Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيليون: حرب غزة تدار تلقائيا و"النصر الحتمي" كذبة

الجيش لن يدخل إلى غزة ولن يوسع القتال ضد "حزب الله" من دون موافقة الولايات المتحدة

مركبات عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود مع غزة (رويترز)

ملخص

أفاد تقرير إسرائيلي بانتشار 3 ألوية في غزة، مشيراً إلى أنه داخل القطاع تعمل الآن القوة العسكرية الأصغر منذ بداية الحرب

خلال زيارته معسكر عوفر في شمال القدس، أمس الأحد، تحدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جديد واشنطن بتهديداته في شأن رفح وتكثيف الحرب، معلناً أنه لن يخضع للضغوط الدولية وسيدخل إلى رفح ويكمل المهمة. وقال، "بصفتي رئيساً للحكومة الإسرائيلية فإنني أتصدى لهذه الضغوط، سأواصل التصدي للضغوط، وسندخل إلى رفح لنكمل القضاء على بقية الكتائب الحمساوية، وسنعيد الأمن وسنحقق النصر المطلق لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل وسنبذل قصارى جهودنا في سبيل إطلاق سراح جميع المختطفين. إنها مهمة مقدسة، ونحن عاقدو العزم على النصر بمعنى تحقيق النصر المطلق".

حديث نتنياهو جاء بعد تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الأحد مع شبكة "أي بي سي" حول رفح حذرت خلالها من عواقب أميركية على إسرائيل في حال قررت اجتياح المدينة. وقالت، "كنا واضحين في محادثات متعددة مع إسرائيل وبكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأً فادحاً. لقد درسنا الخرائط ولا يوجد مكان يذهب إليه النازحون من رفح".

وإذا كان التهديد والتحذير جاءا من واشنطن والمجتمع الدولي فإن التهديد الأخطر من سياسة نتنياهو جاء من داخل إسرائيل من شخصيات تدرك جيداً طبيعة الوضع وتدرك تفاصيل حرب "طوفان الأقصى"، وهي على اطلاع إلى أي مدى نجحت إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب.

فمنذ اقتحام مستشفى الشفاء لم تتوقف تصريحات القيادتين السياسية والعسكرية، تحديداً نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذين تفاخروا بإنجازات الجيش وتقدمه في غزة، وسط عدم تأكيد تصفية شخصيات من قيادة "حماس". هذه التصريحات التي أظهرت وكأن إسرائيل وصلت بعد دخول الشهر السادس من الحرب إلى مراحل متقدمة من الإنجازات وما ينقصها هو اجتياح رفح، أثارت ردود كثر ممن كانت لهم تجربة كبيرة في الجيش والأجهزة الأمنية الذين خرجوا بتصريحات لا تعكس فحسب عدم تحقيق الجيش لإنجازاته في غزة، بل تؤكد ما سماه البعض كذب التقارير والتصريحات، وبأن الوضع حتى في مستشفى الشفاء يدل على أن حركة "حماس" ما زالت هي "المسيطرة".

الحرب أضاعت الطريق

وجاءت الانتقادات الواضحة والحقيقية من شخصيات لها تجربة كبيرة سابقة في العمل العسكري والأمني، مثل اللواء احتياط يسرائيل زئيف الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش الذي أثارت تصريحاته ردوداً غير مسبوقة واعتبر مسؤول سياسي أنها خلطت الأوراق بين متخذي القرار. ففي حين أعلن الجيش أنه حقق إنجازاً كبيراً في مستشفى الشفاء وقام باعتقال أكثر من 800 عنصر من "حماس" وقتل العشرات، اعتبر زئيف أن ما تكشف من العملية في مستشفى الشفاء يؤكد "أن السيطرة العملية على الأرض بقيت بيد (حماس)، وهذا يعني أنه لا يوجد فراغ. صحيح أن (حماس) تضررت في هيكلها العسكري، ومما لا شك فيه أنه تم القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن ليس على كل مقاتليها فما زال هناك الآلاف منهم". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر زئيف من الوضعية الحالية للحرب، إذ قال، "لا يمكن إدارة حرب بهذه الصورة، فالحرب لم تعد تدار من قبل أحد، إنما تدار من ذاتها، الجيش الإسرائيلي يعرف ماذا يفعل، يستيقظ في الصباح، يبحث عن (الإرهابيين) ويذهب لقتلهم، لكن الحرب كحرب أضاعت الطريق. ليس لها أهداف ولا اتجاه".

"الرأي العام ضدنا"

ودعا القيادة إلى الكف عن التصريحات البعيدة عن الواقع، خصوصاً في ما يتعلق بالترويج لتحقيق إنجازات، وقال، "لقد أمضينا أكثر من خمسة أشهر في هذه الحرب من دون هدف سياسي متوقع. ما حدث لنا ليس فقط ظاهرة (حماس)، بل عدم اتخاذ القرار، وهذا هو الأخطر".

وفي أعقاب التهديدات الأميركية والتحذيرات الدولية والمقاطعة لإسرائيل قال زئيف إن "إسرائيل موجودة في خضم أزمة دولية خطرة للغاية. لا أذكر مثلها. إنها لا تنبع فقط من الافتقار إلى الدبلوماسية العامة، بل إن إسرائيل في خضم أزمة عميقة نتيجة لغياب سياسة يتوجب أن تتبعها القيادة"، وأضاف محذراً من وضعية إسرائيل بالعالم في أعقاب ما يقوم به الجيش في غزة "في العالم لا يعرضون صور (القناة 12) كيف يقوم الجيش الإسرائيلي بعمل بطولي في مستشفى الشفاء، إنما يعرضون فحسب صور الأزمة الإنسانية والدمار والخراب، والرأي العام في العالم ضدنا. أما الولايات المتحد فهناك حدود لما هي على استعداد لاحتوائه وتحملنا".

وفي تطرقه لرفح والضغوط الأميركية وإذا ما يمكن لإسرائيل أن تقنع واشنطن بتنفيذ عملية هناك، أجاب بصورة قاطعة، "لا، لأننا نحن أنفسنا لسنا مقتنعين بهذه العملية. إذا كانت رفح مهمة جداً، لماذا لم ننفذ العملية حتى الآن وأبقيناها للنهاية؟ غير معقول أن تأتي القيادة وتجعل رفح كما لو كانت معركة برلين، فلا يمكن شرح ذلك للأميركيين عندما تعرف أن هذه ليست القصة. بالطبع يجب تفكيك كتائب (حماس)، ولكن يمكن القيام بذلك في إطار نزع السلاح".

"لن نقاتل إذا رفضت واشنطن"

اللواء احتياط نمرود شيفر الرئيس السابق لشعبة التخطيط في هيئة الأركان أعلن في أعقاب تهديدات نتنياهو المستمرة حول اجتياح رفح أن الجيش لن يدخل إلى غزة ولن يوسع القتال ضد "حزب الله" من دون موافقة الولايات المتحدة، بل أكد أن الحرب على الشمال غير مطروحة على طاولة أبحاث متخذي القرار. وأشار في مقابلة إذاعية أن الجيش قد ينفذ عمليات عسكرية صغيرة جداً ومركزة، "لكن لن يبدو أي شيء فيها مشابهاً لما جرى في الأشهر الخمسة الأخيرة في قطاع غزة، إذا قال الأميركيون لنا لا".

وانتقد نتنياهو مباشرة قائلاً "القول إننا سنقاتل في رفح على رغم أنفكم، هذه كلمات موجهة بنظري من أجل إرضاء قاعدته الانتخابية، ولا يوجد لها أي أساس في الواقع. كما أن نتنياهو يعلم أن هذا غير صحيح، وحتى إنها رسالة كاذبة. وأعتقد أن قادة الجيش الإسرائيلي يعرفون ذلك جيداً. فهم يعلمون أن الجيش لا يقاتل عندما يقول الأميركيون لا".

واستبعد شيفر توسيع القتال ضد "حزب الله" إلى حرب شاملة، وأكد أن "هذه الإمكانية ليست مطروحة على الطاولة".

"النصر الحتمي"

الناطق الرسمي السابق بلسان الجيش رونين مانليس الذي استدعي بعد نشوب الحرب للخدمة وعاد لتوه من القتال وضع قائمة طويلة من "كذب القيادة" في تصريحاتها.

يقول مانليس، "أشعر بعدم الارتياح وأنا أصف ما يحدث الآن في قطاع غزة بالحرب، فهناك عدد قليل جداً من الألوية داخل القطاع. معظم القطاع من دون جيش، وما زالوا يقولوا لنا هناك حرب، وهذا خداع للجمهور. إن مفهوم النصر الحتمي الذي دخل حياتنا، هو أيضاً خداع أكبر للجمهور، لأنهم يقولون لنا إنه سيأتي اليوم وسنحقق انتصاراً حتمياً في غزة، هذه كذبة بالمطلق"، ويتساءل مانليس، "لماذا كذبة؟"، ليرد قائلاً، "لأنه لا توجد قدرة لإسرائيل على إخفاء حركة (حماس)، في عملية استمرت بضعة أشهر فقط. إنها كذبة أن يقولوا لنا إن الأمر سيستغرق أشهراً. إنها كذبة أن يقولوا لنا إن الأمر سيستغرق أسابيع. والكذبة الأكبر هي أن القوات العاملة في غزة قليلة ولا تتوافق مع هذه المهمة".

وبحسب تقرير إسرائيلي، تنتشر في القطاع ثلاثة ألوية ونصف لواء فحسب. عملياً، داخل القطاع تعمل الآن القوة العسكرية الأصغر منذ بداية الحرب. والعملية في خان يونس قلصت بصورة كبيرة، ومعظم القوات التي قاتلت هناك خرجت للاستراحة خارج القطاع. في الوقت نفسه يسيطر لواء "ناحل" على الممر الذي يقسم القطاع في وادي غزة، في الوقت الذي يقود فيه الطاقم القتالي للواء 401 الهجوم على مستشفى الشفاء.

المزيد من تقارير