Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الموت يفضح جرائم التعذيب في سجون الحوثيين

4 حالات خلال رمضان فقط وإدانات حقوقية ورسمية لاستمرار إزهاق الأرواح داخل معتقلات الجماعة المدعومة إيرانياً

أعلنت "منظمة مساواة" للحقوق والحريات عن وفاة 14 مدنياً من أبناء محافظة ذمار قضوا تحت التعذيب داخل سجون ميليشيات الحوثي (رويترز)

ملخص

بحسب رصد للحكومة اليمنية فإن أكثر من 350 جريمة قتل حصلت خلال التعذيب من إجمال 1635 حالة داخل معتقلات الحوثيين.

يستمر مسلسل التغييب والإخفاء القسري للنشطاء والمعلمين والمواطنين في سجون الحوثيين، والذي ينتهي بالموت تحت التعذيب وخصوصاً بعد رابع حالة يعلن عنها خلال شهر رمضان فقط.

وتكشف تلك الحوادث المتجددة عن إمعان الجماعة المدعومة من إيران في نهجها القمعي لكل من يعارض سياساتها أو تشك في ولائه داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها، كسلوك عرفت به منذ انقلابها عام 2014.

وأعلنت أسرة التربوي اليمني والمدير العام للتدريب في وزارة التربية والتعليم صبري الحكيمي عن وفاته في سجون ميليشيات الحوثي بعد ستة أشهر من اختطافه، من دون توجيه أية تهمة له.

وقالت عائلة الحكيمي لـ "اندبندنت عربية" إنه "مات بسبب التعذيب"، في حين طالب نشطاء حوثيون زعيم الجماعة "بالتحقيق في تكرار حوادث وفاة المختطفين ودخولهم السجون أحياء وخروجهم موتى".

ولم تشر الجماعة رسمياً إلى أي تفاصيل حول وفاة الحكيمي حتى اللحظة، وبعد ومحاولات عدة للتواصل مع العائلة التي تعيش الصدمة لفقدان عائلها، رد ابنه أحمد ولكنه اعتذر عن الأدلاء بأي تفاصيل حول وفاة والده، مكتفياً بعبارة "الحمد لله".

وفي نهاية سبتمبر (أيلول) 2023 اختطف التربوي الحكيمي وأخفي قسرياً، ولم يتمكن من الاتصال بعائلته إلا بعد مضي ثلاثة أشهر.

الانتظار الصعب

وأفاد ابن الضحية بأنه شيع والده عصر اليوم الخميس في العاصمة صنعاء، وعلى رغم تلقي الأسرة نبأ الفاجعة الأحد الماضي عبر اتصال هاتفي من أحد عناصر الأمن والاستخبارات التابع للحوثيين يخبرهم بوفاة عائلهم، إلا أن إجراءات تسليمه طالت مدتها إلى أربعة أيام، في محاولة أرجعها مراقبون لترتيب تبعاتها إعلامياً وقانونياً، لتعيش العائلة أياماً من الانتظار على أبواب سجانيه ذهاباً وعودة بوعود تتكرر بين الصبح والعصر والمساء.

وبموته يضاف اسم الحكيمي إلى كشوف الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات الحوثيين، وهو ما قابله الرأي الشعبي بموجة غاضبة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول حقوقيون ونشطاء إحصاءات تتحدث عن وفيات أخرى، بعضها لم يكشف عنها خشية القمع الذي يمكن أن تمارسه الجماعة بحق أهالي الضحايا.

ويقول الناشط الحقوقي ملحم الحكيمي إن التربوي توفي جراء التعذيب الذي تلقاه في سجون الحوثيين، وأنه حينما اختطف من قبلهم لم يكن يعاني أية أمراض مزمنة، ولم يكن له أي نشاط سياسي أو صلة تذكر بأية جماعة، ويحظى بسيرة تربوية طيبة.

مداهمة واستيلاء

ويوضح الناشط خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" أنه بعد يوم واحد من اختطاف الحكيمي دهمت حملة أمنية من الملثمين منزله وجمعت العائلة في غرفة واحدة وأغلقت عليها الباب، ثم بدأت تفتيش المنزل ونهبت جميع الأجهزة والكتب ومقتنياته الشخصية، وفتشت كل شيء في المنزل وسط صراخ النساء والأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإزاء مثل هذه الانتهاكات تلجأ غالبية الأسر اليمنية إلى التفاهم مع الميليشيات لتداري أحزانها بصمت بعيداً من وسائل الإعلام، كما هي الحال مع عائلة الحكيمي التي كانت تخشى أن تتصعد القضية عبر الإعلام، وظلت قضية اختطافه مغيبة حتى خبر وفاته في السجن، باستثناء الوسطاء الذين كانوا يطمئنون عائلته بين حين وآخر.

ويشير الحقوقي الحكيمي إلى أن دوافع استخدام العنف والقوة المفرطة من قبل الحوثيين هدفها الإسكات، ولهذا يخشى المجتمع من رد فعل الجماعة التي تنتهج العنف المفرط لإسكاته وقمعه.

انتحار أم تصفية؟

وفي حوادث متشابهة كشفت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً عن وفاة مختطفين آخرين إلى جانب التربوي الحكيمي، ومنهم خالد حسين غازي الذي راح ضحية التعذيب في السجون الحوثية بمحافظة ذمار جنوب صنعاء.

وحول الحوادث التي دعت نشطاء يمنيين إلى إطلاق وسم "الحوثي يصفي المختطفين" عبر منصة "إكس"، قالت الشرعية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني إن "جماعة الحوثي أقدمت على تصفية المدير العام للتدريب في وزارة التربية والتعليم صبري الحكيمي تحت التعذيب والإهمال وانعدام الرعاية الصحية، في معتقل تابع لما يسمى جهاز الأمن والاستخبارات بعد ستة أشهر من اختطافه وإخفائه قسراً".

وأشار إلى أن الحوثيين أعلنوا في الـ 19 من مارس (آذار) الجاري انتحار المعتقل "محفوظ عبدالرب محمد قايد الزمر شنقاً داخل السجن المركزي الخاضع لسيطرتهم في محافظة إب احتجاجاً على استمرار اعتقاله من دون محاكمة، وذلك بعد يومين من وفاة عيسى العرشي أحد نزلاء السجن بجلطة قلبية، غير أن أسرته أكدت وجود آثار جروح على وجهه وجسده نتيجة التعذيب والإهمال وانعدام الرعاية الصحية".

وبحسب رصد للحكومة اليمنية فإن أكثر من 350 جريمة قتل حدثت تحت التعذيب من إجمال 1635 حالة تعرضت له داخل معتقلات الحوثيين.

آثار تعذيب وطعن

من جهتها أعلنت "منظمة مساواة" للحقوق والحريات عن وفاة 14 مدنياً من أبناء محافظة ذمار قضوا تحت التعذيب داخل سجون ميليشيات الحوثي، وآخرهم المختطف خالد حسين غازي التي توفي الثلاثاء الماضي، وفق إحصاء حديثة.

وقالت المنظمة في بيان أمس الأربعاء إنها تلقت بلاغاً من أسرة المعتقل خالد حسين غازي (43 سنة) من أبناء قرية الحطب بمديرية ضوران تؤكد وفاة نجلها تحت التعذيب في السجن الاحتياط بمحافظة ذمار.

وأوضحت أن أسرة الضحية تلقت اتصالات من قيادات حوثية في المحافظة تخبرها بوفاة نجلها في السجن وتدعوها إلى تسلم جثته، موضحة أن الجثة كانت تحمل "آثار التعذيب مع وجود علامات طعن في عنقه".

وعبرت "مساواة" عن إدانتها الشديدة لاستمرار جرائم التعذيب الذي تمارسه جماعة الحوثي بحق المعتقلين والمختطفين المدنيين داخل سجونها بشكل ممنهج، وطالبت المنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية كافة بالتحرك الجاد والمسؤول والعاجل للضغط على جماعة الحوثي لوقف جرائم التعذيب في سجونها، والعمل على محاسبة المتورطين في تلك الجرائم خلال الأعوام الماضية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات