Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تختبر طريقا عسكريا إسرائيليا لتوصيل المساعدات إلى شمال غزة

الصين تصف حرب القطاع بأنها "وصمة عار على الحضارة" وأميركا ترى أن وقف النار ليس مستحيلاً

 قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الخميس أن 30800 فلسطيني على الأقل قُتلوا وأصيب 72298 آخرون جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأضافت الوزارة أن نحو 83 فلسطينياً قُتلوا وأصيب 142 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
في المقابل، قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون اليوم الخميس إن السويد دعت إلى عقد اجتماع مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى دول أخرى "لبحث الحاجة الملحة لتحسين آليات وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وكتب كريسترشون على منصة إكس دون تقديم المزيد من التفاصيل "يجب حماية حياة وصحة الأطفال في غزة".
وانهارت عملية تسليم المساعدات في القطاع الفلسطيني، ولا يدخل سوى جزء صغير من المواد الغذائية اللازمة، ولا يصل إلا القليل إلى المناطق الشمالية حيث تقول المستشفيات إن الأطفال بدأوا يموتون بسبب سوء التغذية.
وقال مسؤول إغاثي كبير بالأمم المتحدة إن المنظمة ستقيم، اليوم الخميس، كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم لقطاع غزة لتوصيل المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في شمال القطاع.

وتحذر الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، يمثلون ربع السكان، على حافة المجاعة.

وقال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية، إن المنظمة الدولية تضغط على إسرائيل منذ أسابيع لاستخدام طريق على السياج الحدودي مع غزة، وإنها تلقت قدراً أكبر من التعاون من تل أبيب، في الأسبوع الماضي.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 100 شخص قتلوا، الخميس الماضي، أثناء سعيهم للحصول على مساعدات من قافلة مساعدات بالقرب من مدينة غزة، معظمهم قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية. ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي كان يشرف على توصيل المساعدات الخاصة، إن معظمهم ماتوا في تدافع.

 

 

وقال ماكغولدريك للصحافيين "منذ الحادثة التي وقعت الأسبوع الماضي، أعتقد أن إسرائيل أدركت بوضوح مدى صعوبة تقديم المساعدة"، مضيفاً أن الأمم المتحدة شهدت "تعاوناً أكبر بكثير من إسرائيل نتيجة لهذا الإدراك".

ويمكن للمساعدات حالياً أن تصل إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبوسالم من إسرائيل. وأوضح ماكغولدريك أن الخطة تهدف إلى تفتيش قوافل المساعدات عند المعبرين ثم مرافقتها عبر إسرائيل على طول طريق عسكري إلى قرية بئيري الحدودية الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه "بمجرد دخولنا غزة، سنترك بعد ذلك للمضي وحدنا"، مضيفاً أن الأمم المتحدة ستجري تقييماً للطريق الجديد المحتمل الخميس (اليوم) للتحقق من حالة الطرق داخل غزة لضمان عدم وجود ذخائر غير منفجرة وتحديد نقاط التوزيع المناسبة للمساعدات".

وأوضح أن استخدام هذا الطريق للوصول إلى شمال القطاع يتيح لقوافل المساعدات تجنب الطرق المقطوعة وتردي الوضع الأمني داخل القطاع. وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد علق تسليم المساعدات إلى شمال القطاع في فبراير (شباط) الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة مع تعرض قوافله لهجمات من جانب حشود استبد بهم الجوع.

الموقف الصيني

من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الخميس، الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها "وصمة عار على الحضارة"، مكرراً دعوات بكين إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وقال وانغ للصحافيين خلال مؤتمر صحافي في بكين "إنها مأساة للبشرية ووصمة عار على الحضارة، حيث اليوم، في القرن الـ21، هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن وقفها".
وقال وانغ "لا يوجد سبب يمكن أن يبرر استمرار النزاع"، مضيفاً أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل، ويجعل من التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية أولوية قصوى".
وأضاف أن "ضمان الإغاثة الإنسانية هو مسؤولية أخلاقية عاجلة".
وأكد وانغ "نحن ندعم أن تصبح فلسطين عضواً رسمياً في الأمم المتحدة".
وقال إن "الكارثة في غزة ذكّرت العالم مرة أخرى بحقيقة أنه لم يعد بالإمكان تجاهل أن الأراضي الفلسطينية محتلة منذ فترة طويلة". وأضاف أن "رغبة الشعب الفلسطيني التي طال انتظارها في إقامة دولة مستقلة لم يعد من الممكن تفاديها، وأن الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستمر لأجيال من دون تصحيحه".
وتدعو بكين إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة منذ بدء الحرب. والصين تاريخياً متعاطفة مع القضية الفلسطينية وداعمة لحل الدولتين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد دعا إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" لحل النزاع.

تحرك جنوبي أفريقي

من ناحية أخرى، قالت محكمة العدل الدولية، أمس الأربعاء، إن جنوب أفريقيا طلبت منها إصدار إجراءات طارئة أخرى ضد إسرائيل التي تقول بريتوريا إنها تنتهك الإجراءات الصادرة ضدها بالفعل.

وفي طلبها، حذرت جنوب أفريقيا من أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون نقص الغذاء وطلبت من المحكمة أمر جميع الأطراف بوقف الأعمال القتالية والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين.

وفي بيان صدر الأربعاء، حذرت رئاسة جنوب أفريقيا من أن الناس في غزة لا يمكنهم الانتظار.

وأضافت الرئاسة "احتمال حدوث مجاعة شاملة أصبح حقيقة الآن، المحكمة في حاجة إلى التحرك الآن لوقف المأساة الوشيكة وأن تضمن بشكل فعال حماية الحقوق التي وجدت أنها مهددة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطلبت جنوب أفريقيا أيضاً من المحكمة أن تأمر إسرائيل باتخاذ "تدابير فورية وفعالة لإتاحة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها للتصدي للمجاعة ونقص الغذاء".

وأضافت أنه يتعين على المحكمة اتخاذ هذه التدابير من دون تحديد موعد لجولة جديدة من جلسات الاستماع بسبب "الإلحاج الشديد للوضع".

وفي يناير (كانون الثاني)، أمرت المحكمة التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بالامتناع عن أي أعمال قد تقع تحت طائلة اتفاقية الإبادة الجماعية وأن تضمن عدم ضلوع قواتها في أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بعد أن اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية تحت قيادة الدولة.

ووصفت إسرائيل وحلفاء غربيون هذه المزاعم بأنها بلا أساس.

ليس مستحيلاً

على الصعيد الدبلوماسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن العقبات التي تعترض المحادثات الرامية لوقف موقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" لا تستعصي على الحل وإن من الممكن التوصل إلى اتفاق.

وفي مؤتمر صحافي يومي، قال ميلر إن إسرائيل طرحت اقتراحاً مهماً على الطاولة، وأضاف "ما زلنا نعتقد أن العقبات ليست عصية على الحل، وأن من الممكن التوصل إلى اتفاق، لذا سنواصل الضغط من أجل تحقيق اتفاق".

وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يوافق على توصيف المحادثات بأنها وصلت إلى طريق مسدود، قال ميلر "إنها مستمرة".

ويحاول مفاوضون عن المسلحين الفلسطينيين ومن قطر ومصر، لكن ليس من إسرائيل، التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 40 يوماً قبل بداية شهر رمضان.

 

 

وقد يسمح وقف موقت لإطلاق النار بالإفراج عن رهائن احتجزتهم "حماس" في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أشعل فتيل الحرب، وقد يعزز المساعدات لغزة ويسمح للأسر بالعودة إلى منازلها المهجورة.

وتعهدت "حماس" بمواصلة المشاركة في محادثات القاهرة، لكن مسؤولين في الحركة قالوا إنه يتعين التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل إطلاق سراح الرهائن، وإنه يجب مغادرة القوات الإسرائيلية من غزة، وأن يتمكن جميع سكان القطاع من العودة إلى منازلهم التي فروا منها.

ورداً على سؤال عن مدى توافر أي خطة بديلة للولايات المتحدة، إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار، قال ميلر إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق هدنة، مضيفاً "ندفع نحو خاتمة ناجحة لهذه المحادثات".

ولم توقف القوات الإسرائيلية قصفها للقطاع منذ بدء المحادثات في القاهرة، الأحد، ويتردى الوضع الإنساني أكثر في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

وقال ميلر، إن نحو 250 شاحنة مساعدات دخلت غزة، أول من أمس الثلاثاء، من معبري رفح وكرم أبوسالم الحدوديين. وأضاف أنه حدث بعض التحسن في توزيع المساعدات لكنها ما زالت غير كافية. وأشار إلى أنه "يتعين علينا أن نشهد زيادة كبيرة فيما يدخل" إلى غزة من مساعدات.

وأضاف "ليس عبر رفح وكرم أبو سالم فقط، لكن يتعين أن نراها تمر عبر معبر في الشمال وأوضحنا تماماً لحكومة إسرائيل أن هذا ما نتوقعه".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط