ملخص
بينما يحاول حزب العمال منع تصاعد الخلاف حول "الهدايا المجانية" فإن الاقتصاد البريطاني يفشل في تحقيق أهدافه، فقد أظهرت البيانات الرسمية الأخيرة أن ديون الحكومة البريطانية بلغت أعلى مستوى لها منذ أكثر من 60 عاماً.
سعى حزب العمال الحاكم في بريطانيا اليوم الإثنين إلى إظهار قدر أكبر من التفاؤل في شأن مستقبل البلاد الاقتصادي بمواجهة ردود الفعل العنيفة على الخفوض المقترحة في مخصصات الرعاية الاجتماعية، والخلاف حول تلقي كبار الوزراء هدايا.
وشددت وزيرة المال ريتشل ريفز في خطاب في مؤتمر الحزب في ليفربول، الذي تخللته مقاطعات، على الحاجة إلى انضباط صارم في التعامل مع الاقتصاد مع تضخم الديون الحكومية.
وقالت أول امرأة تتولى المنصب إن الموازنة الأولى الشهر المقبل ستفتح الطريق أمام الاستثمار التجاري الذي من شأنه أن يمنح البلاد نمواً مستداماً، وتعهدت عدم العودة للتقشف كما حدث في ظل حكم "المحافظين".
ووافقت الحكومة الأسبوع الماضي على زيادات كبيرة في أجور الأطباء وسائقي القطارات، ولكن مع اقتراب ريفز من نهاية خطابها، وردت أنباء تفيد بأن الممرضات رفضن صفقة تحسين الأجور.
وقالت ريفز في قاعة مكتظة في وقت تتطلع إلى إعلان الموازنة الشهر المقبل، "يجب أن نتعامل مع إرث حزب المحافظين، وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة لكنني لن أسمح لذلك بتخفيف طموحنا لبريطانيا"، مشيرة إلى أن خططها الضريبية وعلى صعيد الإنفاق ستظهر طموحاً حقيقياً موازنة لإعادة بناء بريطانيا.
وأعلنت ريفز أيضاً تعيين مفوض جديد لمكافحة الفساد خلال تفشي "كوفيد" لمحاولة استعادة مليارات الجنيهات الإسترلينية من أموال دافعي الضرائب والتي أهدرت على العقود خلال الوباء، وبينما يحاول الحزب منع تصاعد الخلاف حول الهدايا المجانية فإن الاقتصاد البريطاني يفشل في تحقيق أهدافه، فقد أظهرت البيانات الرسمية الأخيرة أن ديون الحكومة البريطانية بلغت أعلى مستوى لها منذ أكثر من 60 عاماً.
وفي الوقت نفسه توقف النمو الاقتصادي في البلاد وظل معدل التضخم السنوي أعلى من هدف بنك إنجلترا، مما أدى إلى إبطاء المسار نحو خفض أسعار الفائدة التي من المرجح أن تعزز إنفاق المستهلكين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان من المفترض أن يشكل المؤتمر مناسبة للاحتفال بالفوز الساحق الذي حققه حزب "العمال" في يوليو (تموز) الماضي على المحافظين بعد 14 عاماً من الحكم.
لكن رئيس الوزراء كير ستارمر واجه خلال الأيام الأخيرة مع عدد من وزرائه جدلاً بسبب قبول هدايا باهظة الثمن في وقت تدعو حكومته البريطانيين إلى تقبل صعوبات مالية على المدى القصير.
وتصاعد الجدل بعدما كشف تحليل أن ستارمر تلقى هدايا وعروض ضيافة بقيمة أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (132 ألف دولار) منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، أي أكثر من أي نائب آخر، كما تبين أن نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر قبلت شقة في نيويورك لقضاء عطلة.
والجمعة الماضية اتضح أيضاً أن ريفز التي أغضبت النقابات العمالية وزملاءها في البرلمان بإعلانها عن خطط لإلغاء مدفوعات الوقود في فصل الشتاء لكثير من المتقاعدين قد حصلت على نحو 7500 جنيه إسترليني (10.008 دولارات) على شكل ملابس.
ودافعت ريفز عن إلغاء 300 جنيه إسترليني (400 دولار) كانت تُدفع لـ 10 ملايين متقاعد لمساعدتهم في تدفئة منازلهم بسبب ما وصفه حزب العمال بأنه "ثقب أسود بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني (29.4 مليار دولار)" خلفه حزب المحافظين.
وقدمت اقتراحات خلال المؤتمر تدعو إلى التخلي عن الخفوض، ووصفت الأمينة العامة لنقابة يونايت شارون غراهام القرار بأنه "قاس"، وحضت على التراجع عنه.
واعترف وزير التجارة دوغلاس ألكسندر بأن السرديات عن الهدايا المجانية "ليست عناوين رئيسة كنا سنختارها" لمؤتمر الحزب الأول إثر وصوله إلى الحكم.