Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لإنقاذ غزة أم لإخلائها... ماذا نعرف عن ميناء بايدن؟

تراه واشنطن أفضل الحلول لدرء المجاعة وإسرائيل ترحب والأمم المتحدة تحذر من "مخطط خبيث" فيما الفلسطينيون منقسمون

سفينة الإغاثة الإسبانية Open Arms راسية في ميناء لارنكا القبرصي قبل الإبحار إلى غزة (أ ف ب)

ملخص

في بدايته كان مقترحاً إسرائيلياً هدفه تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإن تمت الإشارة وقتها إلى إمكان استخدام هذا الممر لأغراض التهجير.

في إطار إيجاد حل لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ومواجهة العراقيل أمامها، تبنى الرئيس الأميركي جو بايدن خطة بناء رصيف بحري موقت على ساحل القطاع، وكلف جيش بلاده تنفيذ المهمة بأسرع وقت ممكن.

وجاءت خطوة إنشاء رصيف بحري بعد تراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الحدود البرية، والتي عادة ما تدخل من معبري رفح الحدودي مع مصر وكرم أبو سالم الإسرائيلي، وكلاهما يقعان في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع، وأيضاً بسبب عدم ملاءمة وكفاية المعونات التي تسقطها الدول من الجو.

وتعزو منظمات الإغاثة ضعف تدفق المعونات إلى غزة لقيود إسرائيلية على المعبرين، لكن تل أبيب ترفض ذلك الاتهام وتقول إنها تسمح بدخول المساعدات من دون حد أقصى، وأن مشكلة مرور قوافل الغذاء تعود لضعف عمل وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وسرقة "حماس" وبعض المنظمات المسلحة لهذه الشاحنات.

أفضل الحلول

وعلى أية حال يقول بايدن إن "الرصيف البحري سيتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي ستصل إلى غزة من دون معوقات، كما سيتم تزويد الغزيين بمئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والمأوى والمياه كل يوم، ويضمن ذلك عدم حدوث مجاعة في القطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولضمان وصول المساعدات الإنسانية لغزة تعتقد الإدارة الأميركية أن تدشين رصيف بحري يعد أفضل حل مجرب، إذ تعد الأرصفة البحرية واحدة من الحلول قصيرة المدى في حالات الطوارئ، وتضمن الوصول إلى المناطق الصعبة وبخاصة في حال تعذر النقل البري.

وبحسب الخطة التي تحدثت عنها وزارة الدفاع الأميركية فإن واشنطن ستعمل مع المملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية وعدد آخر من الشركاء، بمن فيهم قبرص وإسرائيل، أثناء تدشين الرصيف البحري، وبعد بنائه ستعمل مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان غزة.

وسيتولى لواء النقل السابع بالجيش الأميركي، المتخصص في عمليات البناء والإنشاءات، عملية بناء الرصيف البحري في غزة، وسينفذ المهمة نحو 1000 جندي من دون أن يطأ أحدهم أرض قطاع غزة، وسيستغرق عملهم وقتاً لن يزيد على ستة أسابيع.

مسار الطريق

يبدأ الرصيف البحري من قبرص، وهي أقرب دولة في الاتحاد الأوروبي إلى غزة، إذ تبعد عنها 370 كيلومتراً فقط، وتم تحديد ميناء "لارنكا" كنقطة انطلاق للسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع، وبعد تجهيز السفن التي من المقرر أن يعمل مسؤولون أمنيون إسرائيليون على تفتيشها بميناء لارنكا، ستنطلق مباشرة إلى غزة رفقة طائرات مسيرة وحماية أمنية توفرها الدول الشريكة والجيش الإسرائيلي.

ولن تغير قوافل البواخر المحملة بالغذاء مسارها وستصل إلى غزة عبر ممر بحري أحادي الطريق، مما يعني أنها لن تتجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي القريب من القطاع لأغراض التفتيش.

 

 

وقرب غزة، وبالتحديد قبالة مدينة خان يونس جنوب القطاع، سيدشن رصيف بحري موقت بمساحة تبلغ ستة كيلومترات مربعة، وسيكون مصمماً بطريقة تضمن وصول جميع أنواع سفن المساعدات، ولن يقل عمق غاطسه عن 17 متراً.

وبعد أن تصل بواخر المساعدات تتولى سفن متوسطة الحجم مهمة نقلها على اليابسة، ومن هناك تنقل عبر شاحنات تابعة لمنظمات الإغاثة إلى داخل قطاع غزة، ولاحقاً ستعمل وكالات الأمم المتحدة على توزيع الغذاء بطريقتها للسكان.

مستشفى ومأوى

وتبلغ الكلفة الأولية للرصيف البحري نحو 35 مليون دولار تدفعها الولايات المتحدة، أما المساعدات فإنها ستصل من جميع دول العالم إلى قبرص ثم تنقل إلى قطاع غزة بشكل يومي، ولن يكون الرصيف البحري مجرد ممر لتدفق المساعدات الإنسانية وإنما سيضم مشافي عائمة تعالج جميع سكان القطاع، وبيوت إيواء أيضاً، لكنها لن تكون للغزين وإنما للطاقم الطبي والحراس والجهات الأمنية.

ويقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر إن "ميناء غزة سيكون موقتاً، وسنتولى مع إسرائيل الجانب الأمني، لكن لن تكون هناك قوات أميركية على أرض غزة، ونحن في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها".

 

 

ويضيف رايدر، "سنعمل على إغراق غزة بالمساعدات، ففي اليوم الواحد سنقدم مليوني وجبة غذائية، وهذا سيمنع حدوث المجاعة، وكذلك يسهم في تحسين جودة حياة المدنيين ويؤثر في خفض الأسعار".

وبمجرد إعلان بايدن عن الرصيف البحري، وفور طرح "البنتاغون" الخطة، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية جزيرة قبرص وأجرت محادثات من أجل إنشاء ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ويقول المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر إنه "بعد إجراء محادثات عميقة في شأن ممر المساعدات البحري سينفذ اختبار سريع مطلع هذا الأسبوع"، أي غداً الأحد.

أما من جهة قبرص فيقول المتحدث باسم الحكومة كوستانتينوس ليتمبيوتيس إن "استخدام ميناء لارنكا سيكون موقتاً، لكنه سيزيد حجم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، وقد طلبنا وشددنا على أن يكون الممر البحري باتجاه واحد كوسيلة لنقل المساعدات من دون انقطاع للمدنيين داخل القطاع الذي تشن عليه القوات الإسرائيلية حرباً متواصلة".

مخطط خبيث

وسريعاً رحبت إسرائيل بالخطوة الأميركية على لسان وزير خارجيتها يسرائيل كاتس الذي قال، "ندعم تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر البحر، ونحن لا نقاتل المدنيين وإنما هدفنا القضاء على ’حماس‘".

وفي الواقع يعد كاتس صاحب فكرة تدشين ممر بحري لغزة، إذ اقترحها في بداية الحرب على القطاع، واعتبر أن رصيف المساعدات يجعل من السهل على إسرائيل التحكم ومراقبة كل شيء يدخل ويخرج من غزة، لكنه ألمح وقتها إلى إمكان استخدام هذا الممر لأغراض التهجير.

 

 

وتمكن الوزير من زيارة قبرص وإقناع الحكومة فيها بالخطة، وتوصل حينها إلى اتفاق ومباركة من قبرص واليونان.

أما الأمم المتحدة التي تتولى توزيع المساعدات الإنسانية فإنها عارضت الفكرة، ويقول المقرر الأممي الخاص بالحق في الغذاء مايكل فخري، "سمعت أحداً يتحدث عن ممر بحري لكن هذا المقترح خبيث، فالولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعماً مالياً لإسرائيل"، مضيفاً "لم يطلب أحد رصيفاً بحرياً، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني، وهناك معابر برية يجب فتحها فوراً".

وبصرف النظر عن كل ما سبق فإن الفلسطينيين اتفقوا شعبياً على أن الرصيف اقتراح جيد ويحقق استقرار الوضع الإنساني، ولكن بصورة رسمية يرى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن "منع مرور المساعدات براً والسماح بتدفقها بحراً هدفه تكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير أبناء شعبنا".

أما "حماس" فقد رحب عضو مكتبها السياسي محمد نزال بكل سبل تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، معتبراً أن "أية خطوة من شأنها تخفيف حدة الجوع فهي إيجابية".

المزيد من متابعات