصنيف عام 2025 الضوء على القطاعات ذات النمو المستدام في القوى العاملة المتغيرة اليوم".

وفي الوقت نفسه تخلت الشركات الكبرى، بما في ذلك شركة الوجبات السريعة العملاق "ماكدونالدز" عن ممارساتها في مجال التنوع والإدماج أو قلصت حجمها، ويبدو أن أدوار التنوع والإدماج لا تنمو بسرعة الأعوام السابقة نفسها، وفقاً لتقرير "لينكد إن" لتحديثات المستخدمين.

ومنذ عام 2018 إلى عام 2022 كان مديرو التنوع والإدماج ثالث أسرع الوظائف نمواً، ومن عام 2019 إلى عام 2023 احتل نائب رئيس التنوع والإدماج المرتبة السابعة.

ولاحظ التحليل التركيبة الجنسية لأسرع 25 وظيفة نمواً، وكشف عن أنه من بين أفضل 10 وظائف، كانت حراس الأمن بنسبة 67 في المئة، وممثلي المبيعات الخارجيين بنسبة 81 في المئة، ومستشاري الذكاء الاصطناعي بنسبة 70 في المئة، والمهندسين بنسبة 80 في المئة.

وجد أحدث البيانات من مكتب إحصاءات العمل أن الاقتصاد الأميركي أضاف 256 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهو أعلى بكثير من 153 ألف وظيفة توقعها الاقتصاديون، وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المئة، وهي إشارة إلى استمرار المرونة في سوق العمل الأميركية.

7 مهن مهددة بالانقراض

كانت مجلة "فوربس" الأميركية، أدرجت سبع وظائف في قائمة المهن المهددة بالانقراض بسبب التقدم في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذكرت أنه المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محلها أولاً، مع التركيز على الأدوار التي تتضمن مهام روتينية ومنظمة يسهل تشغيلها بواسطة الأنظمة الذكية.

وتعد وظيفة إدخال البيانات والمهام الإدارية إحدى فئات الوظائف الأولى في مرمى الذكاء الاصطناعي، إذ يتفوق الذكاء الاصطناعي في معالجة وتنظيم كميات هائلة من البيانات بسرعة وبدقة، مما يجعل الوظائف التي تدور حول إدخال البيانات ومسح المستندات ضوئياً وفرز المعلومات معرضة للخطر للغاية.

وفي قطاع التصنيع أصبح الذكاء الاصطناعي والروبوتات لا غنى عنها، خصوصاً في المهام الجسدية المتكررة، ويمكن للروبوتات المجهزة بالذكاء الاصطناعي أداء مهام مثل تجميع المنتجات واللحام والتعبئة والتغليف بدقة وكفاءة أكبر من البشر.

وتعد عمليات الخروج من البيع بالتجزئة مجالاً آخر يحقق فيه الذكاء الاصطناعي نجاحات كبيرة، إذ أصبحت عمليات الخروج الآلية وأكشاك الخدمة الذاتية شائعة بصورة متزايدة في محال الـ"سوبرماركت"، ومتاجر البيع بالتجزئة، مما يقلل من الحاجة إلى الصرافين من البشر.

وتتجه الوظائف التحليلية الأساس مثل التحليل المالي البسيط أو إعداد التقارير أيضاً نحو الأتمتة، ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة مجموعات كبيرة من البيانات، وتحديد الاتجاهات، وإنشاء التقارير بسرعة ودقة أكبر من البشر.

وفي السياق فإن تصميم الـ"غرافيك" ليس محصناً ضد ثورة الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي الآن قادرة على إنتاج عناصر التصميم الأساس، وأتمتة مهام التصميم الـ"غرافيكي" البسيطة التي كانت تتطلب في السابق مصممين بشريين، ويمكن لهذه الأدوات إنشاء الشعارات ومنشورات الوسائط الاجتماعية، وحتى تخطيطات مواقع الـ"ويب"، مما يوفر حلولاً سريعة وفعالة من جهة الكلفة للشركات.

ويتأثر مجال الترجمة بصورة كبيرة بالذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت خدمات الترجمة الآلية متطورة بصورة متزايدة، ويمكن للمترجمين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي التعامل مع لغات متعددة، وتقديم خدمات الترجمة في الوقت الفعلي، مما يجعلهم بديلاً فعالاً من ناحية الكلفة للمترجمين البشريين.

ويعد التصوير الفوتوغرافي للشركات مجالاً آخر يحقق فيه الذكاء الاصطناعي خطوات كبيرة، ويمكن الآن أتمتة مهام التصوير الفوتوغرافي الأساس، مثل التقاط لقطات مباشرة لمواقع الـ"ويب"، أو الأحداث الخاصة بالشركة، باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.