Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب الدولة الواحدة وسلام حل الدولتين

إلى أي حد تستطيع حكومة نتنياهو تحقيق هدفها بالقضاء على "حماس" وتتمكن الحركة أيضاً من الاستمرار في حكم غزة؟

تنتشر المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية بشكل يسحب الأرض من تحت بساط الدولة الفلسطينية (أ ف ب)

ملخص

لا بد بالطبع من الانتباه إلى الجغرافيا، حيث تنتشر المستوطنات اليهودية في أنحاء الضفة الغربية بشكل يسحب الأرض من تحت بساط الدولة الفلسطينية، ويمهد لقيام دولة إسرائيلية واحدة من البحر إلى النهر.

أهم ما فعلته عملية "طوفان الأقصى" على يد "حماس"، ولو كان الثمن تدمير غزة، هو كشف معطوبية إسرائيل وإحياء الرهان على كون التحرير ممكناً، وجوهر العقدة المتحكمة بالتفاوض على إنهاء حرب غزة هو الخلاف على اعتبار الصفقة بداية أو نهاية، فـ"حماس" تريد صفقة تحافظ فيها على حكم غزة والباقي من قوتها العسكرية بحيث تعيد بناء القوة وتكرار "طوفان الأقصى" بعمليات مختلفة حتى تحرير فلسطين.

وإسرائيل تريد، ومعها أميركا ودول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط، أن تكون عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 نهاية لا مجال لأية عملية بعدها، وليست ورقة الرهائن على رغم كونها ورقة قوية وثمينة في يد "حماس" يصعب التخلي عنها من دون الحصول على مقابل كبير، هي كل ما في اللعبة الجيوسياسية والإستراتيجية التي تشغل المنطقة والعالم.

والانطباع السائد أن "حل الدولتين"، وهو اللعبة الوحيدة في المدينة بعد حرب غزة، من دونه حواجز وعقبات، لا فقط في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل، بل أيضاً في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط وروسيا والصين. صحيح أن أميركا وأوروبا والدول العربية وتركيا وروسيا والصين ترى في قيام دولة فلسطينية شرطاً لازماً لاستقرار الشرق الأوسط، لكن الصحيح أيضاً أن قدرتها على إنجاز حل الدولتين محدودة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أولاً لأن اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو والأشد منه تطرفاً يرفض قيام دولة فلسطينية، ولا يزال يتحدى حتى أميركا التي تعطي إسرائيل كل شيء وصارت خط الدفاع الأول عنها، وثانياً لأن "حماس" ومعها "محور المقاومة" بقيادة إيران ضد حل الدولتين، حيث المطلب هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وثالثاً لأن السلطة الوطنية الفلسطينية، والمفترض أنها ستتولى بناء الدولة الفلسطينية في غزة والضفة وعاصمتها القدس الشرقية، ضعيفة وتتعرض لعملية إضعاف من حكومة نتنياهو، وتحتاج إلى تجدد صعب تطلبه أميركا كشرط.

وحتى عندما تبدي "حماس" نوعاً من المرونة فإنها مرونة من دون التخلي عن الهدف التاريخي، فرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يقول "قدمنا مقاربة سياسية تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال لأرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع حق العودة وتقرير المصير"، وهذا يعني دولة من دون ما تطلبه أميركا وأوروبا وروسيا والصين، وما تلتزمه القمم العربية وهو الاعتراف بإسرائيل، واعتبار الدولة في أجزاء من فلسطين مرحلة على الطريق إلى تحرير بقية الأرض، وإلى اللقاء مع أجيال جديدة لإكمال الصراع.

مارك لينش وشبلي تلحمي يتحدثان في مقال نشرته "فورين أفرز" عن "سراب حل الدولتين"، ويريان أن "فكرة ظهور دولة فلسطينية من دمار غزة ليست لها قاعدة في الواقع، وأن إدارة بايدن لا تستطيع صنع السلام بمجرد الدعوة إليه".

ومارتن أنديك يقول، "هناك انقطاع كامل بين تجديد الدعوات في الخارج إلى حل الدولتين وبين المخاوف والرغبات في المجتمعات الإسرائيلية والفلسطينية"، لكنه يفتح ثغرة في الجدار بالدعوة إلى "قرار جديد في مجلس الأمن يطور القرار (242) ويعيد التزام المجتمع الدولي بالقرار (181) لعام 1947 الداعي إلى دولتين يهودية وعربية"، أما ستيفن والت في "فورين بوليسي" فيسلط الضوء على "أخطاء إدارتي ترمب وبايدن في التركيز على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، مع تجاهل الفلسطينيين الذين يتعرضون لضغوط متزايدة من جانب الحكومات الإسرائيلية اليمينية التي تزداد تطرفاً، والنتيجة هي السابع من أكتوبر وحرب غزة".

ولا بد بالطبع من الانتباه إلى الجغرافيا، حيث تنتشر المستوطنات اليهودية في أنحاء الضفة الغربية بشكل يسحب الأرض من تحت بساط الدولة الفلسطينية، ويمهد لقيام دولة إسرائيلية واحدة من البحر إلى النهر، وآخر قرار خلال زيارة الوزير أنتوني بلينكن السادسة إلى إسرائيل هو موافقة وزير المال المتطرف سموترتيش على مصادرة 800 دونم في الأغوار، وهناك من يطلب العودة لبناء المستوطنات في غزة، والسؤال هو إلى أي حد تستطيع حكومة نتنياهو تحقيق هدفها المعلن وهو القضاء على حماس، وتستطيع "حماس" الاستمرار في حكم غزة بعد نهاية الحرب؟

إسرائيل بدت عاجزة، و"حماس" قادرة على البقاء بأشكال عدة، والمفارقة أن حرباً واحدة فتحت الباب لحلين متناقضين، تجدد التوجه نحو تحرير فلسطين وإحياء العمل الدبلوماسي لترتيب حل الدولتين.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل