Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذه الأسباب هناك إيرانيون يكرهون منتخبهم وفرحوا بهزيمته

خلافاً لمئات الرياضيين الذين انضموا للمحتجين على سياسات النظام فإن لاعبيه يسعون إلى تحسين صورته

تلقى المنتخب الإيراني لكرة القدم هزيمة قاسية من نظيره القطري في الدور قبل النهائي لكأس آسيا (أ ف ب)

ملخص

أعلن أكثر من 500 ألف مستخدم إيراني نشط على شبكات التواصل الاجتماعي أن هذا المنتخب لا يمثلهم.

"نحن سعداء جداً لأنهم خسروا، هذا هو المكان الذي كان فيه أخي آخر مرة، وهنا أطلقوا النار عليه من مسافة صفر، ونحن سعداء لأنهم خسروا ثانية، وهذه الأصوات التي تسمعونها من أجل أخي الذي قتل هنا".

هذه كلمات مهرشاد سماك شقيق مهران سماك (27 سنة) الذي قتل في ميناء أنزلي يوم الـ 29 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 لمجرد أنه فرح لخسارة المنتخب الإيراني لكرة القدم في كأس العالم.

وقال مهرشاد تلك الكلمات مساء أمس الأربعاء في المكان الذي قتل فيه شقيقه مهران، وقال إنه سعيد مثل ملايين الإيرانيين الذين سعدوا بالخسارة والإذلال الذي مني به المنتخب الذي يسمى "منتخب نظام الجمهورية الإسلامية" في منافسات "كأس آسيا" لكرة القدم.

وإضافة إلى ما ورد أعلاه فإن هناك عدداً من الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن سعادة أسر ضحايا احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 و2022، كما انتشر عدد من مقاطع الفيديو لمواطنين يرقصون ويحتفلون في أنحاء مختلفة من إيران بسبب خسارة المنتخب الإيراني من المنتخب القطري في كأس آسيا.

وبعد فوز المنتخب الإيراني على منتخب اليابان في الدور ربع النهائي أعلن أكثر من 500 ألف مستخدم إيراني نشط على شبكات التواصل الاجتماعي أن هذا المنتخب لا يمثلهم، وأعادوا نشر صور لمهران سماك الذي قتل على يد القوات الأمنية في ميناء أنزلي.

ولتحليل أسباب كراهية هذا الفريق من قبل إيرانيين يكفي أن نستعرض الطريقة التي يتعامل بها لاعبو هذا المنتخب مع قادة النظام القمعي والاحتجاجات الشعبية التي عمت جميع أنحاء البلاد خلال العامين الماضيين، ومنها انقلابهم على المدرب بالتعاون مع الحرس الثوري وعودة مهدي تارج المحسوب على الحرس الثوري لرئاسة الاتحاد الإيراني لكرة القدم، والتواطؤ مع النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر لحصولهم على حصص استيراد سيارات باهظة الثمن، واستقبال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالانحناء أمامه في الحفل الحكومي، ومدح وثناء دائم لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ودعم علي خامنئي من خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاهل قتل الأطفال من قبل القوات الأمنية في الاحتجاجات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك من بين أسباب كراهية المنتخب الإيراني اجتماعات اللاعبين مع قائد الحرس الثوري قبل السفر إلى قطر، وامتناعهم من الفرح بعد تسجيل الهدف الأول في مرمى المنتخب الفلسطيني، والرقص والاحتفال في الوقت الذي أعدمت السلطات الناشط محمد قبادلو، والتنسيق مع المؤسسات الأمنية العسكرية للحضور في احتفالات ذكرى انتصار الثورة المزمع إقامتها في الـ 11 من فبراير (شباط) الجاري، ومطالبة الرئيس الإيراني من خلال اتصال هاتفي بعد الفوز على المنتخب الياباني بأن يخصص للاعبي المنتخب مكافآت وجوائز نقدية.

وما ورد أعلاه ليس سوى قليل من الأفعال المكشوفة التي قام بها لاعبو المنتخب الإيراني تعظيماً للعسكر الذين قتلوا ما لا يقل عن 500 مواطن ممن احتج على سياسات النظام في إيران خلال الـ18 شهراً الماضية.

وحدثت هذه الأفعال من لاعبي المنتخب الإيراني في وقت قام فيه عدد من الرياضيين بدورهم، مثل الفريق الوطني لكرة القدم الشاطئية والفريق الوطني لتسلق الصخور للسيدات والفريق الوطني لكرة السلة للرجال والنساء والفريق الوطني لكرة اليد والفريق الوطني لركوب الدراجات والفريق الوطني لألعاب القوى للنساء والفريق الوطني للشطرنج للنساء، وعدد من لاعبي كرة القدم من الرجال والنساء والمدربين الشاغلين أندية كرة القدم في إيران، وكل هؤلاء فعلوا ما عليهم بطرق مختلفة، مثل رفض النشيد الوطني الإيراني أو تكريم ذكرى مقتل مهسا أميني في المسابقات الدولية والمحلية أو التخلي عن الحجاب الإلزامي للوقوف إلى جانب المواطنين الثكالى والمحتجين على سياسات النظام.

وأما الآن فيجب علينا أن نقول وداعاً لهذا الجيل، وخلاف ادعاءاته لم يحقق أي إنجاز لكرة القدم الإيرانية لأن أعمارهم وكذلك الظروف السياسية والفوضى التي خلقها النظام في إيران تجعل من الصعب للغاية مواصلة مشاركتهم في المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم.

هذه المجموعة من لاعبي المنتخب الإيراني مثل علي رضا جهانبخش ومهدي طارمي وعلي رضا بيرانوند ومهدي ترابي وروزبه جشمي ورامين رضائييان وإحسان حاج صفي وكريم أنصاري فر وأميد إبراهيمي وسامان قدوس الذين يصفون أنفسهم بـ "الجيل الذهبي لكرة القدم الإيرانية"، لم يحققوا أي إنجار، بينما فريق المنتخب الأردني لكرة القدم، هذا البلد الذي لا يزيد عدد سكانه على 11 مليون نسمة، وصل اليوم إلى مرحلة في كرة القدم، كانت إيران ومنذ انتصار الثورة، أي قبل 48 عاماً، تحلم أن تصل إليها.

ومنذ كأس "أمم آسيا 2015" وتشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم لم تتغير، فهذا الجيل خسر أمام العراق في "كأس أمم آسيا" في أستراليا، وفي "كأس العالم لكرة القدم" فاز على المغرب بفضل الهدف الذي سجله اللاعب المغربي في مرماه، ولم تتأهل إيران لدور المجموعات.

وفي "كأس أمم آسيا 2019" تلقت شباك المنتخب الإيراني من اليابان التي تلقت خلال المباراة النهائية ثلاثة أهداف من قطر، ثلاثة أهداف.

كما خسر في "كأس العالم 2022" أمام الولايات المتحدة الأميركية واستقبلت شباكه ستة أهداف من إنجلترا، إذ تعرض لأقسى هزيمة في تاريخ كرة القدم الإيرانية في بطولة كأس العالم، أما في "كأس آسيا" الحالية فاستقبلت شباكه ثلاثة أهداف من المنتخب القطري الذي سجل هدفاً واحداً فقط في المباريات الست الأخيرة أمام إيران.

وعدا عن الإخفاقات المتكررة في كرة القدم الإيرانية يبدو أن الكابتن جهانبخش وزملاءه في المنتخب خسروا المباريات في ملعب أوسع من المستطيل الأخضر لكرة القدم، ومن وجهة نظر المحتجين فقد فقدوا سمعتهم إلى الأبد بوقوفهم مع النظام على دماء آلاف المواطنين الأبرياء.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير