Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا بعد دعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة؟

يفشل عديد من القرارات الأممية بغض النظر عن وضعها القانوني

اجتماع مجلس الأمن في شأن قرار وقف إطلاق النار في غزة  (أ ف ب)

ملخص

من غير المرجح أن يتخذ مجلس الأمن أي إجراء ضد إسرائيل أو "حماس" إذا لم ينفذ أي منهما قرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن

بعد يومين من اعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لقرار يطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" والإفراج عن الرهائن، لم تتوقف الحرب في قطاع غزة ولم تفرج الفصائل المسلحة الفلسطينية عن أي رهينة.

وفي ما يلي تفاصيل تنفيذ القرار:

ماذا فعلت الولايات المتحدة؟

تخلت الولايات المتحدة عن نهجها المعتاد في توفير الحماية لحليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة بالامتناع عن التصويت، أول من أمس الإثنين، بدلاً من استخدام حق النقض (الفيتو). لكن واشنطن وصفت نص القرار الموجز بأنه "غير ملزم".

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، الإثنين، إن الولايات المتحدة تؤيد بشكل كامل "بعض الأهداف الحاسمة في هذا القرار غير الملزم"، لكنها لا توافق على كل ما ورد في النص - الذي لم يندد بـ"حماس" أيضاً.

وأثار هذا رد فعل فوري من أعضاء مجلس الأمن الآخرين ودول أعضاء في الأمم المتحدة وجماعات لحقوق الإنسان وتساؤلات حول كيفية تأثيره في جهود واشنطن لمعالجة الأزمات العالمية الأخرى بالأمم المتحدة.

 

هل القرار ملزم قانوناً؟

بموجب الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة "يوافق أعضاء الأمم المتحدة على قبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها". وقد استشهد عديد من الدول الأعضاء بهذا (المادة 25) في الرد على التعليقات الأميركية.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، الإثنين الماضي، "جميع قرارات مجلس الأمن قانون دولي. لذلك إلى هذا الحد، فهي ملزمة مثل القانون الدولي". وأضاف "في نهاية المطاف، التنفيذ هو مسألة إرادة دولية".

وقال نيت إيفانز المتحدث باسم ليندا توماس جرينفيلد لـ"رويترز"، أمس الثلاثاء، إن القرار "لا ينشئ التزامات جديدة بموجب القانون الدولي، مثل ما يفعله المجلس عندما يفرض عقوبات إلزامية".

وأضاف "ومع ذلك، وعلى رغم أن القرار يفتقر إلى بنود ملزمة، فإن جميع قرارات مجلس الأمن لها وزن كبير ويجب تنفيذها".

ماذا سيحدث إذا لم يُنفذ القرار؟

يتمتع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالقدرة على فرض العقوبات والتفويض باستخدام القوة العسكرية للحفاظ على السلام والأمن الدوليين أو استعادتهما.

مثل هذا الإجراء يتطلب اتخاذ قرار. ويتطلب اعتماد القرار موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن غير المرجح أن يتخذ المجلس أي إجراء ضد إسرائيل أو "حماس" إذا لم ينفذ أي منهما القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان الذي ينتهي خلال أسبوعين، وإطلاق سراح الرهائن.

وقال مدير شؤون الأمم المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية ريتشارد جوان، "في الواقع، من الضروري للأسف الاعتراف بأن عديداً من قرارات المجلس تفشل بغض النظر عن وضعها القانوني".

وأضاف "لقد تجاهلت الأطراف المتحاربة في جميع أنحاء العالم أو تظاهرت فقط بتأييد دعوات الأمم المتحدة السابقة لوقف إطلاق النار".

ما التداعيات المحتملة لوجهة نظر الولايات المتحدة؟

تقول جماعات لحقوق الإنسان إن ادعاء الولايات المتحدة بأن قرار الإثنين، غير ملزم وقد يخلق مشاكل في المستقبل.

وقال لويس شاربونو، مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن الموقف الأميركي "يخاطر بجعل الدول أقل احتمالاً للامتثال للقرارات، وهذا يشمل القرارات التي تريد الولايات المتحدة تنفيذها".

وقالت شيرين تادرس، مسؤولة شؤون الأمم المتحدة بمنظمة العفو الدولية، إن ميثاق الأمم المتحدة واضح في شأن الطبيعة الملزمة لقرارات مجلس الأمن، وأضافت "لا أذكر أنني سمعت الويلات المتحدة تشكك في تلك الطبيعة الملزمة عندما يتعلق الأمر بالقرارات الأخرى المعتمدة في شأن سوريا على سبيل المثال".

وقالت "ما فعلته الولايات المتحدة لم يجعل تنفيذ القرار الذي كان من شأنه أن ينقذ حياة الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر صعوبة فحسب، بل إنه قوض النظام الدولي برمته أيضاً".

ما رأي الدول الأربع الأخرى التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن؟

السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير قال أمام اجتماع لمجلس الأمن في شأن الشرق الأوسط، الثلاثاء، "يجب أن يطبق هذا القرار من قبل الجميع، كما تنص على ذلك المادة 25 من الميثاق".

وخلال الاجتماع نفسه، تساءل سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عما إذا كان وصف واشنطن للقرار بأنه غير ملزم يعني أن الولايات المتحدة "لم تعد تعتبر نفسها ملزمة بأحكام ميثاق الأمم المتحدة".

 

وقال "إذا كان الأمر كذلك، فلا فائدة من مناقشاتنا في القاعة على الإطلاق. فقد قال أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن صراحة إنه لا يقبل ميثاق منظمتنا".

وتعرضت روسيا نفسها للتوبيخ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتهاكها ميثاق الأمم المتحدة بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. واستخدمت روسيا حق النقض لمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي إجراء ضدها في شأن أوكرانيا.

وقال نائب سفير الصين لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ، أمس الثلاثاء، إن قرارات المجلس ملزمة و"هذا ليس موضع شك أو تحدٍ".

وأضاف أن البيان الأميركي بأن قرار الإثنين، غير ملزم "يجعلنا نشكك في الإرادة السياسية وصدق الولايات المتحدة".

ورداً على سؤال عما إذا كان القرار ملزماً، قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، الإثنين، "هذا القرار يحتاج إلى التنفيذ على الفور. إنه يبعث برسالة واضحة من المجلس، رسالة مجلس موحد، ونتوقع تنفيذ جميع قرارات المجلس. هذا (القرار) ليس مختلفاً".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات