دعت السعودية وباكستان في بيان مشترك، صدر عن الاجتماع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومحمد شهباز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، إلى "وقف الحرب في غزة"، وبذل "جهود دولية لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وتخفيف تداعياتها الإنسانية".
ووفق البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ناقش الجانبان ضرورة دفع عملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة وكذلك مبادرة السلام العربية الهادفة إلى إيجاد حل عادل وشامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جهة أخرى، "أكد الطرفان التزامهما التعجيل في تنفيذ حزمة استثمارية (موجة أولى) بقيمة 5 مليارات دولار لمصلحة البلدين الشقيقين، التي تمت مناقشتها سابقاً".
وحث الطرفان على أهمية الحوار بين باكستان والهند لحل القضايا العالقة بين البلدين، خصوصاً نزاع جامو وكشمير، لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
والتقى ولي العهد السعودي، مساء اليوم الأحد في قصر الصفا بمكة، رئيس الوزراء الباكستاني، في أول رحلة خارجية يقوم بها منذ تشكيل حكومة ائتلافية في فبراير (شباط) الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حضر اللقاء، حيث تناول الجميع طعام الإفطار مع الأمير محمد بن سلمان.
ووصل شهباز شريف مساء السبت إلى المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة. ويرافقه كل من وزراء الخارجية والدفاع والمالية والمعلومات والشؤون الاقتصادية.
وفي بيان لوزارة الخارجية الباكستانية، الجمعة، فإن زيارة شهباز للرياض "ستستغرق يومين"، وسيناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال اللقاء مع ولي العهد السعودي.
وتأتي الزيارة بعد أقل من أسبوعين من زيارة قام بها وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى إسلام آباد، وكانت تتزامن مع مناسبة اليوم الوطني لجمهورية باكستان الإسلامية، الذي يوافق الـ23 من مارس (آذار) من كل عام، وقلده حينها كبار المسؤولين أوسمة ونياشين.
وتعد الدولتان الشرق أوسطيتان حليفتين منذ فترة طويلة، وتعود العلاقات بينهما لأبريل (نيسان) 1940، أي قبل سبع سنوات من استقلال باكستان عن التاج البريطاني. لتتجه بعد استقلالها 1947 نحو آفاق جديدة من التعاون وتكون الحليف المسلم الأقرب للمملكة، وذلك وفق الوكالة السعودية (واس) التي قالت إن المملكة كانت من أولى الدول التي اعترفت بسيادة باكستان وحدودها على خريطة العالم.
سمو #ولي_العهد يستقبل رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية.https://t.co/iBciXNiCSt#واس pic.twitter.com/IJM6HJyOON
— واس الأخبار الملكية (@spagov) April 6, 2024
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) أفادت في وقت سابق من صباح الأحد بأن الأمير محمد بن سلمان استقبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وولي عهد مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في قصر الصفا بمكة المكرمة.
ووفقاً لـ"واس" فقد جرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات التاريخية وفرص التعاون في مختلف المجالات، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وفي يناير (كانون الثاني) وجه ولي العهد السعودي بدراسة زيادة استثمارات المملكة في باكستان، لتصل إلى 10 مليارات دولار، إضافة إلى زيادة "الصندوق السعودي للتنمية" مبلغ الوديعة المقدمة من السعودية لمصلحة البنك المركزي الباكستاني إلى 5 مليارات دولار، ويأتي ذلك "تأكيداً لموقف المملكة الداعم لاقتصاد باكستان وشعبها الشقيق" وفق بيان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثيراً ما لجأت باكستان إلى الرياض من أجل الحصول على مساعدة مالية خلال أزمات ميزان المدفوعات، وبعد تجنبها التخلف عن سداد ديون سيادية الصيف الماضي من خلال الحصول على برنامج إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لا تزال الدولة التي يفوق عدد سكانها 230 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى الدعم المالي من صندوق النقد والدول الصديقة.
وإضافة إلى الدعم المالي تحاول باكستان أخيراً الحصول على استثمار سعودي في صناعات مثل الزراعة والتعدين والمعادن والطيران، وتقول إسلام آباد إن المملكة أبدت اهتماماً بالاستحواذ على حصص حكومية في منجم ريكو ديك للذهب والنحاس الباكستاني، وهو ما قد يمثل صفقة كبيرة لاقتصاد يبلغ حجمه 350 مليار دولار. وتمتلك شركة باريك غولد 50 في المئة في المنجم الذي يعد واحداً من أكبر مناطق النحاس والذهب غير المطورة في العالم.
وفي أبريل 2023 قالت السعودية وباكستان في بيانين إن الرياض ستقدم قرضاً بقيمة 240 مليون دولار لتمويل مشروع سد مهمند متعدد الأغراض، وهو مجمع رئيس للطاقة الكهرومائية يجري بناؤه في شمال غربي باكستان. وأوضحت وزارة الشؤون الاقتصادية الباكستانية في بيان أن المشروع "سيسهم في تعزيز أمن الطاقة في باكستان، ويزيد إمدادات المياه المستدامة للزراعة والاستهلاك البشري، ويدعم القدرة على الصمود في وجه الفيضانات".
ويمول الصندوق السعودي للتنمية المشروع بشكل مشترك مع صندوق "أوبك" للتنمية الدولية والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وتحتل إسلام آباد المرتبة الثالثة بالنسبة إلى السعودية ضمن الدول الأكثر استفادة من المشاريع الإنسانية والتنموية والخيرية بـ238 مشروعاً، بكلفة تفوق 7 مليارات ريال سعودي، أي ما يقارب نحو 3 مليارات دولار، بحسب منصة المساعدات السعودية.
ويبلغ عدد العاملين الباكستانيين في السعودية أكثر من 2.5 مليون من مواطنيها.