Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإيرانيون يتابعون الفضائح الجنسية "المتكررة" للأئمة والحرس الثوري

مقطع فيديو لرجلين عاريين أقال مدير الإرشاد الإسلامي واستدعى أشهر قضايا الاغتصاب والتحرش والمثلية لدى رجال المرشد

مدير دائرة الثقافة والإرشاد الإسلامي السابق في مدينة جيلان الإيرانية رضا ثقتي (مواقع التواصل)

ملخص

نشرت تقارير عن اعتداء قوات "الباسيج" ورجال الدين الإيرانيين جنسياً على الأطفال والمراهقين من الفتيات والفتيان في معسكرات الحكومة.

أعلنت السلطات الإيرانية فصل مدير دائرة الثقافة والإرشاد الإسلامي في مدينة جيلان رضا ثقتي بعد انتشار مقطع فيديو وصور لرجلين عاريين في أحد المكاتب الإدارية في إيران على مواقع التواصل الاجتماعي.

تلك الحادثة استحوذت خلال الأيام الماضية على جزء كبير من آراء الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال البحث عن خلفية رضا ثقتي ومناصبه الحكومية وخطاباته السابقة، لا سيما تلك الداعمة للحجاب الإلزامي والنظام الإيراني، واتهموا المسؤولين والشخصيات المنتمية للنظام بالنفاق والخداع.

لم يكن رضا ثقتي أول مسؤول في النظام الإيراني يفصل من منصبه بسبب "فضيحة جنسية" يسميها المتدينون "فساداً أخلاقياً"، بل نشرت أخبار عدة حول الفساد الأخلاقي والتعايش السري وحتى الاعتداءات الجنسية التي يقوم بها أئمة ومسؤولون حكوميون وقادة عسكريون وعناصر منتسبون لقوات "الباسيج" في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

هناك عدد من الملفات التي تظهر أن المسؤولين الذين يعملون تحت إمرة المرشد علي خامنئي يدعون أنهم ملتزمون أسلوب الحياة الإسلامية وتأسيس الأسرة ومراعاة العفة والحجاب، بينما يقومون في حياتهم الشخصية بتصرفات وأفعال يمنع المواطن العادي في إيران من القيام بها.

على سبيل المثال لا الحصر، بناء على قانون العقوبات الإسلامية المعمول بها في إيران، بالنسبة إلى الأشخاص المثليين، إذا ثبتت ممارسة الجنس بين رجلين أو امرأتين، أو بالنسبة إلى النساء المتزوجات اللائي يتم القبض عليهن أثناء ممارسة الجنس مع رجل آخر، يتعرضون لعقوبة شديدة مثل الإعدام والرجم والجلد والسجن لفترات طويلة.  

وفي ما يتعلق بالحالة الأخيرة، اشتد الجدل كثيراً حول شخصية ثقتي على شبكات التواصل الاجتماعي عندما أعيد نشر ما كان يقوم به، لا سيما مطالبته بتأسيس "ورشة لتعليم العفة والحجاب" و"إطلاق هايبرماركت للحجاب" وتورطه بالإساءة لنساء يرفضن الالتزام بالحجاب الحكومي بألفاظ بذيئة.

الحرس الثوري الإيراني

رضا ثقتي كان عضواً في الحرس الثوري الإيراني، ووفقاً للنشطاء السياسيين في محافظة جيلان، فإن ثقتي يعتبر من أهم العناصر الأمنية القمعية خلال العقدين الماضيين في شوارع المحافظة ومن الشخصيات المقربة لمستشار المرشد علي خامنئي وممثله السابق في المجلس الأعلى للأمن القومي وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلي.  

ثقتي وقبل أن يعين مديراً عاماً لإدارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة جيلان في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كان شغل مناصب مهمة عدة في المحافظة، فكان رئيساً لمجمع خاتم الأنبياء الثقافي والفني التابع للحرس الثوري في مدينة رشت، ورئيساً لدائرة الثقافة والإرشاد الإسلامي في مدينة رشت ورئيساً لإدارة شؤون المحاربين القدامى في محافظة جيلان وعضو مجلس إدارة الجبهة الثقافية في محافظة جيلان ورئيس تحرير مجلة المراكز الثقافية في مساجد محافظة جيلان، ومشرفاً على عدد من المهرجانات الحكومية في المناسبات الحكومية مثل ذكرى سنوية انتصار الثورة الإسلامية وذكرى سنوية الحرب مع العراق، بالتالي يعتبر رضا ثقتي من الشخصيات الموثوقة لدى الأجهزة الأمنية لتنفيذ قرارات المرشد علي خامنئي والمؤسسات الحكومية في محافظة جيلان.

تاريخ من الفضائح

وتعود الاتهامات الجنسية لرجال الدين الإيرانيين إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وفي ملف صوتي كشف عنه رئيس الشرطة الإيرانية في العهد البهلوي الجنرال محسن مبصر، فإن رجل الدين الشيعي والزعيم المتطرف لمنظمة "فدائيو الإسلام" مجتبى نواب صفوي الذي اغتال عدداً من المسؤولين في الحكومة آنذاك، وخلال فترة السجن، أقام علاقة جنسية مع عضو آخر في منظمة "فدائيو الإسلام" والأمين العام الحالي لهذه المنظمة المتطرفة محمد مهدي عبد خدائي.

وجعلت قضية رضا ثقتي كثيراً من المواطنين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي يستذكرون قضية سعيد طوسي، قارئ القرآن الشهير والمؤذن في هيئة الإذاعة والتلفزيون الذي يعتبر من القراء المقربين من بيت المرشد علي خامنئي والجهات الحكومية، وكان سعيد طوسي اغتصب عدداً من الأطفال وطلبة القرآن المراهقين عام 2016.

وعام 2011 وبشكوى من تلامذة سعيد طوسي الـ19 تم فتح قضية في إحدى المحاكم في طهران. وخلال مقابلة لأحد هؤلاء الطلبة المراهقين مع وسائل الإعلام التي تعمل خارج الحدود الإيرانية، شرح قصته بالتفصيل. إلا أن هذه القضية كغيرها من شكاوى عدة ضد الشخصيات الحكومية أصبحت حبيسة الأدراج بعد أن تدخل نائب مدير مكتب علي خامنئي للعلاقات العامة سيد علي مقدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الخصوص، يعتقد ناشطون في مجال حقوق الطفل في إيران بأن غياب العدالة وعدم تنفيذها في قضية سعيد طوسي وغيره من المقربين للسلطة المعتدين على الأطفال والمراهقين، تسببا باستمرار ظاهرة الاعتداء على الأطفال في مدارس تعليم القرآن أو في المعسكرات الدينية التي تنظمها الحكومة.

كما تحدثت وسائل الإعلام غير الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي أكثر من مناسبة عن المعسكرات والرحلات التي تنظمها قوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري للطلاب والطالبات إلى المناطق التي كانت مسرحاً للحرب في جنوب إيران، وكيف تعرض الطلاب لاعتداءات جنسية من قبل عناصر "الباسيج" ورجال الدين في هذه المعسكرات.  

أشهر القضايا

ومن أشهر الاعتداءات الجنسية للمسؤولين الحكوميين خلال الأعوام الأخيرة، الاعتداء الجنسي من قبل أئمة الجمعة في مدينة كرج وتويسركان وورامين وخونسار على عدد من النساء والفتيان، والاعتداء الجنسي على عدد من المعتقلين من قبل ضابطي الاستخبارات (وحدة الإمام حسن المجتبى التابعة للحرس الثوري) وهما علي رضا صادقي وعلي رضا حسيني، واعتداء جنسي على فتاة بلوشية من قبل رئيس شرطة مدينة جابهار.

وكذلك قضية مغني نشيد "سلام فرماندة" والرادود الحسيني الشهير علي أبوذر روحي الذي اغتصب امرأة في مدينة لنجرود، واعتداء بهرام حق برست معلم القرآن على أحد تلامذته جنسياً في مدينة أملش في جيلان، والفساد الأخلاقي لعلي أكبر موسوي حسيني الذي يقدم برنامج "الأخلاق في الأسرة" الشهير على التلفزيون الرسمي الحكومي، والعلاقات السرية وغير القانونية لعطاء الله مهاجراني الوزير السابق للثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة محمد خاتمي مع عدد من النساء، واعتقال رئيس شرطة طهران السابق العميد رضا زارعي مع ست نساء في بيت مستأجر، والعلاقات السرية لوزير الثقافة والإرشاد في حكومة حسن روحاني مع عدد من الممثلات، والعلاقات الجنسية والفضائح الكثيرة لمحمد علي أبطحي رئيس مكتب الرئيس محمد خاتمي، ومحاكمة مندوب مدينة ملكان في مجلس النواب الإيراني لخمس دورات متتالية سلمان خداداي بتهمة الاعتداء الجنسي.

ووفقاً للسلطات القضائية في إيران، هناك عشرات القضاة يتم اعتقالهم أو فصلهم من العمل بتهمة التحرش بالنساء ومحاولة إغرائهن مقابل إصدار أحكام لمصلحتهن.

وفي وقت يدعي قادة النظام بأنهم يدافعون عن القيم الإسلامية، لا يلتزمون الأوامر والقوانين الحكومية ويفعلون ما يحلو لهم بينما يمارسون مضايقات على المواطنين في كل مناحي الحياة.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير