Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مصائد مياه" أقامها مستوطنون في العوجا تحرم الفلسطينيين من حصتهم

حفروا أربع آبار ضخمة تعمل على ريّ الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية

ملخص

مع أن كميات الأمطار المتساقطة خلال فصل الشتاء الحالي كانت وفيرة، إلا أن وادي العوجا يخلو تماماً في هذه الأيام من المياه بسبب إقامة أربع آبار ضخمة

"مصائد المياه" مصطلح أطلقه الفلسطينيون على الحواجز المائية التي أقامها المستوطنون الإسرائيليون قبل وادي العوجا شمال شرقي مدينة أريحا، والتي حالت دون تدفق المياه المنحدرة من سلسلة الجبال الشرقية للضفة الغربية إلى وادي الأردن والبحر الميت، كما جرت العادة منذ مئات السنوات.

وتسببت "مصائد المياه" بجفاف الوادي الذي كان يمتلئ بالمياه لا سيما في فصل الشتاء.

جفاف الوادي

وتضم قرية العوجا التي تبعد 12 كلم من أريحا، وادياً طويلاً يصل بين منحدرات سلسلة الجبال الشرقية للضفة الغربية، وبين نهر الأردن والبحر الميت.

كما تقع في القرية "عين مياه العوجا"، والتي تعتبر جزءاً من الحوض الشرقي للمياه في الضفة الغربية.

ومع أن مياه الوادي كانت تصل إلى نهر الأردن، ومياه عين العوجا كانت تزيد على حاجة المزارعين في القرية، إلا أن إقامة المستوطنات الإسرائيلية تسببت بجفاف الوادي، وبنقص في مياه العين.

وعرقلت "مصائد المياه" وصول المياه إلى وادي العوجا، حيث يتم تجميعها في برك مخصصة لتربية الأسماك والتماسيح للاستفادة من جلودها.

ومع أن كميات الأمطار المتساقطة خلال فصل الشتاء الحالي كانت وفيرة، إلا أن وادي العوجا يخلو تماماً في هذه الأيام من المياه التي كانت تنحدر إليه من الجبال الشرقية المطلة على القرية.

الفائض عن حاجة المستوطنين

وإلى جانب الوادي، تقع عين مياه العوجا في الجزء العلوي من الحوض الشرقي للمياه، حيث يعتبر ذلك الحوض واحداً من ثلاثة أحواض للمياه في الضفة الغربية، إلى جانب الحوض الغربي، والحوض الشمالي الغربي.

لكن موقع عين العوجا يجعلها تتأثر بسرعة لأي عمليات استيلاء على مياهها، بسبب حفر المستوطنين آباراً ارتوازية لسحب مياهها في الجزء السفلي من الحوض الشرقي.

وعلى عمق يصل إلى 600 متر، حفر المستوطنون تلك الآبار، فيما لا يتجاوز عمق الآبار الفلسطينية 90 متراً، وهو ما لا يعطي المزارعين الفلسطينيين سوى الفائض عن حاجة المستوطنين من مياه العين.

ويعود حفر آبار الفلسطينيين على عين مياه العوجا إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، وفي ظل الحكم الأردني، إلا أن آبار المستوطنين أقيمت خلال السنوات الأخيرة.

وعلى بعد 200 متر من عين العوجا، حفر المستوطنون أربع آبار ضخمة للمياه تعمل على ريّ الأراضي الزراعية التابعة للمستوطنات المحيطة بقرية العوجا.

ووفق الباحث الأكاديمي فايز أبو ستة، فإن إسرائيل "تمنع الفلسطينيين من حفر آبار جديدة، أو تعميق الآبار الثماني القديمة الموجودة".

وعبر قنوات ترابية وإسمنتية تمتد وسط الحقول الزراعية، تتدفق مياه عين العوجا التي تبلغ كميتها نحو 1800 متر مكعب في الساعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تغيير الأنماط الزراعية

وعلى رغم وفرة المياه في قريتهم، فإن أهالي العوجا يشترون مياه الشرب من شركة "ميكروت" الإسرائيلية التي تضخ تلك المياه من عين بلدتهم.

وتنتج عين العوجا نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه سنوياً، إلا أن وجود الآبار الإسرائيلية على بعد أقل من 200 متر منها يؤدي إلى خسارة المزارعين الفلسطينيين جزءاً كبيراً منها، وفق أبو ستة.

وتبلغ مساحة قرية العوجا أكثر من 100 كيلومتر مربع، نحو 4.5 كيلومتر منها أراض زراعية.

لكن الجفاف الذي ضرب المنطقة قبل 15 عاماً، أدى إلى تقليص المساحات المزروعة بشكل هائل.

كما سبب ذلك الجفاف وفق أبو ستة "تغيير التركيبة والأنماط الزراعية في العوجا، واختفاء زراعة أشجار الموز لتحل مكانها أشجار النخيل".

وأسهم بانتشار مزارع النخيل في العوجا تحمّل أشجارها الجفاف على عكس المزروعات الأخرى كالشعير والقمح والموز.

وبحسب أبو ستة، فقد كانت فاكهة الموز تُصدّر قبل عقود إلى دول الخليج العربي عبر مكاتب للفلسطينيين في العاصمة العراقية بغداد.

"لكن منذ عشر سنوات، عادت مياه عين العوجا تتدفق في قنوات المياه في القرية، حيث تُوزّع على المزارعين الفلسطينيين بعد تجميعها في برك خاصة وفق برنامج يعود إلى أيام الحكم العثماني"، بحسب أبو ستة.

مقصد سياحي

ومع أن بلدة العوجا تقع على ارتفاع 230 متراً فوق سطح البحر، إلا أنها أعلى ارتفاعاً من مدينة أريحا بنحو 40 متراً.

ولأن أجواءها دافئة تعتبر أريحا وقراها "مشتى فلسطين" بسبب درجة حرارتها المعتدلة في الشتاء.

ولذلك فإن وادي ونهر العوجا يتحولان إلى مقصد سياحي للفلسطينيين بخاصة في فصل الربيع سنوياً، على رغم افتقارهما إلى أي بنية تحتية من مظلات أو كراسٍ أو مرافق أو خدمات عامة.

وتبلع مساحة الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار 280 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يعادل 39 في المئة من المساحة الكلية للأغوار.

ويستغل الفلسطينيون 50 كيلومتراً مربعاً من تلك الأراضي، فيما يُسيطر المستوطنون على 27 كيلومتراً مربعاً منها.

وأقامت إسرائيل بعد سنة على احتلالها الضفة الغربية أول مستوطنة في الأغوار عام 1968، والتي وصل عددها حالياً إلى أكثر من 31 مستوطنة معظمها زراعية، ويقيم فيها نحو 10 آلاف مستوطن.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير