Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخروف... شعيرة التضحية وشعار القوة

أيقونة "النحر" لدى المسلمين ورمز الرخاء والنبل في الحضارتين العربية والغربية

الأضحية من الشعائر الإسلامية ويذبح المسلمون الأنعام وعلى رأسها الخروف في أيام العيد (أ ف ب)

ملخص

في عيد الأضحى  يتربع الخروف من دون منازع على عرش الموائد والمناسبات والاحتفالات الاجتماعية الإسلامية من خلال شعيرة النحر، وتصبح أيقونته هي الأولى بين جميع الحيوانات إذ تبث صورته عبر جميع المحطات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي.

عبر آلاف السنين ومن خلال عدة مراحل تاريخية شكل الخروف أسطورته التي تقوم في الثقافة الشرقية على فكرة رئيسة مفادها سهولة الانقياد للآخرين أو الفداء والتضحية، لذلك عبر الخروف في هذه الثقافة عن واحدة من أهم الشعائر المقدسة خصوصاً في الديانات الإبراهيمية وتحديداً عند المسلمين وهي شعيرة يوم النحر بعد انتهاء مناسك الحج.

وفي الثقافة الغربية يعد الكبش وهو ذكر الخروف البالغ رمزاً للقوة والمنعة والنبل، فيما مثل الحمل وهو صغير هذا الحيوان جزءاً من طقوس الفصح المجيد.

بدورها عبرت أنثى الخروف عن رمز للرفاهية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي في مجمل الحضارات الإنسانية قديماً وحديثاً نظراً لتمتع الإنسان بخيرات هذا الحيوان، التي من أهمها الصوف والحليب ولحم الخروف.

شعيرة النحر

في عيد الأضحى يتربع الخروف من دون منازع على عرش الموائد والمناسبات والاحتفالات الاجتماعية الإسلامية من خلال شعيرة النحر، وتصبح أيقونة هذا الحيوان المستأنس هي الأولى بين جميع الحيوانات، إذ تبث صورته المحببة في جميع المحطات الفضائية، وتسيطر هذه الصورة على برامج الأطفال والكبار في الوقت ذاته.

وعلى رغم أن الخروف هو رمز للتضحية والفداء ضمن الثقافة العربية والإسلامية، فإن للحيوان رموزه الثقافية الراسخة في المجتمعات الإنسانية الغربية والشرقية في وقتنا الراهن ومنذ القدم.

خروف الأضحية والزراعة

الأضحية من الشعائر الإسلامية التي يتقرب بها المسلمون إلى الله، وذلك بذبح الأنعام في أول أيام العيد من كل عام في وقت الحج، وتمتد فترة الأضحية حتى آخر أيام التشريق.

الخروف هو حيوان مجتر مستأنس من مزدوجات الأصابع وتقول بعض الروايات، إنه ينحدر من الأيائل الأوروبية والآسيوية التي تعد من أوائل الحيوانات المستأنسة قبل ما يزيد على عشرات آلاف السنين، فيما تشير روايات أخرى إلى كون بلاد ما بين النهرين في العراق هي موطنه الأصلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والخروف هو الحيوان الأساس في تاريخ الزراعة ولذلك أثر كثيراً في ثقافة الرعي والبشر، وتبلغ دورة حياته نحو 10 أعوام، فيما الخروف اللاحم لا يتجاوز عمره ستة أشهر، ويبلغ وزن الذكر البالغ 160 كيلوغراماً والأنثى 100 كيلوغرام وتبلغ مدة الحمل فيه 152 يوماً.

أيقونة الحيوان

وتقسم أيقونة هذا الحيوان إلى عدة أجزاء رئيسة وهي كونه الكبش، وهو ذكر الخروف الذي يرمز في كثير من الثقافات الإنسانية والأوروبية إلى القوة والنبل، وكونه الحمل وهو صغير هذا الحيوان وهو رمز للوداعة والضعف الشديد، فيما يطلق لقب خروف تحديداً على أنثى هذا الحيوان التي تعد أيقونة الرخاء والازدهار.

ونظراً لتمتع الإنسان بصوفه ولبنه ولحمه، أصبح الخروف رمزاً اقتصادياً، إذ تشير مصادر عدة عربية وأوروبية منها "معجم الحيوان" لأمين معلوف و"القاموس البيطري" لمكتبة شهوان في القاهرة و"موسوعة التراث الأميركي 2007" وغيرها من المراجع، إلى أن الخروف لعب دوراً أساسياً في عدد كبير من الحضارات.

الكبش

يعد الكبش أساس الأضحية عند العرب والمسلمين، وتشكلت ملامح عيد الأضحية بالكامل عبر التاريخ المعاصر وصارت التضحية بالأغنام وأشهرها الخروف طقساً إسلامياً يتكرر سنوياً لدى الشعوب العربية والإسلامية.

وهو واحد من شعارات النبل في الثقافة البريطانية، وفيها يظهر الخروف على صورة كباش وأغنام وحملان، إذ يشير الكبش إلى رمز القوة، فيما يعد الحمل رمزاً من رموز الفصح المجيد، ومن الملاحظ أن هذه الرموز تظهر رؤوس الكباش من دون رقبة دائماً.

وفي اللغة الإنجليزية الأسترالية العامة تشير عبارة "على ظهر الغنم" إلى صوف الخروف والأغنام كمصدر للرخاء الوطني الأسترالي، وفي تشابه ملحوظ بين الحضارة الغربية والعربية وردت عبارة "أيما اتكأ اتكأ على صوف" في معجم المعاني بوصفها مثلاً عربياً يضرب لذي الرفاهية في الحياة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير