Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فقدان المحار العملاق في الفيليبين أزمة دولية؟

المطالبة بتحقيق يتقصى حجم الأضرار البيئية الناجمة عن عمليات الصيد الصينية

في هذه الصورة المنشورة في الـ27 من فبراير (شباط) 2019، التي قدمها خفر السواحل الفيليبيني، يبدو المحار العملاق، كما قال الأخير، الموسوم بعلامات حمراء مجموعاً في أكوام عدة صنعتها الميليشيات الصينية في الجزء الضحل من مياه سكاربورو شول، في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه (خفر السواحل الفيليبيني)

ملخص

بحر الصين الجنوبي يتحول مع الوقت إلى منطقة نزاع بين الصين من جهة ومعظم الدول المطلة على البحر من جهة أخرى، ومن بينها الفيليبين التي تتهم بكين بالتسبب في ضرر بيئي بالغ في المنطقة

تنحو الفيليبين باللائمة على الصيادين الصينيين في التسبب بفقدان مهول لنوع عملاق من المحار.

وفي التفاصيل أن خفر السواحل الفيليبيني قدم صور مراقبة يظهر فيها صيادون صينيون خلال اصطيادهم أعداداً كبيرة من المحار العملاق على مدى عدد من السنوات في منطقة مياه ضحلة في "سكاربورو شول"، ولكنه قال إن أي مؤشرات على هذا الشكل من الصيد توقفت في مارس (آذار) 2019.

بناء عليه، طالبت الفيليبين الآن بإجراء تحقيق دولي يتقصى حجم الأضرار البيئية الناجمة عن عمليات الصيد تلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدا في الصور أن أضراراً شديدة لحقت بأجزاء من شعاب مرجانية مجاورة، وذلك نتيجة ما وصفه حراس السواحل بالبحث غير المجدي من الصيادين الصينيين عن أعداد إضافية من المحار. وتذكيراً، تعتبر هذه المياه الضحلة منطقة صيد بارزة يسميها الفيليبينيون "بايو دي ماسينلوك" Bajo de Masinloc والصينيون "هوانغيان داو" Huangyan Dao، وتقع قبالة الساحل الشمالي الغربي للفيليبين.

وفي مؤتمر صحافي، قال العميد البحري جاي تاريلا، المتحدث باسم خفر السواحل الفيليبيني إن "تلك كانت الأعداد الأخيرة المتبقية من المحار العملاق الذي رأيناه في بايو دي ماسينلوك".

أما مساعد المدير العام لمجلس الأمن القومي جوناثان مالايا فأعرب عن قلقه قائلاً: "تساورنا مخاوف ويعترينا قلق إزاء ما يجري هناك"، مضيفاً أنه يتعين على الصين السماح بإجراء تحقيق مستقل يتولاه خبراء من الأمم المتحدة وجماعات مدافعة عن البيئة.

وأثارت النزاعات الإقليمية مخاوف من نشوب صراع أكبر ربما يشمل الولايات المتحدة، التي حذرت من أنها ملزمة بالدفاع عن الفيليبين، التي يجمعها معها اتفاق تحالف منذ فترة طويلة، في حال تعرضت القوات والسفن والطائرات الفيليبينية لهجوم مسلح، بما في ذلك الموجودة منها في بحر الصين الجنوبي.

يذكر أن السفارة الصينية في مانيلا، عاصمة الفيليبين، لم تستجب بعد لطلبات التعليق في هذا الشأن. وكانت بكين أكدت مراراً وتكراراً سيادتها على مساحة كبيرة من بحر الصين الجنوبي المزدحم بحركة النقل البحري. وتشمل النزاعات الإقليمية الصين والفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان. كذلك دخل سلاح البحرية الإندونيسي في مناوشات مع خفر السواحل الصيني وسفن الصيد في مياه بحر "ناتونا" على أطراف بحر الصين الجنوبي.

وتبنت الفيليبين سياسة تقوم على الترويج لأفعال الصين العدوانية في المياه المتنازع عليها بغية كسب الدعم الدولي، وكان المؤتمر الصحافي المذكور سابقاً آخر مساعيها الرامية إلى إدانة استحواذ الصين على منطقة سكاربورو شول.

فعلياً، استولت الصين على تلك المياه الضحلة عام 2012 بعد مواجهة انتهت بانسحاب سفن الحكومة الفيليبينية بناء على ما قالت مانيلا عنه إنه اتفاق توسط فيه مسؤولون أميركيون بغرض سحب فتيل المواجهة الخطرة بين الطرفين. ونكثت الصين وعدها بإخراج سفنها من المياه، ومنذ ذلك الوقت حاصرت المياه الضحلة بسفن خفر السواحل وسفن الميليشيات المشتبه بها، وفق مسؤولين فيليبينيين.

منذ ذلك الحين، خاض خفر السواحل الصيني سلسلة من الاشتباكات مع سفن دورية وقوارب صيد فيليبينية، التي منعت من دخول المياه الضحلة، التي تحيط بها في الغالب أجزاء بارزة من شعاب مرجانية مغمورة بالمياه. وقبل ثلاثة أسابيع، استخدمت السفن الصينية خراطيم المياه القوية ضد سفن خفر السواحل الفيليبينية وسفن صيد الأسماك، مما تسبب بأضرار كبيرة فيها.

وقال مالايا: "إنهم يمنعوننا من الدخول إلى المياه الضحلة. يمكننا أن نطلب من مجموعات مدافعة عن البيئة تابعة لجهات أخرى أو حتى من ’الأمم المتحدة‘ إطلاق بعثة لتقصي الحقائق بغية معرفة حال البيئة في المنطقة".

وأحالت الفيليبين نزاعاتها الإقليمية مع الصين إلى تحكيم دولي الذي حكم في الغالب لصالحها. وأبطل حكم عام 2016 مطالبات الصين التوسعية بجزء كبير من بحر الصين الجنوبي، علماً أنه ممر تجاري عالمي رئيس، وذلك لأسباب تاريخية وأشار إلى إجراءات الحكومة الصينية التي أدت إلى أضرار بيئية في المنطقة البحرية.

وامتنعت الصين عن المشاركة في التحكيم الدولي ورفضت حكمه، وما زالت تتحداه.

© The Independent

المزيد من بيئة