Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بريكست المتعثر"... جونسون وتوسك يبحثان الملف في نيويورك

اللقاء المرتقب سيعقد على هامش أعمال الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة... ومخاوف من تعليق جديد لأعمال مجلس العموم

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أ.ب)

فيما لا تزال المصاعب تتزايد أمام لندن في ملف خروجها من الاتحاد الأوروبي، أعلن مسؤول بالاتحاد، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "سيلتقي بعد ظهر الإثنين المقبل رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك" على هامش أعمال الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويُعقد اللقاء بين جونسون وتوسك في مرحلة حسّاسة من المباحثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إذ يواجه الطرفان صعوبةً في التوصل إلى اتفاق بشأن خروج لندن من الاتحاد، في حين أن الموعد المحدد لبريكست هو الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول).

وكان وزير بريكست البريطاني ستيفن باركلي صرح، في وقت سابق، بعد لقائه كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه في بروكسل الجمعة أنّ هناك "اندفاعة" في المفاوضات بين الجانبين.

تعليق جديد للبرلمان
جاء ذلك غداة إظهار وثيقة قضائيَّة نشرها محامٍ في المعارضة البريطانيَّة على "تويتر"، أمس الخميس، جاء فيها أن رئيس الوزراء جونسون "قد يعلق عمل البرلمان مجددا"ً، حتى إذا حكمت المحكمة العليا بأن قرار التعليق الأصلي "غير قانوني".

وكُشِفَ عن الوثيقة التي قدّمها للمحكمة محامو جونسون، في وقت تعقد فيه المحكمة ثالث وآخر جلسة استماع للدفوع القانونيَّة بشأن قرار جونسون "تعليق عمل البرلمان من العاشر من سبتمبر (أيلول) وحتى الـ14 من أكتوبر (تشرين الأول)".

وقال محامٍ آخر يمثل الحكومة للمحكمة يوم الثلاثاء إنه إذا خسر جونسون القضيَّة فإنه "قد يدعو البرلمان إلى الانعقاد في موعد أقرب من المخطط".

ومن شأن ذلك أن يتيح أمام النواب وقتاً أطول للتدقيق في خططه الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق أو دون اتفاق في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول).

وتأمل المحكمة العليا البريطانيَّة إصدار قرارها بشأن تعليق أعمال البرلمان، الخطوة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس الوزراء بوريس جونسون، مطلع الأسبوع المقبل، كما أعلنت رئيستها بريندا هايل في ختام ثلاثة أيام من جلسات الاستماع.

وقالت هايل، "المحكمة ستبت شرعيَّة قرار رئيس الوزراء تعليق أعمال البرلمان"، وأقرت في الوقت نفسه بأن هذه المسألة "ليست سهلة".

وأضافت "لكننا نعلم أيضاً أن هذا الملف يجب حله في أسرع وقت ممكن، ونأمل أن نتمكّن من إصدار قرارنا مطلع الأسبوع المقبل".

وكان جونسون علَّق أعمال البرلمان البريطاني خمسة أسابيع مع السماح للنواب بالعودة فقط في الـ14 من أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل نحو أسبوعين من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وشدد على أنها "خطوة روتينيَّة لإفساح المجال أمام حكومته لإطلاق برنامج تشريعي جديد الشهر المقبل". لكن معارضيه وجهوا إليه اتهامات بـ"محاولة إسكات النواب الذين ينتقدون سياسته" في مرحلة حساسة للبلاد، خصوصاً أن شروط خروج بريطانيا "لا تزال غير أكيدة".

وقالت رئيسة المحكمة القضيَّة لا تتعلق "بموعد وشروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن نتيجة هذه القضيَّة لن تحدد ذلك"، مشيرة إلى أنها تتعلق فقط بـ"شرعيَّة قرار رئيس الوزراء".

طلب أوروبي
والخميس، طلبت الرئاسة الفنلنديَّة للاتحاد الأوروبي من لندن تقديم اقتراح اتفاق مكتوب بحلول أواخر سبتمبر (أيلول) بشأن بريكست بهدف تفادي خروج دون اتفاق، لكن لندن سارعت إلى "رفض تلك المهلة" التي حددتها هلسنكي.

وصرّح متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانيَّة بوريس جونسون للصحافيين، "سنقدّم حلولاً مكتوبة رسميَّة عندما نكون جاهزين، لكن ليس بحسب مهلة مصطنعة".

وفي وقت سابق الخميس، نبّه رئيس الوزراء الفنلندي أنتي ريني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدوريَّة للاتحاد الأوروبي، إلى أن أمام لندن مهلة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) لتقديم عرض اتفاق خطي في شأن بريكست.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، "من وجهة نظر رئيس الوزراء ريني (...) على المملكة المتحدة أن تقدم اقتراحاً خطياً بحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)".

ودعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي لندن إلى "عدم التظاهر بالتفاوض" لتجنّب بريكست بلا اتفاق، وحذّروا المناهضين البريطانيين للمشروع الأوروبي من أنّه سيتوجب عليهم تقديم حسابات إلى مواطنيهم.

وأشار رئيس المفوضيَّة الأوروبيَّة جان كلود يونكر إلى أنّ "خطر (لا اتفاق) لا يزال واقعياً جداً"، خلال جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسيَّة.

وخلال زيارة دبلوماسيَّة لباريس، أعلن أنتي ريني أن "أي اقتراح" من المملكة المتحدة "يجب أن يقدم قريباً جداً إذا كان سيُناقش".

وأضاف إثر لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لكن، علينا أن نستعد أيضاً لبريكست من دون اتفاق".

وتجتمع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يومي الـ17 والـ18 من أكتوبر (تشرين الأول) في بروكسل، أي قبل عشرة أيام من الموعد المقرر لبريكست.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذَّر مصدرٌ دبلوماسيٌّ فرنسيٌّ، الخميس، من أن "الوقت ينفد"، مضيفاً "لن نُجري مفاوضات مباشرة في إطار المجلس الأوروبي منتصف أكتوبر (تشرين الأول)".

وشدد الإليزيه، بداية الأسبوع، على أنه "لا يزال هناك كثير من التساؤلات ونقاط الاستفهام والفرضيات"، مؤكداً أنه في انتظار "اقتراحات بريطانيَّة محددة".

وأضاف، في هذه المرحلة "لا يمكننا القول ما إن كنا سنصل إلى اتفاق أم لا"، و"نستعد لكل السيناريوهات"، من بينها خروج دون اتفاق.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي صوّت فيه البريطانيون بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، يبقى تنفيذ بريكست معضلة.

وأعرب بوريس جونسون علناً استعداده لتنفيذ "خروج دون اتفاق"، رغم التوقعات المقلقة بشأن عواقب ذلك على حكومته، وبشأن احتمال حدوث نقص في الغذاء والأدويَّة ومخاطر حصول اضطرابات في النظام العام. ولا تزال المباحثات متعثرة بسبب مسألة إيرلندا.

وتطالب لندن بحذف بند "شبكة الأمان" الذي وُضِع في الاتفاق بهدف تفادي عودة حدود فعليَّة بين إقليم إيرلندا الشماليَّة البريطاني وجمهوريَّة إيرلندا.

ويطلب الاتحاد الأوروبي من لندن تقديم حلول بديلة من "شبكة الأمان" التي تنص على أن تبقى المملكة المتحدة ضمن إطار "اتحاد جمركي موحد" مع الاتحاد الأوروبي في حال عدم التوصل إلى حلول أخرى في هذا الصدد.

وتأمل المملكة المتحدة التقدم بما يكفي في المباحثات لتتمكّن من القيام بخطوة حاسمة خلال القمة الأوروبيَّة المقبلة في الـ17 من الشهر المقبل في إطار وضع اللمسات النهائيَّة على اتفاق جديد، لكن الأوروبيين يريدون الإسراع أكثر في هذه المسألة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات