Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرضى السرطان يخشون أن تعيدهم إسرائيل إلى غزة

أتموا علاجهم في مستشفيات تل أبيب وينتظرون قراراً من المحكمة العليا للبت في عودتهم لـ"التهلكة" بالقطاع

مصابو السرطان ينتظرون في فندق صغير قرب مستشفى الأوغستا فيكتوريا - المطلع بالقدس الشرقية (أ ف ب)

ملخص

المحكمة العليا علقت تنفيذ قرار عودتهم في اللحظة الأخيرة بناءً على التماس رفعته منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" وطلبت السلطات مهلة حتى الـ21 من أبريل المقبل لتقديم مرافعاتها

ينتظر مرضى سرطان من غزة أتموا علاجهم في مستشفيات إسرائيلية قراراً من المحكمة العليا في الدولة العبرية سيبت في شأن إعادتهم إلى القطاع، حيث تتواصل حرب مدمرة منذ أكثر من 5 أشهر وينتشر الجوع.

وبعد أكثر من ستة أشهر من العلاج في القدس الشرقية المحتلة وتل أبيب، لم يعد نحو 20 مريضاً في حاجة إلى البقاء في المستشفى، وتعتزم السلطات الإسرائيلية إعادتهم إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقالت هيئة "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية في بيان إن "المرضى الذين لم يعودوا في حاجة إلى علاج طبي مستمر يجب أن يعودوا إلى قطاع غزة"، لكن المحكمة العليا علقت تنفيذ هذا القرار في اللحظة الأخيرة، بناءً على التماس رفعته منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، وطلبت السلطات مهلة حتى الـ21 من أبريل (نيسان) المقبل لتقديم مرافعاتها.

وفي فندق صغير قرب مستشفى الأوغستا فيكتوريا - المطلع في القدس الشرقية، ترتسم علامات القلق على وجه ريم أبو عبيدة التي خضعت لعلاج إشعاعي لإصابتها بسرطان الثدي.

ومثل العشرات من سكان غزة قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سمح لريم بالخروج من غزة لتلقي العلاج في القدس في ظل عدم توفر المعدات اللازمة في القطاع.

وبصوت مرتجف، قالت المرأة الأربعينية التي دمر منزلها في مدينة خان يونس بجنوب القطاع جراء القصف الإسرائيلي "هذا الأسبوع، قالوا لنا فجأة أن علينا العودة إلى غزة، إنهم يرسلوننا إلى الجحيم والتهلكة".

في الغرفة المجاورة، كانت منال أبو شعبان، وهي من سكان مدينة غزة، ترص الطعام في حقيبتها، مؤكدة أنها وضعت فيها كميات من "الرز والسكر وكل الأشياء المحرومين منها هناك، أتمنى ألا يمنعوني من إيصالها".

ولا تعارض منال التي تعالج أيضاً من سرطان الثدي، العودة، لكنها قالت "أريد أن أعود، لكن إلى بيتي، داري، إلى غزة الشمال، ليس رفح أو الجنوب، لا أعرف أحداً هناك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حال تقررت إعادة هؤلاء الغزيين، فالأرجح أن يتم ذلك عبر معبر كرم أبو سالم الواقع في جنوب القطاع على بعد أكثر من 30 كيلومتراً من مدينة غزة.

ودمرت الحرب مناطق واسعة في شمال القطاع ونزح القسم الأكبر من سكانه إلى الجنوب، خصوصاً مدينة رفح التي وصل إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين هرباً من القتال والدمار، ويقيم قسم كبير من هؤلاء في ظروف مأسوية.

وعند سؤاله عن مصير مرضاه في حال إعادتهم إلى غزة، صمت مدير مستشفى الأوغستا فيكتوريا الطبيب فادي مزيد لبرهة قبل أن يقول بنبرة المغلوب على أمره "لا أعرف، سيعودون إلى منطقة حرب، وسيعيشون في ظروف كارثية، دون إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية، ومن دون متابعة طبية". وأضاف "الوضع في غزة يفوق الوصف، قلنا إننا لا نعتقد أن إعادتهم هو الإجراء الصحيح، ولكن في النهاية، لسنا نحن من يقرر". وتابع الطبيب "إن هؤلاء المرضى في حالة ارتباك، من ناحية يريدون لم شملهم مع عائلاتهم، حتى في هذه الظروف التي لا يمكن تصورها، ومن ناحية أخرى، هم خائفون من العودة إلى مكان لن يجدوا فيه العلاج، وحيث سيكونون معرضين لخطر الموت جراء السرطان أو الحرب".

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة "حماس" في جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1160 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وما زال نحو 130 رهينة، يعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم، محتجزين في القطاع، وفق التقديرات الإسرائيلية، من أصل نحو 250 تعرضوا للخطف أثناء الهجوم.

وأدى القصف والهجوم البري الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 32 ألف شخص في قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس". كما تسببت الحرب بانهيار في النظام الصحي في قطاع غزة، واستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الطبية متهماً "حماس" باستخدامها كمراكز عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

ووفق الأمم المتحدة، يعمل أقل من ثلث المستشفيات في القطاع بصورة جزئية.

كان أحمد سعيد، وهو مريض في الـ60 من العمر تلقى العلاج في مستشفى أوغوستا فيكتوريا، يعيش قرب مجمع الشفاء الطبي، وهو الأكبر في مدينة غزة، لكن المجمع والأحياء المحيطة به تتعرض منذ أيام للقصف والغارات والاقتحامات، وفق شهادات السكان، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الإثنين الماضي بدء عملية عسكرية في المنطقة.

وقال سعيد إن منزله دمر، وإن بعض أفراد عائلته نزحوا إلى رفح، وهو يريد الذهاب إلى كندا حيث تعيش ابنته، وليس إلى غزة، وسأل "لماذا يريدون نقلنا إلى مكان خطر؟".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات