Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تجدد نفيها القاطع المشاركة في أي سيناريو لتهجير الفلسطينيين

قالت إن موقفها حاسم برفض أي "تهجير طوعي أو قسري" ووصفته بـ"جريمة حرب" يدينها القانون الدولي الإنساني

صورة التقطها قمر اصطناعي لعملية بناء جدار على الحدود بين مصر وغزة قرب رفح (رويترز)

ملخص

أعلنت القاهرة "نفياً قاطعاً" لما وصفته بـ"مزاعم مشاركتها في عملية تهجير" الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء

أعلنت القاهرة "نفياً قاطعاً" لما وصفته بـ"مزاعم مشاركتها في عملية تهجير" الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، وذلك رداً على تقارير إعلامية عدة أشارت إلى تحرك مصري "طارئ" باتجاه تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين في حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود.

وفي بيان شديد اللهجة، أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات (حكومية) نفي القاهرة القاطع لما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية، في شأن قيام مصر بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء الأشقاء الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك في حالة تهجيرهم قسرياً بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع.

لا قبول للتهجير

بحسب بيان الهيئة العامة للاستعلامات أكد رشوان أن "موقف مصر الحاسم منذ بدء العدوان هو الذي أعلنه رئيس الجمهورية وكل جهات الدولة المصرية عشرات المرات، ويقضي بالرفض التام، والذي لا رجعة فيه، لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، وخصوصاً للأراضي المصرية، لما في ذلك من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين، وهو ما أوضحت كل التصريحات والبيانات المصرية أنه خط أحمر، وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة"، على حد وصفه.

وتابع رشوان أن مصر بموقفها المعلن والصريح هذا، "لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أي إجراءات أو تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعاً، يروج له البعض تزويراً، بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية، فهي جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفاً فيها، بل على العكس تماماً، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذه".

وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أيضاً إلى تداول بعض وسائل الإعلام الدولية لما يوصف ببدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع قطاع غزة، موضحاً أن لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة وأسواراً في هذه المنطقة، وهي الإجراءات والتدابير التي تتخذها أي دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها.

وتعارض مصر، وبدعم من الدول العربية والإسلامية، تهجير الفلسطينيين من غزة في إطار رفض عربي أوسع نطاقاً لأي تكرار "للنكبة" عندما فر نحو 700 ألف فلسطيني أو أجبروا على ترك منازلهم في الحرب التي أعقبت إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948. وقالت الولايات المتحدة مراراً أيضاً إنها ستعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة.

جدل حول "تمهيد منطقة" محاذية

وعلى مدار اليومين الماضيين ذكرت تقارير إعلامية دولية عدة تحرك القاهرة في تمهيد منطقة حدودية مع قطاع غزة، استعداداً لاحتمالات نزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين في غزة باتجاه سيناء.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين في حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود، ووصفت المصادر هذا الإجراء بأنه "تحرك طارئ من جانب القاهرة".

وذكر أحد المصادر أن مصر متفائلة بأن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى تجنب مثل هذا السيناريو، لكنها تعمل على إنشاء المنطقة على الحدود كإجراء موقت واحترازي.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن مصر بدأت تمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد تستخدم لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة طارئة. ورفضت المصادر التي تحدثت إليها "رويترز" من أجل هذا التقرير الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر.

وقال المصدر الأول لـ"رويترز" إن تجهيز المنطقة بدأ قبل ثلاثة أو أربعة أيام، وسيوفر مأوى موقتاً في حالة حدوث سيناريو عبور أفراد للحدود "حتى يتم التوصل إلى حل".

ونفى محافظ شمال سيناء محمد شوشة قيام مصر بتجهيز "منطقة عازلة في سيناء" لاستقبال اللاجئين. وأكد الخميس أن الأشغال الجارية هدفها "حصر المنازل المهدمة خلال الحرب على الإرهاب لتقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول إسرائيل إنها ستشن هجوماً للسيطرة على "آخر معقل" لحركة "حماس" في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني هرباً من الهجوم المدمر على غزة.

وذكرت إسرائيل أن الجيش يعد خطة لإجلاء المدنيين من رفح إلى مناطق أخرى من القطاع، لكن منسق المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث قال أمس الخميس إن فكرة انتقال الناس في غزة إلى مكان آمن محض "وهم"، وحذر من احتمال تدفق الفلسطينيين إلى مصر إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية في رفح. ووصف هذا السيناريو بأنه "نوع من أنواع الكوابيس لمصر".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 1.5 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان قطاع غزة، يوجدون حالياً في رفح.

وتقول إسرائيل إنها في حاجة إلى توسيع هجومها ليشمل رفح للقضاء على "حماس". ومع مقتل أكثر من 28 ألفاً في الهجوم الإسرائيلي على غزة، أصبح مصير أولئك الذين لجأوا إلى رفح مصدراً للقلق الدولي، بما في ذلك حلفاء إسرائيل في الغرب.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجدداً، أمس الخميس، بأنه ينبغي ألا يمضي قدماً في أي عملية عسكرية في رفح من دون خطة جيدة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.

وجاء تقرير "رويترز" بعد أن نشرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، وهي مؤسسة حقوقية غير حكومية معنية بمراقبة ورصد أوضاع حقوق الإنسان في شبه جزيرة سيناء، صوراً، الإثنين، قالت إنها تظهر شاحنات ورافعات تعمل في المنطقة وصوراً لحواجز خرسانية.

ونقلت المؤسسة عن مصدر لم تحدده قوله إن الهدف من أعمال البناء هو إنشاء "منطقة أمنية عازلة" في حالة حدوث نزوح جماعي للفلسطينيين.

تنسيق مع مصر قبل عملية رفح

في الأثناء، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ الألمانية، أن إسرائيل ستنسق مع مصر قبل العملية العسكرية في رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، قائلا إن "مصر حليفتنا. لدينا اتفاق سلام مع مصر، وسنعمل بطريقة لا تضر بالمصالح المصرية". وأضاف أن العملية العسكرية ستتم "بعد التنسيق مع مصر"، مؤكداً أيضاً أن إسرائيل "ستبلغ" الرئيس الأميركي جو بايدن بالهجوم العسكري.

وأكد كاتس مضي تل أبيب في عمليتها العسكرية نحو رفح، قائلاً "إذا كان زعيم (حماس) في غزة يحيى السنوار وقتلة (حماس) يعتقدون أن بإمكانهم إيجاد ملجأ في رفح، فهذا لن يحصل أبداً"، مضيفاً "سنوفر للمدنيين مناطق آمنة للذهاب إليها، وسنتعامل مع (حماس)".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل "ليس لديها أي نية" لإرسال فلسطينيين إلى مصر كجزء من عملية إخلاء مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، إذ قالت إنها ستركز هجومها العسكري المقبل.

وقال غالانت للصحافيين في إيجاز، الجمعة، "ليس لدى إسرائيل النية بإخلاء الفلسطينيين المدنيين إلى مصر". وأردف، "نحن نحترم ونقدر اتفاقية السلام مع مصر، والتي تشكل حجر زاوية للاستقرار في المنطقة، وهي (مصر) تمثل شريكاً مهماً".

ولم يقدم غالانت أي تفاصيل حول عملية الإخلاء المحتملة، لكنه قال "إننا نخطط بدقة للعمليات المستقبلية في رفح، وهي معقل مهم لـ(حماس)".

وأمر مكتب نتنياهو الجيش بوضع خطة لإخلاء رفح، لكن لم يتم الكشف عن أي خطة بعد.

وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة "أي بي سي نيوز" إن النازحين الفلسطينيين "بإمكانهم الذهاب إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من رفح التي طهرها الجيش".

وذكر وزير الزراعة وتطوير القرية الإسرائيلي آفي ديختر، الأربعاء، أن عملية الإخلاء "مسألة عسكرية"، و"جيشنا يعرف كيف يقوم بها".

وفي تعليقات لإذاعة الجيش الإسرائيلي قال ديختر إن هناك "ما يكفي من الأراضي إلى الغرب من رفح". وخص بالذكر منطقة المواصي على الشريط الساحلي التي قال الجيش الإسرائيلي إنه يجب على المدنيين الفرار إليها في وقت مبكر من الهجوم.

وزادت حرب غزة من الضغوط على العلاقات بين مصر وإسرائيل اللتين وقعتا اتفاق سلام في عام 1979.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط في وقت سابق من هذا الأسبوع إن التصرفات الإسرائيلية تهدد استمرارية الاتفاقات مع مصر والأردن، في إشارة إلى معاهدتي السلام مع البلدين العربيين.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في الـ12 من فبراير (شباط) الجاري إن مصر حافظت على الاتفاق لمدة 40 سنة، وستواصل ذلك ما التزم الجانبان به.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار