Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح المغرب في هدم معاقل "البوليساريو" داخل أميركا اللاتينية؟

هناك دول ما زالت تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية"

محادثات بين مسؤولين حكوميين من المغرب والأوروغواي (وكالة الأنباء المغربية)

ملخص

تعمد الدبلوماسية المغربية إلى محاولة اقتحام معاقل الجبهة التي تملك حلفاء لها في أميركا اللاتينية، من خلال تكثيف دينامية الدبلوماسية الرسمية، واستثمار علاقات اليساريين المغاربة بنظرائهم في هذه الدول، واتفاقات التعاون الأمني والاقتصادي أيضاً.

فهل ينجح في صراعه مع جبهة "البوليساريو"؟

باتت الدبلوماسية المغربية تعير أهمية قصوى لعلاقاتها الجيوسياسية مع أميركا اللاتينية، خصوصاً في تفاعل بلدانها مع ملف الصحراء الذي تخوض المملكة من أجله حرباً سياسية وإعلامية مع جبهة "البوليساريو" التي تطالب بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب.

وتتأرجح علاقات المغرب مع بلدان أميركا اللاتينية بين مد وجزر وفق محدد رئيس في السياسة الخارجية للرباط، وهو الموقف من الصحراء، إذ إن الحكومات اليمينية في هذه الدول تنحو إلى تأييد المغرب في ملف وحدته، بينما الحكومات اليسارية تميل إلى مسألة الانفصال التي تروج لها جبهة "البوليساريو".

 

وتعمد الدبلوماسية المغربية إلى محاولة اقتحام معاقل الجبهة التي تملك حلفاء لها في أميركا اللاتينية، من خلال تكثيف دينامية الدبلوماسية الرسمية، واستثمار علاقات اليساريين المغاربة بنظرائهم في هذه الدول، واتفاقات التعاون الأمني والاقتصادي أيضاً.

وأبرم المغرب، قبل أيام قليلة، اتفاق تفاهم مع البرازيل يتعلق بملفات أمنية رئيسة، منها مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والإرهاب والاتجار بالبشر وغسل الأموال والجريمة السيبرانية.

ويتقرب المغرب أيضاً من الأرجنتين من خلال تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في الفترة الأخيرة، وهو التوجه نفسه الذي نهجته المملكة مع الأوروغواي، حيث التقى أخيراً وفداً برلمانياً مغربياً رئيس مجلس النواب الأوروغواي سباستيان إندوجار.

مسار الاقتحام

وقال المتخصص في العلاقات الدولية والخبير في ملف الصحراء أحمد نورالدين إن اقتحام المغرب معاقل جبهة "البوليساريو" في أميركا اللاتينية مسألة بدأت مع حكومة الراحل عبدالرحمن اليوسفي، بوصفه زعيماً اشتراكياً كان له حضور في الأممية الاشتراكية واستطاع بناء شبكة علاقات قوية مع الأحزاب اليسارية في أميركا اللاتينية خلال وجوده بالمنفى، وكان يتمتع برصيد من الصدقية جعلت مرافعته دفاعاً عن سيادة المغرب على الصحراء، بعد أن أصبح وزيراً أول في المغرب، تلقى آذاناً صاغية وتفهماً لدى الأحزاب اليسارية التي كانت تدعم جبهة "البوليساريو". وأوضح نور الدين أن البداية كانت آنذاك من تشيلي التي سحبت اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية" مع ما تمثله من رمزية في أميركا اللاتينية.

وتابع نور الدين أن "هذا المكسب فتح الطريق أمام دول كثيرة لمراجعة موقفها الأيديولوجي الذي كان يبنى على معطيات خاطئة، صورت النزاع على أساس أنه من أجل التحرر وتقرير المصير ومناهضة الإمبريالية، وغيرها من الشعارات التي كانت تدغدغ مشاعر الحركات والأحزاب اليسارية في أميركا الجنوبية"، ووفق المتخصص في ملف الصحراء "عمل المغرب على كشف حقيقة جبهة البوليساريو، كونها حركة انفصالية وليست تحررية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أوراق الاستقطاب

من جهته، عدد المتخصص في العلاقات الدولية بإحدى جامعات كندا هشام معتضد الأوراق التي تستخدمها الدبلوماسية المغربية لاستقطاب دول أميركا اللاتينية إلى صفها في ملف الصحراء. وقال "إضافة إلى رفع ديناميكية القنوات الدبلوماسية الرسمية، هناك مجال الدبلوماسية الموازية الذي يعتمد على تقوية الروابط المدنية بين المجتمع المغربي ونظرائه اللاتينيين". وزاد معتضد ورقة أخرى تتمثل في "الانفتاح الاقتصادي والتجاري للمغرب مع هذه الدول، إضافة إلى المساعدات الإنسانية والمواقف السياسية التي يمكن للمغرب تدبيرها من أجل كسب دعم هذه الدول لصالحه في نزاع الصحراء"، ولفت المحلل عينه إلى أن المغرب يسعى إلى أن يلعب دور البوابة الرئيسة لأميركا اللاتينية في أفريقيا.

وبخصوص مدى نجاح المغرب في اختراق دول أميركا اللاتينية، أفاد معتضد بأن الرباط استطاعت أن تنجح خلال السنوات القليلة الماضية في الوصول إلى "هذه القلعة المهمة بالنسبة إلى جبهة البوليساريو في الترويج لخطابها حول فحوى أطروحة الانفصال".

ومن الأوراق الأخرى التي ساعدت المغرب في استقطاب دول أميركا اللاتينية إلى صفه، وفق معتضد، "الاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه، وتزايد عدد الاصطفافات الدولية لدعم المقترح المغربي، إضافة إلى انتقال العقيدة الدبلوماسية للرباط من دبلوماسية مؤسساتية كلاسيكية إلى دبلوماسية واقعية وبراغماتية في تدبير السياسة الخارجية للبلد". وخلص معتضد إلى أن "المغرب يعي جيداً أنه لتسريع إنجاح مقاربة الاستقطاب السياسي لتلك الدول لن يمر فقط عبر التوضيح الدبلوماسي الممنهج أو الخطاب السياسي المبرر، وإنما يجب الاعتماد على استراتيجية تكاملية يتداخل فيها الاقتصادي والتجاري والتعاون الأمني، فضلاً عن السياسي والدبلوماسي، بهدف خلق سياق رابح يشجع أكثر دول أميركا الجنوبية على التفاعل البناء والمثمر مع المغرب ضمن شراكة استراتيجية موسعة."

مناصرة "البوليساريو"

في المقابل، أشار المتخصص في العلاقات الدولية أحمد نورالدين إلى أن هناك دولاً في أميركا اللاتينية ما زالت تحت تأثير "البروباغندا" الموروثة عن فترة الحرب الباردة، وتتعاطف مع كل دولة تحمل صفة "الجمهورية الديمقراطية الشعبية"، ولا سيما فنزويلا وأوروغواي وكوبا على سبيل المثال.

وتابع أن هناك دولاً مثل كولومبيا سحبت اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية" ثم عادت واعترفت بها ثانية بعد وصول حركة "M-19" أو حركة "19 أبريل" (نيسان) اليسارية، وهي حركة كانت مصنفة في كولومبيا نفسها بأنها حركة إرهابية في وقت سابق، كما أن هناك دولاً ما زالت تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" وفق نور الدين الذي ختم بأن المطلوب طي هذا الملف في اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة، وهي لجنة المسائل السياسية الخاصة بتصفية الاستعمار التي أدخل المغرب إليها ملف "الصحراء وسيدي إفني" منذ 1963 في إطار معاركه لاستكمال تحرير أراضيه من الاحتلال الإسباني.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير