Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علامات سرطان الدماغ لدى الأطفال التي ينبغي أن يعرفها الوالدان

يبقى "الورم الدبقي" النوع الأكثر شيوعاً من هذه الأورام لدى الصغار

رحبت والدة راج رانا، الذي توفي عن عمر يناهز الثامنة بسبب ورم في الدماغ، بالعلاجات الدوائية الجديدة القادرة على إنقاذ أرواح المرضى (اندبندنت)

ملخص

يتقدم علاج السرطان باستمرار. ويتعافى الآن عدد أكبر من الأطفال من السرطان أكثر من أي وقت مضى، فيما يبحث الأطباء دائماً عن طرق علاج جديدة وأكثر فاعلية

في المملكة المتحدة، صودق على استخدام دواء جديد في مؤسسات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) من أجل المساعدة في معالجة الأطفال المصابين بأورام الدماغ.

وفق "المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية" (اختصاراً "نايس" NICE) في المملكة المتحدة، الذي أعطى موافقته على استخدام مزيج من الدواءين "دابرافينيب" dabrafenib و"تراميتينيب"trametinib في علاج المرضى، أشارت الدراسات إلى أن الآثار الجانبية التي يخلفها العلاج الكيماوي قد تراجعت فيما تحسنت فترة بقاء المريض على قيد الحياة من دون أن يتفاقم المرض لديه.

ولكن بالنسبة إلى الفئتين العمريتين من الأطفال والشباب، تبقى "الأورام الدبقية" gliomas النوع الأكثر شيوعاً من سرطانات الدماغ. لذا، كان الاعتماد في تطوير الدواء على الخلايا الدبقية glial cells التي تدعم الخلايا العصبية في الحبل الشوكي والدماغ.

كذلك وجد البحث أن أقل من 30 في المئة من الصغار الذين يكابدون هذا الورم [الورم الدبقي] يكتب لهم العيش أكثر من خمس سنوات بعد الإصابة به.

إذاً، ما الورم الدبقي تحديداً وما الأعراض التي ينبغي على الآباء والأمهات التنبه إليها من أجل اكتشاف الإصابة به في مرحلة مبكرة؟ في ما يلي يطلعنا متخصصون طبيون على المعلومات كافة التي عليك أن تعرفها...

ما سرطان الدماغ، وتحديداً الأورام الدبقية؟

تحدثت في هذا الشأن آنا كارولاينا غونكالفيس، الصيدلانية المشرفة في صيدلية "فارميكا" Pharmica في المملكة المتحدة، فقالت إن سرطان الدماغ يؤدي إلى نمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الدماغ وتروح تتكاثر من دون توقف، وتشكل كتلة تسمى الورم.

"وتضيف الورم في الأساس مجموعة من الخلايا التي تأخذ تنمو وتنقسم أكثر من اللازم أو لا تموت عندما يفترض بها". وقالت غونكالفيس: "تصنف أورام الدماغ هذه بين الحميدة (غير سرطانية) أو الخبيثة (سرطانية)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"في العادة، تكون الأورام الحميدة أبطأ نمواً، ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وعند استئصالها، لا تظهر مرة أخرى في غالبية الحالات. ولكن في المقابل، تنمو الأورام الخبيثة بسرعة، وتغزو الأنسجة المجاورة لها، وكثيراً ما تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم"، كما تشرح غونكالفيس.

والأورام الدبقية، على ما تشير غونكالفيس، "نوع شائع من الأورام التي تنشأ في الدماغ. وتشير البحوث إلى أن نحو 33 في المئة من جميع أورام الدماغ تكون أوراماً دبقية، علماً أنها تنشأ في الخلايا الدبقية المحيطة بالدماغ والتي تدعم الخلايا العصبية الموجودة فيه، من بينها ما يسمى الخلايا النجمية astrocytes [لأنها نجمية الشكل]، والخلايا الدبقية القليلة التغصن oligodendrocytes، وخلايا البطانة العصبية ependymal".

"ويصنف [الأطباء] الأورام الدبقية بالاستناد إلى نوع الخلايا الدبقية التي نشأ فيها الورم، وقدرتها على النمو، ومستوى عدوانيتها"، بحسب غونكالفيس.

لماذا تعتبر الأورام الدبقية أكثر أنواع سرطان الدماغ شيوعاً لدى الصغار والشباب؟

استتاداً إلى كبير المحاضرين في كلية الصيدلة والعلوم الطبية الحيوية في "جامعة سنترال لانكشاير" الإنجليزية، الدكتور بيتر أبيل، لا يسعنا أن نكون متأكدين في شأن الأسباب المسؤولة عن الإصابة بالورم الدبقي.

"ولكن مع ذلك، ثمة عنصر وراثي جيني في مقدوره أن يجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بورم في الدماغ. مثلاً، تؤدي حالة وراثية تسمى (الورم الليفي العصبي) neurofibromatosis إلى نمو أورام على امتداد الأعصاب في الجسم، مما يفاقم خطر ظهور ورم في الدماغ"، على نحو ما أوضح الدكتور أبيل.

كذلك أضافت غونكالفيس أنه خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، يكون الدماغ ما زال في طور النمو والتغير، وفي هذه الحال تنمو الخلايا الدبقية بوتيرة سريعة وبأعداد كبيرة.

وأضافت غونكالفيس: "تشير دراسات إلى أن التركيبة الجينية التي تتسم بها الأورام الدبقية لدى الأطفال والشباب (والتي تتعلق بترتيب الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأوكسجين الـ"دي أن أي" في الورم الدبقي) تكون في العادة مختلفة عن نظيرتها الموجودة في الأورام لدى الأشخاص البالغين".

"ولكن البحوث الحالية المتعلقة بهذا [الافتراض المذكور سابقاً] لم تقدم نتائج قاطعة، ذلك أن العمليات التي تشارك في تطور الأورام الدبقية لدى الأطفال والشباب معقدة وتنزع إلى التأثر بمزيج من العوامل الكثيرة، وتبقى حالياً موضوعاً للبحوث المستمرة.

ماذا عن العلامات والأعراض المبكرة التي ينبغي على الآباء التنبه إليها؟

في رأي أبيل، في مستطاع الوالدين التنبه إلى عدد من الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بهذا الورم.

"الصداع أو النوبات أو اضطرابات في النظر أو صعوبة في الكلام أو تغيرات في السلوك... تشير جميعها إلى وجود حالة صحية كامنة. ولكن مع ذلك، تختلف العلامات أو الأعراض باختلاف المرضى، إضافة إلى أنها تعتمد على الموقع المحدد للورم"، كما يشرح الدكتور أبيل.

"من المهم أن تتحدث إلى طبيب الصحة العامة وتستشيره في شأن أي مخاوف تعتريك، لأنه سيجري الفحوص الطبية المناسبة بغية التأكد من وجود خطب ما من عدمه"، على ما ينصح الدكتور أبيل.

ما العلاج المتوفر للورم الدبقي؟

يظهر الورم الدبقي بدرجات مختلفة، بعضها أكثر قابلية للعلاج من غيره.

ويضيف أبيل" بعض الأورام المنخفضة الخطورة تحتاج إلى الجراحة فحسب وربما يحتاج البعض الآخر من الأورام إلى أكثر من عملية جراحية أو إلى علاجات أخرى مثل العلاجين الكيماوي والإشعاعي، إضافة إلى العلاج الإشعاعي بحزمة البروتون".

"ويعتبر موقع الورم عاملاً مهماً في ما يتعلق بخيارات العلاج. لا يمكن استئصال بعض أورام الدماغ بالجراحة، مما يعني أن العلاجين الكيماوي والإشعاعي أفضل مسار للعلاج"، يوضح الدكتور أبيل.

لحسن الحظ، "يتقدم علاج السرطان باستمرار. ويتعافى الآن عدد أكبر من الأطفال من السرطان أكثر من أي وقت مضى، فيما يبحث الأطباء دائماً عن طرق علاج جديدة وأكثر فاعلية"، يختم الدكتور أبيل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة