علاقة سرية جمعت رئيس وزراء بريطاني سابق بموظفته

كشفت تقارير صحافية عن علاقة غرامية سرية جمعت رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون خلال فترة ولايته الثانية مع إحدى موظفاته.

وكان زعيم حزب العمال، الذي تولى منصبه لمدة ثماني سنوات خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، على علاقة مع نائبة السكرتير الصحافي الخاص به جانيت هيوليت-ديفيز خلال سنته الأخيرة في داونينغ ستريت.

وبعدما بقيت سراً لأكثر من نصف قرن، كشف سكرتيرة الصحافي السابق جو هاينز، الليلة الماضية عن هذه العلاقة في مقابلة مع صحيفة "تايمز".

وأحيطت باللورد ويلسون لفترة طويلة إشاعات الخيانة الزوجية، وهو ما نفاها بشدة وحتى نجح في إحدى الدعاوى القضائية التي رفعها بهذا الشأن.

وكان الزوج والأب لطفلين قد دحض باستمرار الادعاءات بأنه كان يقيم علاقة غرامية مع مساعدته في الشؤون السياسية، مارسيا ويليامز، التي أصبحت في ما بعد البارونة فالكندر، إلا أن علاقته الحقيقية مع السيدة هيوليت-ديفيز ظلت طي الكتمان.

وقال برنارد دونوهيو، المستشار السابق للورد ويلسون، اليوم الخميس لبرنامج "توداي" على قناة "بي بي سي"، إنه وهاينز قررا الكشف عن سر عمره نصف قرن بعد وفاة السيدة هيوليت-ديفيز في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

وقال: "أبقينا الأمر سراً لأننا ظننا أنه سيستخدم ضده بشكل مؤذٍ في ذلك الوقت"، مضيفاً "لا يوجد سبب لذلك الآن، وانتظرنا حتى ماتا كلاهما - ويلسون منذ فترة وجانيت منذ بضعة أشهر فقط، ولذلك شعرت بصفتي مؤرخاً منذ بعض الوقت أنه من المهم إدراج ذلك في السجل التاريخي لهارولد ويلسون".

وقال اللورد دونوهيو إن رئيس الوزراء آنذاك اعترف له بشكل غامض بالقضية أثناء تجوله في المبنى رقم 10 [المقر الحكومي في داونينغ ستريت] في نهاية فترة رئاسته للوزراء.

وقال لـ"بي بي سي": "لقد قال، بطريقة ويلسونية للغاية، لأنه لم يكن شخصاً مباشراً، إنه سعيد جداً لأنني كنت صديقاً لجانيت".

البارونة فالكندر (مارسيا ويليامز سابقاً) وهي المساعدة السياسية للورد ويلسون والتي شاع بأنه كان على علاقة غرامية معها (غيتي)

وأضاف دونوهيو "لذا، وأنا أدرك طباعه، وأعلم أنه لم يكن ليثير السؤال لولا اهتمامه الخاص أو قلقه، بالتالي كنت أدرك أنه كان فعلياً يسألني: هل كنت أعلم [بعلاقته] عنه وجانيت؟".

وأكمل قائلاً "أجبت بالقول إنني أعتقد أن جانيت كانت شخصاً جميلاً ورائعاً ثم أضفت، بطريقة ويلسونية، التي تعلمتها منه، وأنا سعيد جداً لأن علاقتكما وثيقة جداً وجيدة جداً".

وتابع "وبهذه الطريقة أخبرته أنني على معرفة، ثم قال إنها شخص جميل وأنه لم يكن يوماً أكثر سعادة".

وأضاف أن هذه القضية وفرت "القليل من البهجة في نهاية الطريق" لرئيس الوزراء، الذي أصبح يعاني من ارتياب مرضي بشكل متزايد بشأن الأجهزة الأمنية وبشأن التعامل مع غالبية [حزبه] ضئيلة للغاية [في مجلس العموم]، ومع الصعوبات الاقتصادية، وكما جرى الاعتقاد، تعامله مع المراحل الأولى من الخرف.

وكتب السيد هاينز أن السيدة هيوليت-ديفيز أبلغته عن العلاقة الغرامية، بعد أن شاهدها وهي تصعد الدرج المؤدي إلى غرفة رئيس الوزراء في وقت متأخر من إحدى الأمسيات عام 1974، بعد فترة طويلة من انتهاء وقت عمل المكتب الصحافي.

وخلال الفترة التي قضاها في داونينغ ستريت، ترددت إشاعات حول وجود علاقة غرامية بين اللورد ويلسون، ولكن مع مساعدته للشؤون السياسية مارسيا ويليامز، التي منحها لقب البارونة فالكندر عام 1974.

ورفعت ليدي فالكندر دعوى قضائية ضد "بي بي سي" بسبب دراما أنتجت عام 2006 وزعمت أنها كانت على علاقة غرامية مع رئيس الوزراء الراحل وأثرت بشكل غير متناسب في قائمة التشريفات الخاصة به [أي قرار رئيس الوزراء منحها لقب بارونة]، وحصلت على 75 ألف جنيه استرليني (94 ألف دولار) كتعويضات تشهير.

وجرى نفي هذه الإشاعات بشكل مستمر، ولم يُكشف عن سر علاقته مع السيدة هيوليت-ديفيز، التي تصغره بنحو 22 سنة، حتى الآن.

يذكر أن ماري، التي كانت زوجة اللورد ويلسون لفترة 55 سنة، توفيت عام 2018 عن 102 سنة.