Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثقة إيران في السوريين تهتز استخباراتيا والبديل أفغاني

تكشف تقارير عن تعليق دورات لفصائل موالية لطهران في دير الزور وخطط لإعادة هيكلة عملها وانتشارها

آثار قصف استهدف مبنى مجاور للسفارة الإيرانية في دمشق (أ ف ب)

ملخص

تشي الضربات الإسرائيلية المتلاحقة في الآونة الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا باختراق أمني للقوات الإيرانية وارتفعت نسب الشكوك في تسريبات حول أدق المواقع واللقاءات السرية على الأراضي السورية.

ما زال القلق يساور أجهزة أمن الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والميليشيات المقاتلة والموالية لإيران الموجودة على الأراضي السورية بعد سلسلة من اغتيالات طاولت شخصيات أمنية وعسكرية بارزة وقادة في الصف الأول من الإيرانيين عبر ضربات جوية إسرائيلية.

لكن ما رفع مستوى الهواجس هو دقة الاستهداف للمواقع والمقار في العاصمة دمشق بخاصة المقر الدبلوماسي الذي يتبع لطهران، بالتوازي مع ضرب هذه المواقع أثناء عقد اجتماعات مغلقة في غاية الأهمية، سقط خلالها قائد فيلق حرس الثورة لسوريا ولبنان رضا زاهدي خلال اجتماع لمناقشة عمليات لوجيستية.

وليس خافياً بأن الضربات المتلاحقة في الآونة الأخيرة تشي باختراق أمني للقوات الإيرانية، إذ ارتفعت نسب الشكوك بتسريبات حول أدق المواقع واللقاءات السرية التي تدور على الأراضي السورية لا سيما في الشمال والجنوب.

في المقابل ومع الرد الإيراني المكشوف عبر طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى أسقط معظمها بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية عملت طهران على إعادة تشكيل خطط نشر قواتها في سوريا، ورسم خرائط جديدة لمواقع القوات، بالتوازي مع سحب كبار الضباط، فضلاً عن حرص قادة الميدان بالتعاطي مع الاتصالات تخوفاً من أي اختراق أمني داخلي أو خارجي جديد.

هذا كله فرض على إيران – بحسب مراقبين - العمل على استقدام مقاتلين من الجنسيات الأفغانية والباكستانية إلى سوريا بعد انعدام ثقتها بالسوريين، وتزايد الشكوك حول من يعمل لصالح جهات خارجية في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة.

في المقابل تفيد المعلومات الواردة عن تعليق دورات لمنتسبي فصائل موالية لإيران وذلك في دير الزور شرق سوريا وخطط عن إعادة هيكلة عملها وانتشارها، بينما داهم الحرس الثوري في ريف دير الزور واعتقل العشرات من هذه الفصائل والمنتسبين المحليين على خلفية تهم تتعلق بتسريبات معلومات وذلك في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

الأفغان ولواء "فاطميون"

وعلى نحو غير مألوف قللت الفصائل الموالية لإيران من وجودها العلني بعدما كان يرتدي المنتسبون ألبسة عسكرية تعود لـ"حزب الله"، ويستخدمون في معظم تنقلاتهم مركبات ذات دفع رباعي معروفة وواضحة، وفي معظم الأحيان ترفع أعلام صفراء اللون تحمل شعار "حزب الله" اللبناني أو رايات "لواء فاطميون" مع تغيير بمواقع السكن والإقامة.

في هذا الوقت يبرز "لواء فاطميون" وغالب أفراده من الجنسية الأفغانية، ويناهز جسمه العسكري 20 ألف مقاتل على النشاط في شرق البلاد، إذ شارك في معارك ضارية منذ عام 2013 مع بداية اندلاع الحرب الأهلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويفيد مصدر ميداني عن توقف خطط طهران القتالية واستبدال معظم تكتيكات المعارك، مع وصول قوات إيرانية ولبنانية وعراقية جديدة ومنهم من الأفغان مقابل سحب شخصيات قيادية وعناصر من ساحة الميدان. وأضاف، "يأتي جزء من القوات الجديدة كنوع من الاستبدال للقوات القديمة، ولكن ظلت الاستراتيجية الإيرانية على حالها ولم يلحظ أي تغيير جذري، وسط إجراءات أمنية أكثر صرامة منعاً للوقوع بفخ الاستهداف".

ويتلقى أفراد "لواء فاطميون" من الأفغان مكافآت مالية ومعنوية مقابل مشاركتهم في الحرب السورية، ويتألف اللواء من اللاجئين من عرقية الهزارة الشيعية التي لجأت إلى سوريا وتقطن قرب حي السيدة زينب في ريف دمشق، ومنهم الأفغان الذين يقطنون في إيران، أو مجموعات قادمة من أفغانستان.

ويعتبر علي رضا توسلي الملقب "أبو حامد" المؤسس الأول لـ"لواء فاطميون" وهو أفغاني الجنسية ولقي مصرعه في الـ28 من فبراير (شباط) من عام 2015 في مدينة درعا، جنوب سوريا.

أهمية العنصر المحلي

في المقابل يقلل فريق من المتخصصين من أهمية توافد الأفغان أو القوات الأجنبية المدعومة من إيران حديثاً. ويرى محلل الشؤون الإيرانية والباحث في مركز الشرق للسياسات، سعد الشارع، أن الاستنتاج الذي يفضي باعتماد طهران على الأفغان والباكستانيين ربما غير دقيق، لأنه لا يمكن بأي صورة من الصور أن تستعيض الميليشيات الإيرانية عن العناصر السورية التابعة بطريقة أو بأخرى للحرس الثوري.

وفي حديثه إلى "اندبندنت عربية"، عزا الشارع أسباب ذلك إلى عوامل عدة أولها يتعلق بالعدد الكبير للمجموعات السورية، وهي أكثر بكثير من الميليشيات الباكستانية والأفغانية، ثم ثانيها ترتبط بأن الحرس الثوري مجبر على الاعتماد على السوريين من أبناء المناطق ومعرفتهم بطرق ومداخل ومخارج المدن بصورة جيدة، ولذلك لا يمكن الاستغناء عنهم.

وأضاف، "على العكس تماماً حينما اشتدت عمليات القصف الجوي على النقاط العسكرية الإيرانية بخاصة في منطقة غرب الفرات كان الحرس الثوري يعمل على سحب القوات الإيرانية أو العراقية أو الأفغانية أو الباكستانية في الليل ووضع مكانهم عناصر من السوريين وتضعهم دائماً بحالة مواجهة، وأمام خطر مواجهة تنظيم (داعش)، والتي تجري عادة بأوقات الليل، أو القصف المتكرر الإسرائيلي".

تورط إيراني

في غضون ذلك أشارت وسائل إعلام إيرانية معارضة بأصابع الاتهام إلى تسريبات صادرة من الإيرانيين ذاتهم بعد قصف متكرر على مقار للحرس الثوري وغرف عملياتها في قلب العاصمة دمشق وأحياء تقطن بها بعثات دبلوماسية، ومواقع أخرى تشمل مقار أمنية في حي "المزة" و"كفر سوسة"، إضافة إلى شكوك عن تورط السوريين والروس بخصوص تسريبات المعلومات وإحداثيات المواقع.

وكشفت صحيفة "إيران إنترناشيونال" – مقرها لندن - عن وثيقة اطلع عليها قادة من الحرس الثوري في اجتماع سري أفادت بتورط عناصر من الحرس الإيراني في تسريب معلومات سرية، وبيعها لاستخبارات أجنبية مقابل من 5 إلى 100 مليون تومان (بين 100 و2000 دولار)، ومحاكمة 40 عضواً قيادياً في الحرس الثوري.

وكشف قائد مقر زينب التابع لفيلق القدس في سوريا، رحيم نوعي، خلال اجتماع أمني عن تسريب خطط عمليات إيرانية مما دفع إسرائيل إلى تدمير مواقع في سوريا ضمن خمس عمليات، مضيفاً أن "الموساد تسلل إلى قواته، وبعض قوات الحرس باعت معلومات لإسرائيل".

 

 

في هذه الأثناء، تحدث الباحث في الشؤون الإيرانية سعد الشارع عن جزئية تتعلق بالتحرك قرب المقار الإيرانية، وانخفاض اقتراب القوات السورية منها بعدما تكررت عمليات القصف بينما سهولة الحركة باتت أكثر بالنسبة إلى العناصر العراقية واللبنانية أيضاً.

وتابع، "الاتهامات والأحاديث كثيرة سواء كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن تسريب معلومات وإعطاء إحداثيات من قبل السوريين، لذلك باتت حركتهم غير سهلة باتجاه المواقع الإيرانية".

واستبعد الشارع اتباع طهران استراتيجية جديدة بالاعتماد على ميليشيات أجنبية مقارنة بالمجموعات السورية وهذا ما يراه بالنتيجة فتح ما يسمى باب (الندية) وهو ما لا تريده إيران لأنه في حال حدوث ذلك يعني أنها أمام خسارة العنصر السوري المحلي، من ثم تخسر الكثير، وهي مجبرة حالياً على التعامل معه في الأقل في الفترة الحالية والمقبلة، على حد قوله.

المزيد من تقارير