خيم قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) على الأسواق العالمية والعملات وأسواق المعادن النفيسة، إذ تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس فيما استوعب المستثمرون مجموعة من التقارير المحبطة عن الأرباح، في حين تأثرت المعنويات بإشارة "الفيدرالي" إلى أن خفض أسعار الفائدة باكراً غير مرجح.
إلى ذلك نزل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة، وشهدت البنوك أكبر هبوط إذ بلغ 1.4 في المئة بقيادة تراجع سهم بنك "بي إن بي باريبا" بـ 7.7 في المئة بعدما لم يحقق البنك الفرنسي الأرباح الفصلية المتوقعة، ودفع البنك مؤشر "كاك 40" الفرنسي للتراجع 0.6 في المئة.
وكان سهم شركة "أديداس" الألمانية للملابس الرياضية من بين الأسهم الخاسرة أيضاً وهبط 7.7 في المئة، إذ جاءت توقعات الشركة لعام 2024 من دون التقديرات.
وأبقى "الفيدرالي" على أسعار الفائدة من دون تغيير أمس الأربعاء، مرجحاً عدم خفض الفائدة في مارس (آذار) المقبل مما بدد آمال الأسواق لخفض باكر.
بنك إنجلترا يثبت
في غضون ذلك ثبت بنك إنجلترا المركزي سعر الفائدة عند 5.25 في المئة، وفقاً لبيان عبر موقعه الرسمي اليوم الخميس.
ووفقاً لبيان صدر عنه فإن ستة أعضاء في لجنة السياسة النقدية وافقوا على تثبيت الفائدة بالغالبية، فيما فضل اثنان من الأعضاء زيادة سعر الفائدة 0.25 في المئة، في حين فضل أحد الأعضاء خفض سعر الفائدة البنكية 0.25 في المئة.
"وول ستريت" تفتح مرتفعة
وفي الغرب فتحت المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" مرتفعة اليوم بعد موجة بيع خلال الجلسة السابقة أعقبت تبديد "الفيدرالي" الآمال في خفض قريب لأسعار الفائدة، فيما ينصب التركيز الآن على بيانات اقتصادية ونتائج أعمال شركات تكنولوجية كبرى تصدر في وقت لاحق من اليوم.
وفتح مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مرتفعاً 15.46 نقطة بما يعادل 0.32 في المئة إلى 4861.11 نقطة، وصعد مؤشر "ناسداك" المجمع 90.01 نقطة أو 0.59 في المئة إلى 15254.02 نقطة.
"نيكاي" الياباني ينخفض
وفي أقصى الشرق أغلق مؤشر "نيكاي" الياباني منخفضاً اليوم، إذ أصيب المستثمرون بإحباط بعد تصريحات رئيس "الفيدرالي" جيروم باول التي بددت الآمال في خفض أسعار الفائدة خلال مارس 2024.
وتراجع مؤشر "نيكاي" 0.76 في المئة إلى 36011.46 نقطة بعد أن انخفض دون المستوى الرئيس البالغ 36 ألف نقطة في وقت سابق من الجلسة، وهبط مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.67 في المئة إلى 2534.04 نقطة.
وقال كبير محللي الأسواق المالية في "كابيتال دوت كوم" كايل رودا إنه "من الصعب الهرب من رؤية مجلس الاحتياط باعتبارها المحرك الرئيس لحركة الأسعار اليوم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهبط المؤشر الفرعي لصانعي السيارات على مؤشر "توبكس" 1.41 في المئة، وانخفض سهما "تويوتا موتور" و"هوندا موتور" 1.83 في المئة و1.85 في المئة على الترتيب.
ومن بين الشركات المدرجة في مؤشر "نيكاي" والبالغ عددها 225 شركة ارتفعت أسهم 51 شركة وحسب، بينما تراجعت أسهم 170 شركة.
الدولار قرب ذروة 7 أسابيع
وفي أسواق العملات استقر الدولار اليوم قرب أعلى مستوى خلال سبعة أسابيع في مقابل اليورو، ووصل إليه بعد استبعاد فكرة خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
أما الين فقد تمسك بمكاسبه التي حققها خلال الليل وسط انخفاض عوائد سندات الخزانة وبعد المشكلات التي تواجه المقرض الأميركي (نيويورك كوميونيتي بانكورب) والتي دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة.
واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة في مقابل ست عملات رئيسة بينها اليورو والين والجنيه الاسترليني عند 103.60 في فترة ما بعد الظهر خلال التعاملات الآسيوية، بعد صعوده أمس الأربعاء 0.19 في المئة.
ولا يزال قريباً من المستوى المرتفع البالغ 103.82 الذي وصل إليه الإثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، والذي لم يشهده منذ الـ 13 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتلقى الدولار دعماً من بيانات اقتصادية أميركية تشير إلى أنه بوسع البنك المركزي الانتظار لفترة أطول قبل خفض أسعار الفائدة.
الذهب يستقر
وفي أسواق المعادن النفيسة استقرت أسعار الذهب اليوم متأثرة بقوة الدولار، لكن المعدن الأصفر حافظ على مكانته مع استمرار تشبث المستثمرين بآمال خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
واستقر الذهب خلال التعاملات الفورية عند 2034.50 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 2054.30 دولار.
وتعليقاً على ذلك قال رئيس إستراتيجية السلع لدى "ساكسو بنك" أولي هانسن "بصورة عامة تعتمد سوق الذهب فعلياً على القناعة المستمرة بخفض أسعار الفائدة وتراجع العائدات الذي شهدناه منذ أمس، ويحدث هذا على رغم بعض القوة التي يتمتع بها الدولار".
ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لـ "سي إم إي" يتوقع المتداولون الآن بنسبة 92 في المئة خفض أسعار الفائدة خلال مايو (أيار) 2024.
وأظهرت البيانات أن الوظائف في القطاع الخاص الأميركي ارتفعت أقل بكثير من المتوقع في يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما يترقب المستثمرون الآن تقرير الوظائف غير الزراعية للشهر نفسه والمقرر صدوره غداً الجمعة.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد هبطت الفضة خلال التعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 22.70 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 1.1 في المئة إلى 908.44 دولار، كما نزل البلاديوم 1.2 في المئة إلى 964.76 دولار.
