Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تلتف على العقوبات الغربية في آسيا

تسعى موسكو إلى بعث خطوط التجارة الموروثة من الاتحاد السوفياتي

لجأت روسيا إلى سكك الحديد للإفلات من قبضة العقوبات (لودستار.كوم)

ملخص

نجحت موسكو في الإفلات من براثن العقوبات الغربية من طريق اللجوء إلى دول الجوار الآسيوي

نشرت "نيويورك تايمز" تقريراً عن القنوات التجارية الخلفية التي تلجأ إليها موسكو للتفلت من القيود الغربية، وهو ما استقطب الأنظار في الصحافة الغربية أخيراً. فروسيا نجحت في الإفلات من عواقب العقوبات الغربية على اقتصادها. كيف ذلك؟ بالاعتماد على "جيرانها" في جوارها الآسيوي القريبة. وتناول مراسل "نيويورك تايمز" إيفان نيتشيبورينكو النهج الروسي، وأشار إلى أن موسكو وطدت علاقاتها مع الدول الأكثر استعداداً للتعامل معها، تحديداً الصين في الشرق، والهند ودول الخليج في الجنوب، ولكنها لا تزال تشعر بالريبة من شركائها الجدد.

وأبرز عقد ما سماه مراسل "نيويورك تايمز" "الخط الجنوبي" هو خط سكة حديد بطول 100 ميل بقيمة 1.7 مليار دولار من المقرر أن يبدأ شقه هذا العام، وسيكون الرابط الأخير في الطريق بين الموانئ الروسية والإيرانية على الخليج العربي - مما يوفر سهولة الوصول إلى وجهات مثل مومباي، مركز التجارة الهندي. وصادقت موسكو على إقراض إيران 1.4 مليار دولار لتمويل المشروع.

وكانت موسكو وجدت عدداً من السبل للالتفاف على القيود التجارية الغربية، إذ استوردت سلعاً الآلات من الهند والأسلحة من إيران ، فضلاً عن مجموعة من السلع الاستهلاكية. وتوفر هذه السلع حيوية في عين موسكو لتظهر للروس أنها قادرة على الحفاظ على مستويات المعيشة خلال فترة الحرب.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الطريق الجديد سيختصر الوقت الذي تستغرقه السلع لبلوغ مومباي من سانت بطرسبرغ إلى 10 أيام فقط، عوض 30 إلى 45 يوماً الآن. ويصفه المسؤولون الروس هذا الطريق  بأنه "مشروع ثوري خارق" سينافس قناة السويس.

كما أنه سيكمل الطرق التجارية الروسية تجاه الصين، وهي أكبر شريك تجاري لها حالياً، إذ تصل تلك الطرق إلى طاقتها الفائضة. منذ عام 2021، قبل الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، ارتفعت تجارة روسيا مع الصين بنحو 63 في المئة، إلى أكثر من 240 مليار دولار في عام 2023، وفقاً للأرقام الصينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزدهر التجارة أيضاً مع الهند، إذ ارتفعت إلى 65 مليار دولار، أي أكثر من أربعة أضعاف ما كانت عليه في عام 2021. وتجاوزت تجارة روسيا مع كلا البلدين في عام 2023 معدلات تجارتها قبل الحرب مع الاتحاد الأوروبي، التي بلغت 282 مليار دولار في عام 2021.

وسيربط خط السكة الحديد الجديد بين مدينتين إيرانيتين، أستارا ورشت، ويربط المسارات بين إيران وأذربيجان شمالاً، ثم بشبكة السكك الحديدية الروسية. ويتوقع أن ينتهي هذا المشروع في عام 2028.

ومن خلال المنشآت الإيرانية في الخليج، سيكون يسيراً على التجار الروس بلوغ  الهند، وكذلك إلى وجهات في الخليج العربي وباكستان.

لقد أصبح الطريق التجاري عبر القوقاز وآسيا الوسطى وعبر بحر قزوين إلى إيران طريقاً يعتد به في حسابات روسيا في الأشهر الأخيرة، وفقاً لقائمة لويدز المتخصصة في الأخبار والاستخبارات البحرية.

وفي عام 2023، زادت أحجام التجارة عبر الطريق بنسبة 38 في المئة مقارنة بعام 2021، وفقاً لأندريه ر. بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الاقتصاد، ويمكن أن تتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030.

وإضافة إلى الخط الذي يمر عبر إيران، تريد روسيا استئناف العمل بخط السكك الحديدية السوفياتي القديم الذي كان يربط موسكو بإيران وتركيا عبر أرمينيا وجيب ناخيتشيفان الأذربيجاني. وطوى النسيان هذا الخط السكة الحديد في مطلع التسعينيات إثر اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان وانفراط عقد الاتحاد السوفياتي. والخلافات بين هذين البلدين قد تحول دون أن تؤتى ثمار هذا المشروع.

وتأمل روسيا أن يشغل خط السكة الحديد في غضون سنوات قليلة، لكن المشروع لا ينفك من تعقيدات الجغرافيا السياسية الشائكة في المنطقة وقد لا يبصر النور أبداً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير