Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الديناصورات انقرضت بشهاب قوته 10 مليارات قنبلة ذرية

يحدد العلماء أن "الحيوانات الضخمة احترقت ثم تجمّدت" جراء الحرائق وتغير المناخ الكارثي

صورة من منتزه في لندن يحاكي الحياة في عصر الديناصورات قبل انقراضها (دينوصورس إن ذي وايلد.كوم)

منذ 66 مليون عام، كانت الحياة على كوكبنا تجري كعادتها كما أيّ يوم آخر. سيطرت الزواحف الضخمة على الأراضي. خالطت مردة عاشبة يصل طولها إلى 40 متراً عمالقة لاحمة ذات قدمين، وهاجت البحار بلوياثانات مسننة، فيما جابت السماوات مخلوقات ذات أجنحة جلدية خالية من الريش أكبر من أيّ طيور شهدها التاريخ.

لكن في غضون لحظات، بعد 180 مليون عام من الرخاء، أُبيدت تلك الأشكال الغزيرة غير العادية من الحياة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضرب الكويكب الذي قضى على الديناصورات شبه جزيرة "يوكاتان" في المكسيك بقوة 10 مليارات قنبلة ذريّة من العيار الذي اُستخدم في الحرب العالمية الثانيّة.

أضرم الارتطام نيران حرائق بريّة شاسعة امتدت على بعد آلاف الكيلومترات، وتسبّب بتسونامي شاهق، وفجّر كثيراً من مادة الكبريت تلبّد بها الغلاف الجويّ فحجبت أشعة الشمس، مؤدِّياً إلى المناخ شديد البرودة أو ما يُسمى "التبريد العالميّ" الكارثيّ الذي أفضى إلى هلاك الديناصورات.

افترض العلماء أنّ الأرض شهدت على الأرجح ذلك السيناريو المأساويّ الذي أنهى حُكم المخلوقات المخيفة. وفي الوقت الحاضر، أكّدت دراسة حديثة أجرتها جامعة "تكساس" في أوستن الأميركية تلك النظرية عبر العثور على أدلة دامغة في عشرات الأمتار من الصخور التي ملأت الفوّهة الصدميّة خلال الـ 24 ساعة الأولى التي تلت الارتطام.

كذلك تحتوي عينات أساسيّة مأخوذة من الحفرة على فحم ومجموعات من صخور جلبها ارتداد سونامي. غير أنّ الكبريت غائب بشكل واضح عن الصخور. العينات كلها جزء من سجلّ صخريّ يقدّم النظرة الأكثر وضوحاً حتى الآن لما أعقب الكارثة التي قضت على 75 في المئة من مظاهر الحياة على الأرض آنذاك.

في هذا السياق، قال شون غوليك، وهو أستاذ باحث في معهد الجيوفيزياء في جامعة "تكساس" عمل مع فريق دوليّ مكوَّن من أكثر من 20 عالماً، إنّ البحث "يخبرنا عن عمليات الارتطام من موقع كان شاهداً على الكارثة".

وأضاف "إنّه سجّل موسّع للأحداث التي كان بمقدورنا أن نتعافى منها داخل النقطة صفر"، ووصفها بأنّها جحيم قصير المدى على مستوى الأقاليم، تلته فترة طويلة من تبريد ساد الكرة الأرضية.

الكويكب "أحرق الديناصورات، ثم جمّدها. لم تفن تلك المخلوقات الضخمة يومذاك، لكنّ كثيراً منها مات".

يستند البحث، الذي نُشر في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences"، إلى أبحاث سابقة أجرتها "مدرسة جاكسون لعلوم الأرض" بيّنت كيف تشكّلت الحفرة وكيف تعافت الحياة بسرعة في موقع الارتطام.

تولّدت غالبية المواد التي ملأت الحفرة في غضون ساعات من الارتطام في موقع الصدم، أو جُرفت بمياه البحر المتدفّقة من خليج المكسيك المجاور إلى الحفرة.

في يوم واحد فقط تراكم حوالي 425 قدماً (= حوالي 130 متراً) من المواد الرسوبية، ويُعدّ ذلك أحد أعلى المعدلات التي تطرأ على السجل الجيولوجيّ على الإطلاق.

يعني ذلك المعدل الفائق من التراكم أنّ الصخور سجّلت ما كان يحدث في البيئة داخل الحفرة وحولها في الدقائق والساعات التي تلت الارتطام، ويقدّم أدلة على الآثار طويلة الأمد لضربة الكويكب.

يقدِّم البحث تفاصيل عن كيف أشعل الانفجار الناجم عن الارتطام الأشجار والنباتات الممتدة على بعد آلاف الكيلومترات، وسبّب سونامي هائلا وصل إلى أراض بعيدة تشكل الولاية الأميركية إلينوي حالياً (أكثر من 500 ميل= 804. 672 كيلومترات).

داخل الحفرة، بالإضافة إلى الفحم، وجد فريق البحث علامة بيولوجيّة كيماويّة مرتبطة بفطريات التربة داخل طبقات الرمال التي تظهر علامات على ترسّبها بواسطة مياه متجددة أو فوقها قليلاً. يشير ذلك إلى أنّ المشهد المتفحّم قد غرق بسبب السونامي، ثم سُحب إلى الحفرة التي تراجعت فيها مياه الفيضانات.

وقال جاي ميلوش الأستاذ في جامعة بوردو والخبير في الفوهات الصدمية، إنّ العثور على أدلة على حرائق الغابات يساعد العلماء على إدراك أنّ فهمهم لتأثير الكويكب على الطريق الصحيح.

أضاف ميلوش، الذي لم يشارك في الدراسة "كان يوماً بالغ الأهمية في تاريخ الحياة، والاكتشاف الأخير توثيق واضح جداً لما حدث في منطقة الانفجار".

واحدة من أهم النتائج التي توصّل إليها البحث نقص الكبريت في العينات الأساسيّة. تمتلئ المنطقة المحيطة بالفوهة الصدمية بالصخور الغنيّة بالكبريت. ولكن لم يكن في نواة الحفرة أيّ كبريت.

يدعم الاكتشاف الأخير نظرية أن اصطدام الكويكب بخّر المعادن الحاملة للكبريت الموجودة في موقع الصدم وأطلقها في الجو، وحمل الفوضى إلى مناخ الأرض، عاكساً ضوء الشمس بعيداً عن الكوكب ومتسبِّباً بتبريد كليّ.

ويقدِّر الباحثون أنّ زهاء 325 مليار طن متريّ من الكبريت أطلق جراء الارتطام. يعادل ذلك نحو أربعة أضعاف الكمية التي أخرجها بركان عام 1883 في كراكاتوا، وهو حدث أدى إلى تبريد مناخ الأرض بمعدل 1 درجة مئوية لمدة خمس سنوات.

على الرغم من أنّ ارتطام الكويكب سبِّب دمارا شاملا على مستوى الأقاليم على سطح الكرة الأرضية، فقد كان ذلك التغيّر المناخيّ العالميّ ما سبّب الانقراض الجماعيّ للمخلوقات، مؤديّاً إلى هلاك الديناصورات إلى جانب معظم أشكال الحياة الأخرى على الكوكب في ذلك الوقت.

ختم البروفيسور جوليك "لا بدّ من أنّ يكون القاتل جوِّياً. تأثير الغلاف الجويّ هو الطريقة الوحيدة لحصول انقراض جماعيّ عالميّ كهذا".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم