Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أن تضحك صديقتك لا يعني أنك حتما خفيف الظل

فيما تشير دراسة حديثة إلى أن الضحك لا يعني بالضرورة نجاح المواعدة، في ما يلي إشارة إلى مكمن الخلل في هذا المنطق- لا سيما وسط اعتياد النساء على الضحك ليس لأن الرجل ظريف إنما لأن الضحك أسهل من التعامل مع الاستياء

على رغم ما جاء في نتائج دراسة جديدة، تبقى خفة الظل النعمة الوحيدة في عالم المواعدة (آي ستوك)

ملخص

دراسة جديدة تظهر أن الضحك في المواعدة ليس بالضرورة سر نجاح العلاقة المقبلة.

متى كانت آخر مرة ضحكتِ فيها؟ ربما عندما تفوّه والدك بشيء محرج عن ثقافة الإلغاء. أو عندما سكب حبيبك القهوة على قميصه الأبيض الجديد وهو يتحضر للذهاب إلى العمل. أو عندما ألقى زميلك نكتة سمجة في اجتماع وأشفقتِ عليه.

ما أعنيه هو أن النساء يضحكن مرات كثيرة مع الرجال لأسباب لا علاقة لها أبداً بخفة ظل الرجل نفسه. واليوم بالتحديد أشعر بضرورة التشديد على هذه النقطة، بسبب صدور دراسة جديدة تزعم بأن موقع الرجال المضحكين في لعبة المواعدة ضعيف، أقله إن كانوا ينجذبون إلى الجنس الآخر.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذه هي النتيجة التي خلصت إليها دراسة أجراها فريق تابع لجامعة كوينزلاند طلب من 554 متطوعاً ينجذب إلى الجنس المغاير المشاركة في سلسلة مواعيد سريعة يدوم كل واحد منها ثلاث دقائق. ثم سُجلت هذه المواعيد وحُللت فخرجت منها نتائج تزعم بأن الظرف وروح الدعابة لا يساعدانك على كسب أي نقاط في لعبة المواعدة. 

وقال الكاتب الرئيس للدراسة هنري واينرايت "وجدنا أنه بغض النظر عن الجنس، فإن تقييم المشاركين لجاذبية الشريك لا يتأثر سلباً أو إيجاباً إن ضحكوا أكثر معه أو أضحكوه أكثر. ومن اللافت أن هذه النتيجة تتعارض والاعتقاد الشائع بأن النساء أكثر انجذاباً إلى الرجال الظرفاء وأن الرجال ينجذبون أكثر إلى النساء اللواتي يعتبرنهن خفيفي الظل".   

تاريخياً، قال علماء النفس إن النساء ينجذبن إلى الرجال خفيفي الظل لأسباب متعلقة بتطور الجنس البشري. وشرح واينرايت أنه "في الماضي، اعتُقد بأن الانجذاب إلى الأشخاص الظرفاء مفيد لأن ذريتك سترث على الغالب خصائص مفيدة مثل الذكاء".

"ولو صح ذلك، فسوف تفضي هذه العملية إلى ميزة تطورية بأن يكون المرء مضحكاً وأن ينجذب إلى الأشخاص المضحكين، مما قد يفسر سبب وجود روح النكتة في كل الثقافات الإنسانية. لكن نتائجنا تشير إلى أنك لو بذلت جهداً كبيراً في محاولة إضحاك الآخر خلال موعد غرامي، قد يأتي ذلك بنتائج عكسية بدلاً من أن يساعدك- عليك أن تكون على سجيتك فحسب".

لست باحثة، ولا عالمة نفس. ولست بالطبع خبيرة في المواعدة. لكن يمكنني أن أقول لكم إن هذا التحليل محض هراء- أقله من وجهة نظري. فخفة الظل هي النعمة الوحيدة في عالم المواعدة. وهي -حرفياً- أهم شيء نبحث عنه صديقاتي وأنا عندما نخرج في موعد مع أحد تعارفنا عليه عبر تطبيق "هينج". وهي في معظم الأحيان الشيء الوحيد الذي يجعل التجربة ممتعة.

ومع ذلك، فأنا أفهم نتائج الدراسة. على رغم الاعتقاد السائد، ليس الضحك بالضرورة مؤشراً إلى حس الفكاهة. بل قد يشير أحياناً إلى العكس تماماً، لا سيما في سياق عاطفي. أراهن أن معظم الرجال الذين خرجت في أول موعد معهم اعتقدوا بعد نهاية اللقاء بأنهم النسخة المستقبلية من الكوميدي ستيف مارتن. لكن كم واحد من بينهم وجدته مضحكاً فعلاً؟ يؤسفني أن أقول إن العدد قد يكون قليلاً جداً.  

على سبيل الشرح والتفسير، اسمحوا لي بتعداد بعض الأسباب التي دفعتني إلى الضحك خلال المواعدة: أدركت أنه متوتّر وأحاول أن أجعله يشعر بالارتياح. لا يجيد الغزل أبداً ولا أريده أن يشعر بالإحراج. تفوّه بجملة إشكالية وأحاول أن أخبئ عنه شعوري بعدم الارتياح بسببها.   

لم تميّز الدراسة بين الجنسين، لكنني مستعدة للمراهنة بأن النساء هن اللواتي يضحكن بدافع التعاطف أكثر من الرجال. يكيّفنا المجتمع منذ الصغر لكي نتحول إلى أشخاص يعملون على إرضاء الآخرين. تعلمنا منذ زمن بعيد أن شعورنا بالغضب أو الاستياء لا يروق لأحد. ونحن من اضطررنا إلى تعلّم مهارة الابتسام في أكثر الأوضاع الحرجة.    

إن أخذنا كل هذا في الاعتبار، يمكنني أن أفهم لماذا أكد الباحثون أن الضحك لا يعني بالضرورة انجذاباً أكثر. لكن هذا لا أهمية له أبداً في ما يعني تثميننا لخفة الظل. وإن أثبتت هذه الدراسة شيئاً فهو أن كثيرات من بيننا يعملن على تهدئة واسترضاء الآخرين في المواعيد الغرامية- فنضحك على أمور غير مضحكة بالنسبة إلينا حفاظاً على الهدوء والسلام أو تعزيزاً لثقة شخص آخر عندما نشعر بأنها تتلاشى. 

صدقوني، في عالم المواعدة لمغايري الجنس، لا تزال الضحكة الأخيرة من نصيب الرجال خفيفي الظل. لا ريب أن بذل جهد حثيث للإضحاك، غير مضحك. وأنا لا أنصحكم بذلك أبداً طبعاً. لكن لا تسمحوا لدراسات كهذه بأن تقنعكم بأن حس الدعابة فقد أهميته في عالم المواعدة. بل في الواقع، وفيما تعبت أنا وصديقاتي العازبات اللواتي ينجذبن إلى الجنس الآخر من مواعيد أولى يكون فيها الحديث شاقاً وتبدو كل ضحكة كأنها خدمة نسديها للآخرين، أقول إن خفة الظل أهم الآن من أي وقت مضى. 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات