Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"زحمة مقترحات" بين إسرائيل و"حماس" وبيرنز يرمي بثقله

تحاول أميركا التوصل إلى رؤية لهدنة إنسانية على وقع ضغوط دولية ودعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية

ملخص

عمل الوسطاء القطريون والمصريون على صياغة أكثر من مقترح قدموه لحركة "حماس" ولإسرائيل، لكن الطرفين أبديا صلابة في موقفهما تجاهها

منذ أن انتهت الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة "حماس"، في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كثف الوسطاء مساعيهم لتجديد وقف إطلاق النار بشكل موقت يقود في نهايته إلى تصور واضح لليوم التالي لحكومة قطاع غزة.

وعمل الوسطاء القطريون والمصريون على صياغة أكثر من مقترح قدموه لحركة "حماس" ولإسرائيل على حد سواء، لكن الطرفين أبديا صلابة في موقفهما تجاه هذه المقترحات، وهذا الأمر أدى إلى ضراوة القتال وامتداده إلى ساحات في غزة كان الجيش الإسرائيلي بعيداً عنها.

موفد أميركي

على مدار الشهرين الماضيين، صاغ الوسطاء، وحتى "حماس" وإسرائيل نحو ثمانية مقترحات لصفقات تبادل وجزء منها يفضي إلى وقف القتال الدائم في غزة، لكن جميعها فشلت ولم يكتب لأي منها النجاح، وهذا ما أطلق عليه المراقبون السياسيون مصطلح "زحمة المقترحات" التي تؤدي إلى اشتداد القتال.

فشل الأطراف بما فيهم الوسطاء في بلورة مسودة مقترح تتفق عليه "حماس" وإسرائيل دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التدخل بنفسه للتوصل إلى صيغة هدنة إنسانية فقط، إذ يرفض البيت الأبيض أن يكون هناك وقف دائم للحرب في هذه المرحلة.

وأمس، قرر بايدن أن يوفد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي أي" وليام بيرنز إلى أوروبا ليلتقي هناك مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين، ويبحث معهم سبل التوصل إلى اتفاق "اتفاق طموح".

"اتفاق طموح"

بحسب المعلومات المتوافرة، فإن الاتفاق الطموح الذي ترعاه أميركا، يتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وأطول وقف للأعمال القتالة منذ بدء الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المقرر أن يصيغ بيرنز مسودته بناءً على المقترحات الثمانية التي عمل عليها الوسطاء المصريون والقطريون، وحتى تلك التي قدمتها "حماس" وإسرائيل، وسيضغط على أن تكون بلورته ملزمة لجميع الأطراف.

مجمل المقترحات

وفي الـ12 من ديسمبر الماضي، تلقى رئيس الموساد ديفيد برنيع توجيهات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبدء في الاستماع لما تقوله الأطراف الوسيطة في شأن صفقة تبادل وأجرى جولة في أوروبا من أجل ذلك الهدف.

في اليوم نفسه، عرض الوسطاء على برنيع مقترحاً لصفقة تبادل وهدنة إنسانية، لكن مجلس الحرب الإسرائيلي وصفها بأنها غير مناسبة وتحتاج إلى مزيد من المفاوضات، وفشلت هذه المسودة. ثم في الـ22 من الشهر نفسه، قدمت مصر أضخم مبادرة لإنهاء الحرب، وتضمنت ثلاثة محاور (صفقة تبادل شاملة، وانسحاب الجيش من القطاع، وتشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة وفاق وطني، على أساس هذا المقترح تتوقف الحرب بصورة كاملة، لكن "حماس" رفضت التنازل عن الحكم).

بحلول 30 ديسمبر الماضي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية تفاصيل مقترح قطري من ثلاث مراحل لصفقة تبادل أسرى وهدنة إنسانية تستمر لمدة شهر، لكن نتنياهو رفضها وأرجع السبب في ذلك الحفاظ على تماسك الحكومة الذي لا يريد وقف إطلاق النار.

تغيير الموقف

انتهى عام 2023 ولم يتوصل الأطراف إلى أي صفقة أو مبادرة إنسانية، وهذا دفع "حماس" إلى تغيير موقفها بصورة كاملة، إذ قال القيادي فيها أحمد عبدالهادي، "نحن لا نريد صفقات إنسانية، باختصار نرغب في وقف إطلاق النار بصورة مستمرة، وعلى هذا الحديث إجماع رسمي". وأضاف "المقترحات التي تناقش هدن موقتة مقابل صفقة جديدة لتبادل الأسرى لا ننظر فيها، مطالبنا الأساسية بوقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع كشرط لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى".

 

 

وأشار عبدالهادي إلى أن "حماس" مستعدة لتقديم تنازلات إذا كان هناك طرح كامل يؤدي إلى "وقف شامل للعدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد حصولنا على ضمانات من الوسطاء بعدم عودة العدوان على القطاع".

صفقات فاشلة

في يناير (كانون الثاني) الجاري، ازدحمت المقترحات بصورة كبيرة، في ثاني يوم من الشهر، قدمت "حماس" مبادرة تتضمن وقف الحرب وصفقة تبادل وانسحاب الجيش، وبقائها في الحكم، لكن نتنياهو قال "هذا أمر غير معقول".

وما إن حل الـ12 من يناير الجاري، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك مقترحاً جديداً لصفقة لتبادل الأسرى يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، لكن لم يكتب له النجاح من طرفي الصراع.

بحلول منتصف الشهر الجاري، قدم الوسطاء القطريون مقترحاً لإنهاء الحرب مع ضمان خروج قادة "حماس" من قطاع غزة، لكن الحركة رفضته، وفي الـ20 من الشهر نفسه قدمت إسرائيل مقترحها، ويتضمن هدنة لمدة ثلاثة أشهر والعودة للقتال، إلا أن الحركة الفلسطينية رفضته.

ويوم الإثنين الماضي، عرض الاتحاد الأوروبي خريطة طريق تنطلق من وقف الحرب، وتنتهي بإقامة دولة فلسطينية، لكن السلطة الفلسطينية و"حماس" وإسرائيل رفضوا هذه الخريطة، وبررت الجهات الفلسطينية هذا لأنه يبدأ من نقطة صفر.

والأربعاء الماضي، نضجت اتصالات مصرية من شأنها الذهاب لصفقة تبادل وهدنة إنسانية تستمر لمدة شهر، وذاع أن طرفي القتال وافقا على ذلك بشكل مبدئي، لكن "حماس" فجأة علقت الاتصالات في شأن ذلك.

"حماس" وإسرائيل لا يرغبان في التنازل

اطلع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز على هذه المقترحات، ومن المقرر أن يصيغ مسودته بناء عليها، لكن رؤيته لن تقود لإنهاء الحرب.

 

 

وتحاول أميركا أن تتوصل إلى رؤية لهدنة إنسانية على وقع الضغوط الدولية، وقرار محكمة العدل الدولية في شأن دعوى جنوب أفريقيا بوقف الحرب لأسباب إنسانية.

ويرجع الباحث في الشؤون السياسية منصور أبو كريم سعي أميركا لهدنة لتخفيف حدة الضغط الدولي على الولايات المتحدة وبدء تشاؤم العالم من أفعال إسرائيل، لكنه يعتقد أن "حماس" سترفضها بصورة قاطعة، لأنها لا تتضمن إنهاء الحرب.

ويقول أبو كريم، "إسرائيل تتعنت لأن (حماس) لا تريد التنازل عن الحكم، وهذا يعطي تل أبيب ذرائع كبيرة أمام العالم لاستمرار الحرب، لكن الحركة لا تساعد نتنياهو في تقديم ذلك للعالم". ويضيف، "روجت قيادات (حماس) أن هدفها من الحرب إعادة القضية الفلسطينية للصدارة، وبناءً على ذلك يجب تقديم تنازلات تخدم هذا الملف، وليس التعنت والبقاء في الحكم، لذلك ومن وجهة سياسية فإنه يجب على الحركة إجراء محادثات مع السلطة الفلسطينية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات