Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنجاز في صناعة الدواء يحمل أملا بعلاج جديد لسرطان الدم

يمكن إعادة استخدام أدوية متاحة حالياً لغايات مختلفة لعلاج نوع نادر من "اللوكيميا"

الباحثون يأملون أن يساهم الإنجاز الأخير في التوصل إلى علاج جديد لهذا المرض العدواني (غيتي)

ملخص

توصلت دراسة حديثة إلى أن منع إنزيم معين في خلايا الجسم قد يكون بمثابة حاجز يمنع تطور أحد أكثر صور سرطان الدم عدوانية

يأمل العلماء بأن يشهد العالم "عهداً جديداً" في معالجة الصورة الأكثر عدوانية من السرطان، بفضل إنجازات مهمة في مجال صناعة الأدوية.

"سرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد" acute myeloid leukaemia (AML) الذي يصفه الباحثون بأنه "مرض يصعب علاجه في غالبية الحالات" هو أحد أنواع السرطانات الذي يدفع نخاع العظم إلى إنتاج عدد كبير من خلايا الدم غير الطبيعية. ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية يشخص نحو 3100 شخص بالمرض سنوياً في المملكة المتحدة.

وقد توصلت دراسة إلى أن منع إنزيم معين في خلايا الجسم، الذي يستشعر التغيرات في مستويات الأوكسجين، قد يكون بمثابة حاجز يمنع تطور المرض. وفي ظل وجود الأوكسجين، تنشط هذه الإنزيمات - المعروفة باسم إنزيمات البروبيل هيدروكسيليز المحفزة بالهيبوكسيا (PHDs) - لاستهداف وتدمير البروتينات المحفزة لنقص الأوكسجين hypoxia-inducible factors (HIF).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فعندما يكون مستوى الأوكسجين منخفضاً، يقل نشاط إنزيمات البروبيل هيدروكسيليز المحفزة بالهيبوكسيا، مما ينتج منه زيادة في مستويات البروتينات المحفزة لنقص الأوكسجين.

كما بحثت الدراسة، التي قادها "معهد الأبحاث السرطانية" Institute of Cancer Research في لندن بالتعاون مع جامعة أكسفورد، في مدى إمكانية زيادة مستويات البروتينات المحفزة لنقص الأوكسجين لوقف تقدم سرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد. وكانت باستخدام تقنيات التعديل الوراثي على الفئران، إذ جرى تعطيل إنزيمات البروبيل هيدروكسيليز المحفزة بالهيبوكسيا بصورة جينية، مما أدى إلى زيادة في مستويات البروتينات المحفزة لنقص الأوكسجين ووقف تقدم المرض من دون التأثير في إنتاج الخلايا الدموية الطبيعية.

وبحسب الباحثين، فإن عملية مماثلة لحجب الإنزيم تستخدم في الأدوية التي تعالج فقر الدم، وأظهرت التأثير نفسه في سرطان الدم في خلايا الفئران وعينات المرضى.

وقد ابتكر الفريق البحثي أيضاً مركباً جديداً يحمل اسم "أي أو إكس 5" IOX5، يعمل على تثبيط إنزيمات البروبيل هيدروكسيليز المحفزة بالهيبوكسيا من دون التأثير في الإنزيمات الأخرى، وهي خطوة مبتكرة في مجال العلاجات الطبية.

وفي هذا الصدد، قال المتخصص في علم الدم والأورام السرطانية في معهد أبحاث السرطان في لندن البروفيسور كاميل كرانك "لقد مرت عقود ولم يتغير العلاج لسرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد بصورة تذكر، وأن هناك حاجة هائلة إلى اكتشاف علاجات أفضل لهذا المرض العدواني".

وأضاف "هذه هي المرة الأولى التي نثبت فيها أن استهداف المسارات التي تستجيب لمستويات الأوكسجين في خلايا الجسم يمكن أن تكون طريقة جديدة لعلاج سرطان الدم، من دون التأثير في إنتاج الخلايا الدموية الطبيعي في نخاع العظم".

ويعد سرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد شائعاً بصورة كبرى لدى المرضى الذين تتجاوز أعمارهم الـ75 سنة.

ويأمل الباحثون بأن يجري اختبار نتائج البحث، الذي مول بواسطة مؤسسات مثل "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK و"مجلس البحوث الطبية" Medical Research Council و"جمعية بارتس الخيرية" Barts Charity، والذي نشر في مجلة "نيتشر كانسر" Nature Cancer، الآن في التجارب السريرية.

وأضاف البروفيسور كرانك "التحدي التالي أمامنا هو إخضاع الأدوية القائمة ومركبنا الانتقائي الجديد، الذي يتميز بانتقائيته الأعلى، للمرحلة السريرية". واستطرد "نحن نأمل بأن تفتح هذه الأبحاث الباب نحو عصر جديد من علاجات سرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد، ونود استكشاف إمكانية أن تكون هذه العلاجات أيضاً مفيدة لأورام الأنسجة الصلبة".

ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لـ"معهد أبحاث السرطان" Institute of Cancer Research في لندن، البروفيسور كريستيان هيلين، إن "السرطان يعيش في نظام بيئي معقد داخل الجسم"، مضيفاً "هذا العمل يوفر رؤى مهمة حول هذا النظام البيئي، وكيفية استخدام السرطان للإشارات داخل البيئة - مثل تلك المتعلقة بمستويات الأوكسجين - للنمو والتطور".

واستطرد "وتعد هذه الدراسة أيضاً مثالاً جيداً على التعاون الوثيق بين باحثي السرطان والكيماويين، إذ يعملون معاً بتلاحم لتطوير واختبار علاجات جديدة للسرطان".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة