ترمب بين أكبر 500 ملياردير في العالم للمرة الأولى

يبدو أن الحظ يبتسم مرة أخرى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إذ دفع إدراج مجموعته الجديدة للتواصل الاجتماعي في البورصة الأميركية لمضاعفة ثروته، وإدخاله للمرة الأولى في قائمة أغنى 500 شخص في العالم، التابعة لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات.

وارتفع صافي ثروة ترمب بنحو 4 مليارات دولار في يوم واحد، أمس الإثنين، وأصبحت ثروته تقدر بـ6.5 مليار دولار.

بيع أسهم شركته

وكان ترمب بحث الأسبوع الماضي في بيع أسهم مجموعته "ترمب ميديا أند تكنولوجي" المالكة لتطبيق "تروث سوشال" التي أطلقها عام 2022 بعد حظره في منصات التواصل الاجتماعي. وحققت صفقة بيع أسهم مجموعته مكاسب هائلة لترمب، بعد تقييمها بنحو 6.8 مليار دولار، إذ ستدرج في بورصة "ناسداك" للمرة الأولى اليوم الثلاثاء.

وترمب هو رئيس مجلس إدارة الشركة والمساهم المهيمن على غالب أسهم الشركة التي اندمجت مع شركة "ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب" بغرض الإدراج.

وارتفعت أسهم شركة "ديجيتال وورلد" بنسبة تزيد على 35 في المئة لتبلغ نحو 50 دولاراً للسهم، وعند هذا التقييم، تقدر حصة ترمب بـ4 مليارات دولار، علماً أن هناك قيوداً قد تمنعه من عملية البيع أو الاقتراض مقابل قيمة هذه الأسهم لأشهر بحسب قوانين تنظيم الإدراجات لكبار الملاك في "وول ستريت".

حكم الاحتيال

وكان ترمب يسرع في عملية إدراج الشركة كخيار أمامه لمواجهة حكم من محكمة في نيويورك، يتهمه بالاحتيال في تضخيم ثروته، وإلزامه بدفع نحو نصف مليار دولار بحلول أمس الإثنين، لكن المحكمة وافقت بوقف موقت لتنفيذ الحكم. وواجه ترمب أزمة حقيقية إذ رفضت بنوك وشركات تأمين أن توفر له ضمانة لتقديمها للمحكمة بسبب صعوبة تسييل أصوله التي تتكون معظمها من العقارات المضخمة أسعارها بحسب المحكمة. وكان من المتوقع أن يجري الاستيلاء على الأصول العقارية في حال لم يؤمن سندات تغطي 120 في المئة من مبلغ الحكم.

إنقاذ من الإفلاس

وتردد أن ترمب قد يفلس كخيار أمامه لمنع المحكمة من الاستيلاء على الأصول في حال عدم تأمين المبلغ، لكن أنقذ في اللحظات الأخيرة بتأجيل الحكم الذي يبدو أنه سيستعد له مع حصوله على المليارات الجديدة من بيع أسهمه في شركته للتواصل الاجتماعي.

وكان وجود خيار بيع أسهمه رفع سهم شركة "ديجيتال وورلد" بنسبة 170 في المئة خلال الأشهر الستة الماضية.

وكثير من المستثمرين في شركة ترمب مستثمرون صغار، إما يحاولون دعم ترمب أو يهدفون إلى الاستفادة من هوس إدراج الشركات التكنولوجية، وساعد هؤلاء المساهمون السهم على الزيادة بأكثر من الضعف هذا العام تحسباً لعملية الاندماج.

تقييم مبالغ

وحذر محللون في "وول ستريت" من أن السوق تبالغ في تقدير قيمة شركة "ترمب ميديا" بالنظر إلى الأصول، إذ حققت الشركة إيرادات بقيمة 3.4 مليون دولار فقط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وفقاً لإيداعات هيئة الأوراق المالية والبورصات، وسجلت الشركة خسارة صافية قدرها 49 مليون دولار خلال تلك الفترة، بعد أن اضطرت إلى دفع 37.7 مليون دولار كمصروفات فائدة.

ومن ناحية أخرى، تتقلص قاعدة مستخدمي شركة "تروث سوشال" أكثر من قاعدة مستخدمي شركة "إكس"، إذ انخفض عدد المستخدمين النشطين شهرياً لـ"تروث سوشال" في الولايات المتحدة بنسبة 39 في المئة على أساس سنوي.

ووفقاً لمعلومات قدمتها الشركة أشارت إلى ارتفاع معدل الفشل لمنصة التواصل الاجتماعي الجديدة، إضافة إلى توقعات الشركة بأنها ستخسر أموالاً في عملياتها "في المستقبل المنظور".

أزمة شركة ترمب

وتقدر شركة الأبحاث "سيم ويب" أن تطبيق "تروث سوشال" كان لديه ما يقارب 5 ملايين مستخدم نشط للهواتف المحمولة والويب في فبراير (شباط) الماضي، وهذا أقل بكثير من منصة "تيك توك" التي يزيد مستخدموها النشطون على المليارين، و"فيسبوك" التي يبلغ مستخدموها 3 مليارات.

تتلخص مشكلة تطبيق "تروث سوشال" في ارتباطه بصورة رئيسة على حضور ترمب، مما يجعل التطبيق في خطر كبير في حال غاب عنه ترمب لأي سبب كان.

جرى إطلاق "تروث سوشال" في فبراير 2022، بعد عام واحد من حظر ترمب من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسة في أعقاب هجوم السادس من يناير (كانون الثاني) على مبنى الكابيتول الأميركي، وعلى رغم إعادته إلى منصة "إكس" و"فيسبوك" فإنه واصل توجيه خطاباته في "تروث سوشال".